استعادت قوات المؤتمر الشعبي السيطرة على عدة مواقع في العاصمة صنعاء، واستعادت معسكر 48 وقامت بتأمين المجمع الطبي العسكري المجاور، فيما أسر 150 من ميليشيات الحوثي الإيرانية.
واندلعت معارك عنيفة، أمس الأحد، في شوارع صنعاء بين ميليشيات الحوثي الإيرانية وقوات حزب المؤتمر الشعبي، بالدبابات والصواريخ الحرارية.
وارتفع عدد قتلى المواجهات بين الطرفين في العاصمة اليمنية إلى أكثر من 200 وعشرات الجرحى الآخرين.
وأكدت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي، أن الانتفاضة مستمرة وطالبت بعدم الاستجابة للاشاعات والأكاذيب.
في غضون ذلك، سحبت ميليشيات الحوثي الإيرانية جزءا من قواتها من الجبهات في تعز والحديدة ونهم والجوف لتعزيز مقاتليها في صنعاء.
وأجبرت مواجهات تجددت في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأحد، المدارس والمحال التجارية على اغلاق أبوابها بينما يشير سكان إلى أن التحالف الذي استمر ثلاثة أعوام بين قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين ينهار ليتحول إلى حرب شوارع.
وتدور اشتباكات في صنعاء منذ الأربعاء وسط مخاوف من ظهور جبهة جديدة في الحرب التي حصدت آلاف الأرواح وتسببت بأزمة إنسانية.
وتصاعدت أعمدة دخان في سماء العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأحد بعد اشتباكات بين الحوثيين والموالين لصالح.
وذكر سكان أن المواجهات العنيفة تجددت مساء أمس الأحد بين الطرفين بجنوب صنعاء وأنه سمع دوي انفجارات عنيفة.
وحسب المصادر ذاتها استخدم الحوثيون الدبابات في قصف أحياء سكنية في محيط منازل عائلة الرئيس اليمني السابق بمنطقة الحي السياسي، فيما تدور مواجهات في شارعي الجزائر وبغداد.
ودفع الحوثيون بتعزيزات وأسلحة ثقيلة إلى الشوارع والأحياء السكنية التي تشهد أعنف المواجهات.
وفي تطور آخر قصفت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية أمس الأحد وأيضا في المساء مواقع للحوثيين وقرب مطار صنعاء.
وكان سكان ووسائل إعلام محلية ذكروا في وقت سابق أن التحالف قصف مواقع للحوثيين في صنعاء أثناء الليل، فيما كانت تدور مواجهات بين شريكي الانقلاب.
وعبر صالح السبت عن استعداده لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع التحالف بقيادة السعودية في اليمن إذا أوقف هجماته على بلاده في خطوة قد تمهد الطريق أمام إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
وفي صنعاء قال سكان إن مقاتلي الحوثي سيطروا على استوديوهات لقناة اليمن اليوم التلفزيونية الإخبارية المملوكة لصالح بعد اشتباكات ألحقت أضرارا بالمبنى. وقال سكان إن 20 موظفا حوصروا داخل المبنى.
وقال مصدر يمني إن المسلحين اقتحموا القناة بعد مواجهات مع الحراسة التابعة لقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، في الوقت الذي كان العشرات من الصحافيين موجودين داخلها، موضحا في الوقت نفسه أن الهجوم لم يسفر عن وقوع ضحايا.
وذكرت قناة العربية نقلا عن مصادر يمنية أن مسلحين من ميليشيا الحوثي اقتحمت منزل وزير الداخلية الموالي لحزب المؤتمر في حكومة الانقلابيين جنوب صنعاء وقتلت 3 من حراسه.
اختراق موقع المؤتمر
وفي تطور آخر نفى حزب المؤتمر العام ما أشيع عن اعلان صالح استعداده لفتح صفحة جديدة مع الحوثيين.
وأكد قياديون بالحزب أن موقع المؤتمر الشعبي العام تعرض للاختراق من الحوثيين، مؤكدين أنه تم تزوير بيان يدعو للحوار مع ميليشيات الحوثي.
كما ذكرت مصادر أن خبراء إيرانيين وعناصر من ميليشيات حزب الله قاموا باختراق الموقع.
وأفاد شهود عيان أمس الأحد أن القوات الموالية للرئيس السابق الذي حافظ على نفوذه رغم تسليمه السلطة منذ العام 2012، قطعت عددا من الطرقات وسط صنعاء وانتشرت بكثافة استعدادا لهجوم محتمل من الحوثيين.
وحاول أنصار صالح مجددا السيطرة على حي الجراف، معقل الحوثيين المدعومين من إيران، فيما عزز المتمردون مواقعهم باستخدام عشرات المركبات التي ثُبتت عليها رشاشات.
وأفاد سكان عدة أحياء أنهم تحصنوا في منازلهم لتفادي القناصة والقصف في وقت اندلعت فيه اشتباكات في محيط الوزارات الرئيسية حيث كان الجانبان يتعاونان قبل أيام فقط.
وذكر شهود عيان أن بعض الجثث التي خلفتها مواجهات الأيام القليلة الماضية لا تزال ملقاة في شوارع العاصمة.
