الرئيسية » تقارير ودراسات » حل الدولتين أم الـ 3 دول ..أيهما أنسب للوضع الفلسطيني؟
تقارير ودراسات رئيسى

حل الدولتين أم الـ 3 دول ..أيهما أنسب للوضع الفلسطيني؟

بديهيا يعد توحيد الصوت الفلسطينى وتحقيق المصالحة بين حركتى حماس وفتح هو نقطة الأساس والتى يمكن فى أعقابها انطلاق جولة جديدة من مفاوضات السلام بين الفلسطنيين وإسرائيل وعلى الرغم من أننا شهدنا عدد لاباس به من مفاوضات السلام بيد أن ثمة قاسم مشترك بينها وهو أنها جميعاً إما نسفت أو تبخرت بفعل تعنت حماس ومن ورائها إيران .

الأسبوع الماضى اتجهت أنظار العالم إلى بكين حيث استضافت العاصمة الصينية حواراً لإقناع قادة الحركتين بالجلوس على طاولة المفاوضات،اختتم بإصدار إعلان بكين والذى حمل حمل الخطوط العريضة لإنهاء الانقسام والشراكة السياسية، وحمل الإعلان جملة من التفاهمات السياسية العامة، لكنه لم يضع آليات تنفيذية وجداول زمنية، ما جعل الكثير من المراقبين والمسؤولين يرون فيه واحداً من التفاهمات السابقة التي جرى التوصل إليها بوساطة جهات خارجية دون توفر إرادة سياسية لتطبيقه.

والحقيقة أنها ليست هذه المرة الأولى التى تتبنى فيها الصين مباحثات للتوسط بين فتح وحماس وإنهاء الخلاف التاريخى بينهما فقد واجتمعت الحركتان في الصين في أبريل 2024 لمناقشة جهود المصالحة وإنهاء الانقسامات السياسية المستمرة منذ نحو 17 عاما.وفى يونيو 2023أقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ اقترح في يونيو 2023، عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وقال إنه مستعد للعب دور نشيط في تسهيل محادثات السلام. وخلال الزيارة التي قام بها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس إلى بكين في يونيو، دعا الرئيس شي إلى أن تصبح فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة.

ربما تكون بكين مؤهلة لدرجة كبيرة للعب دور الوسيط في هذا الصراع لاسيما في أعقاب وساطتها الناجحة التي أسفرت عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران في آذار (مارس) 2023. لكن المهمة بحد ذاتها ليست سهلة على الإطلاق على الصعيد الفلسطينى .فهل تستطيع الصين إنتاج معادلة جديدة تحقق من خلالها توافق فلسطينى حقيقى أم أنها قد تمهد الطريق نحو استحواذ حماس على الضفة والرئاسة الفلسطنية .؟

معطيات الوضع الراهن فى الغرب والشارع العربى والفلسطينى ترجح كفة حماس بالتزامن مع حالة التعاطف الى خلفتها إزاء ما يحدث فى غزة باعتبارها الطرف الوحيد المقاوم ,حيث عززت الحرب الحاضنة الشعبية لمسار حماس ، ومن شأن ذلك أن يعزز من شعبية وقبضة حماس على القطاع. يضاف إلى ذلك أن الوضع الراهن اثر بدوره على موقف السلطة الفلسطينية من زاوية كونها الطرف المسئول عن تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، والدفاع عن القضية الفلسطينية، وهو ما يشكل نقطة ضعف جديدة بحركة فتح كما ان معركة خلافة عباس قد تؤدي لانهيار فتح حيث تسري في الشارع الفلسطيني تكهّنات حول هوية خلف عباس الذي ترأس السلطة الفلسطينية في 2005 لولاية كان يفترض أن تنتهي في 2009.

الاتفاق رقم ثلاثة عشر الذي يتم الإعلان عنه بين الخصمين الفلسطينيين الأبرز، والذى وقع عليه أربعة عشر فصيلاً في العاصمة الصينية بكين ,قد يحمل بين طياته أسباب انهياره , إذ ثمة خلافات جوهرية بين الجانبين لم يتم التطرق إليها ,فبينما يطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حركة “حماس”، بالاعتراف ببرنامج منظمة التحرير، وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين قبل الدخول إلى المنظمة.فى حين ترى حماس أن الاعتراف بهذه القرارات، ينطوي على اعتراف بدولة إسرائيل، وهو ما ترفضه الحركة قبل اعتراف الأخيرة بدولة فلسطينية على كامل أراضي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وغزة والقدس، والاعتراف بحقوق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم وممتلكاتهم. كما تطالب “حماس” بتشكيل حكومة وفاق وطني ذات مرجعية فصائلية، وهو ما ترفضه “فتح”، التي تقول إن منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة للحكومات الفلسطينية.

لاشك أن الشرق الأوسط مقبل على اصعب اختباراته , خاصة في ظل التعقيدات التي تسيطر على العلاقة بين حماس وفتح،الأمرالذى قد يتطلب المزيد من الجولات والمباحثات على النحو الذى يضمن عدم استحواذ فصيل بشكل كامل على السلطة وإلا قد نجد أنفسنا بصدد مواجهة خيار جديد وعوضاً عن رؤية حل الدولتين، سنشهد ميلاد أو حل الـ3 دول , دولتين للفلسطينيين واحدة فى غزة والأخرى فى الضفة تتعايشان جنبا إلى جنب مع دولة اسرائيل