الرئيسية » أحداث اليوم » حكومة السراج تنكر وجود سوق للعبيد قرب طرابلس
أحداث اليوم رئيسى عربى

حكومة السراج تنكر وجود سوق للعبيد قرب طرابلس

سوق للعبيد قرب طرابلس
سوق للعبيد قرب طرابلس

قالت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة أمس السبت التحقيقات لم تثبت وجود ممارسات للاتجار بالمهاجرين الافارقة وذلك في اعقاب استدعاء دول في غرب افريقيا سفراءها من طرابلس ورغم تنديد منظمات دولية بما تناقلته تقارير على “سوق لبيع العبيد” بالمزاد العلني.

وذكر مدير الإدارة الأوروبية بوزارة الخارجية في حكومة فائز السراج جلال العاشي في تصريحات مقتضبة أدلى بها لقناة ليبيا الأحرار إن “التحقيقات المستمرة بخصوص ما أثير موخراً بشأن بيع المهاجرين الأفارقة في ليبيا كالعبيد لم تثبت حتى الآن صحة وجود سوق” لذلك في ليبيا.

وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بثت شبكة “سي إن إن” الأميركية تقريرا مصورا قالت إن فريقها صوره في ليبيا يظهر سوقا لبيع المهاجرين الأفارقة مقابل 1200 دينار ليبي (نحو 800 دولار للشخص) في بلدة قريبة من طرابلس.

وآنذاك أعلنت حكومة الوفاق فتح تحقيق في الواقعة متعهدة بمحاسبة المتورطين فيها. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريحات صحفية الإثنين الماضي فتح تحقيق أممي لتقصي ما أثارته الشبكة الأميركية.

وكان تقرير “سي ان ان” محرجا لليبيا وأوروبا أيضا التي تعتمد بشكل متزايد على قوات الأمن الليبية وفصائل حليفة لمنع هروب المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

مظاهرات في فرنسا وبلجيكا

تظاهر المئات أمس السبت في باريس وليون ومرسيليا تنديدا بممارسة العبودية بحق مهاجرين افارقة في ليبيا.

وقالت سيلفيا (36 عاما) المتحدرة من جزر الانتيل والتي شاركت في تظاهرة مرسيليا “هذا محزن، انه عودة فظيعة الى الوراء. ان التغطية الاعلامية لما يحصل في ليبيا ذكرتنا بان العبودية لا تزال موجودة”.

في باريس، تجمع نحو 300 شخص بعد الظهر في باحة مجمع انفاليد تلبية لدعوة ناشطين مناهضين للعنصرية. وكان المئات تظاهروا الجمعة امام سفارة ليبيا.

ورفع المتظاهرون لافتات حملت شعارات مثل “هل يمكن ادانة ليبيا من دون السؤال عن دور فرنسا”؟

وقال الناشط فرانكو لوليا احد الداعين الى التحرك ان “حقيقة السود الموجودين في ليبيا، في موريتانيا، تشكل شريط رعب (تتحمل فيه) اوروبا والولايات المتحدة المسؤولية الاكبر”.

واضاف “يتم التعامل مع السود كأنهم متوحشون. ليس علينا ان نحترم اناسا، دولة، منظمات دولية لا تحترمنا. لا نزال مستعمرين في افريقيا”.

وفي ليون، تظاهر المئات معظمهم من السود بعد الظهر على وقع هتافات “لسنا سلعا” و”اوقفوا العبودية في ليبيا”. وتكرر المشهد في مرسيليا حيث تظاهر نحو مئة شخص على مسافة قريبة من القنصلية الليبية العامة.

وقال أحد المتظاهرين بكاري المتحدر من السنغال “فوجئت جدا بان العبودية لا تزال موجودة في 2017. لم اتصور انهم لا يزالون يبيعون الرجل الاسود”.

وسجلت تظاهرة مماثلة في بروكسل أعقبها بعد ظهر أمس السبت مهاجمة متاجر ومواجهات مع قوات الامن التي اعتقلت نحو عشرين شخصا.

وقال متحدث باسم شرطة بروكسل ان الحادث وقع قرابة الساعة 16:00 (15:00 ت غ) حين غادر نحو ثلاثين شخصا “تظاهرة ضد العبودية في ليبيا” كانت تجري على بعد عشرات الامتار وهاجموا متجرين على الاقل اضافة الى سيارة للشرطة.

وقبيل الساعة 18:00 عاد الهدوء فيما كانت قوات الامن تواصل البحث عن مشتبه بهم.

وليبيا هي البوابة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة الساعين للوصول إلى أوروبا بحرًا وسلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية.

وكانت منظمات مساعدة المهاجرين تنبّه باستمرار إلى تدهور الوضع. وأفادت منظمة الهجرة الدولية منذ نيسان/ابريل عن وجود “أسواق للرقيق” في ليبيا. وقال المتحدث باسم المنظمة في جنيف ليونارد دويل في ذلك الحين “إنهم يتحولون فيها إلى بضائع معروضة للشراء والبيع والرمي حين لا تعود لها قيمة”.

كما نددت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود جوان ليو في رسالة مفتوحة إلى الحكومات الأوروبية في أيلول/سبتمبر بـ”شبكة واسعة من الخطف والتعذيب والابتزاز” في ليبيا.

وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، انتقد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين “سياسة الاتحاد الأوروبي القاضية بمساعدة خفر السواحل الليبيين على اعتراض المهاجرين وإعادتهم”، ووصفها بأنها “لا إنسانية”.

واستدعت بوركينا فاسو والنيجر الاسبوع الماضي سفيريهما لدى ليبيا بسبب التقرير. ودعت فرنسا الأربعاء إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث معاملة المهاجرين في ليبيا وسوف تطلب فرض عقوبات إذا لم تتحرك السلطات الليبية بشأن هذا.

وأمس السبت، دعا رئيس ساحل العاج الحسن واتارا المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة المجرمين الذين يبيعون مهاجرين أفارقة في سوق للعبيد في ليبيا.

وقال رئيس ساحل العاج في مقابلة مع شبكة فرانس24 “أنا مصدوم وأعتقد أن هذا غير مقبول ومشير للاشمئزاز”.

وأضاف قائلا “في رأيي من يرتكب مثل هذه الجرائم ينبغي للمحكمة الجنائية الدولية أن تتعقبه. التنديد ليس كافيا”.

ومنذ العام 2014 وصل ما يزيد على 600 ألف مهاجر إلى إيطاليا معظمهم أبحر من ليبيا بينما قضى نحو 13 ألفا غرقا أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا في أسوأ أزمة هجرة تتعرض لها القارة منذ الحرب العالمية الثانية.