وقال إياد عثماني (33 عاما) أنه لم يغادر منزله منذ ثلاثة أيام بسبب الاشتباكات والتوترات.
أما محمد عبدالله وهو موظف في القطاع الخاص، فقال إن المسلحين قطعوا الشارع الذي يسكن فيه، مؤكدا أنه بقي في المنزل لتفادي المرور على نقاط التفتيش.
ووفقا لناشط محلي يعمل مع منظمة الهجرة الدولية “تتحول صنعاء إلى مدينة أشباح. هناك حرب شوارع والناس يختبئون في منازلهم”.
وحذر من أنه “في حال استمرت المواجهة، فستعزل العديد من العائلات”، حيث ستعلق في منازلها.
وانفرط خلال الأيام الأخيرة التحالف بين المتمردين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 2014 وتحدثت مصادر أمنية عن مقتل نحو 60 إلى 80 مقاتلا في مواجهات بين الطرفين اشتعلت في أنحاء العاصمة، بما في ذلك المطار الدولي.
والسبت، توجه صالح إلى التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخل عسكريا ضد القوات الموالية له والحوثيين دعما لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، قائلا “سنفتح معهم صفحة جديدة”.
وأثارت تصريحات صالح حفيظة الحوثيين. ووصف عبدالملك الحوثي في خطاب مساء السبت موقف صالح بأنه “خيانة كبيرة للوطن” واعتبره “انقلابا”.
وأما التحالف، فرحب بتصريحات صالح معتبرا أن موقفه سيخلص اليمن “من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران”، في إشارة إلى الحوثيين.
وحيا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي تلعب بلاده دورا بارزا في التحالف “انتفاضة صنعاء” التي قال إنها ستعيد “شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي”.
ميدانيا، شن التحالف غارات استهدفت مواقع للحوثيين في التلال الواقعة في جنوب صنعاء، فيما لم يتضح إن كانت العمليات تهدف إلى دعم قوات صالح.
وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاما قبل أن يضطر إلى نقل السلطة إلى هادي الذي كان نائبه آنذاك في 2012 بعد حراك شعبي.
وخاض ست حملات عسكرية ضد الحوثيين وهم أقلية زيدية يعيش معظم أفرادها في شمال اليمن.
خطة لإجلاء موظفي الأمم المتحدة
قال مسؤولون بالأمم المتحدة وآخرون في مجال الإغاثة أمس الأحد إن المنظمة الدولية تحاول إجلاء ما لا يقل عن 140 موظف إغاثة من العاصمة اليمنية وسط قتال أدى لقطع طريق المطار، لكنها تنتظر موافقة التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وذكر بعض السكان ووسائل إعلام محلية أن طائرات التحالف قصفت مواقع للحوثيين في صنعاء الليلة الماضية، بهدف دعم أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وسط اشتباكات تدور مع جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
وقال الصليب الأحمر إن الاشتباكات التي دخلت يومها الرابع أسفرت عن مقتل العشرات.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة في صنعاء “هناك طائرة على أهبة الاستعداد في جيبوتي من أجل نقل 140 موظفا دوليا”، مضيفا أن نصفهم تقريبا من منظمات غير حكومية.
وتابع “القتال يتجه صوب المطار والوضع متوتر جدا. لا نستطيع حتى إجلاء الموظفين”.
وأشار المسؤول إلى أن موظفي الأمم المتحدة محاصرون في الأحياء السكنية التي يقطنون بها في صنعاء منذ اندلاع الاشتباكات يوم الخميس.
وتساقطت القذائف قرب مجمع الأمم المتحدة في صنعاء بشارع الستين أمس الأحد. وقال أحد المصادر في مسرح الأحداث إن طلقات رصاص طائشة أصابت المجمع.
وصار المجمع شاغرا بعد أن تلقى الموظفون أوامر منذ أيام بأن يلزموا منازلهم ولا يتوجهون إلى العمل.
وقال عامل إغاثة آخر من منظمة مستقلة في اليمن طالبا عدم ذكر اسمه “الأمم المتحدة تخطط لخفض عدد موظفي الوكالات التابعة لها وبعض المنظمات غير الحكومية”.
وأضاف “لكن الأهم أنهم يعتبرون الطريق المؤدي إلى المطار غير آمن بما يكفي لتنظيم عملية انتقال إلى المطار”.
وقال موظفو إغاثة إنه لم يجر بعد نيل الموافقة على الهبوط في مطار صنعاء من التحالف الذي يسيطر على المجال الجوي للعاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال مصدر آخر من الأمم المتحدة في اليمن “موظفو الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لا يتم إجلاؤهم، بل هناك تخطيط لخفض عدد الموظفين غير الأساسيين في صنعاء لحين اتضاح الوضع الأمني على الأرض”.
وفي جنيف، قالت إيلودي شندلر المتحدثة باسم المنظمة الدولية للصليب الأحمر “في ضوء الموقف الفوضوي الراهن، تدرس المنظمة الدولية للصليب الأحمر تقليص عدد الموظفين الموجودين في اليمن والإبقاء فقط على فريق من العمال الأساسيين”.
اضف تعليق