الرئيسية » أرشيف » حمدين صباحي . . نسر السباق يحلّق في ظل عبد الناصر
أرشيف

حمدين صباحي . . نسر السباق يحلّق في ظل عبد الناصر

تسير اتجاهات الرأي العام في مصر حسبما تشير استطلاعات غير رسمية، باتجاه دعم المرشح القومي حمدين صباحي على نحو لافت، إذ نجح النائب السابق في البرلمان المصري ومؤسس حزب الكرامة الناصري، في تصدر الاستطلاع، الذي أجرته قبل أيام صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بحصوله على 90 ألف صوت، في الوقت الذي حل فيه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في المركز الثاني بأصوات لم تتجاوز 63 ألف صوت، وأحمد شفيق ثالثاً، والدكتور محمد مرسي في المركز الرابع، في ظل غياب لافت للأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى في نسب التصويت.

منذ إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، وحمدين صباحي البالغ من العمر 58 عاماً، يثير فضول الأغلبية العظمى من المصريين، إذ يبدو لافتا ذلك الحديث المتواتر في الشارع حول مدى حضوره في السباق الرئاسي، ومنطقية برنامجه الانتخابي، واتساقه الشديد مع مواقفه السياسية السابقة، وإن توقف هذا الحديث دائما عند جملة، "لكن فرصه في الفوز ربما تكون ضعيفة"، وهو ما سعت حملته إلى الرد عليه بالقول: "ضع صوتك في الصندوق لمرشح الثورة حتى تتحول فرصة الفوز إلى حقيقة".

قادماً من ميدان التحرير، ومن خلفه أكثر من ثلاثة عقود من العمل السياسي في مختلف التنظيمات القومية والناصرية، يخوض صباحي انتخابات الرئاسة، فيما تطل صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في خلفية المشهد، وربما يفسر ذلك إصرار حمدين على زيارة ضريح الزعيم الراحل، قبيل دقائق من تقدمه وسط حشد كبير من أنصاره يتقدمهم المهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل، بأوراق ترشحه رسميا للجنة العليا للانتخابات في السادس من إبريل/نيسان الماضي، وربما يفسر ذلك أيضاً إصراره على زيارة مسقط رأس عبد الناصر في محافظة أسيوط في أولى جولاته الانتخابية في صعيد مصر، وهي الجولة التي بدأت ليلة أمس الأول بمؤتمر حاشد، شارك فيه عبد الحكيم وعدد من قيادات الحركة الناصرية في الصعيد، وقدم صباحي نفسه فيه للحضور بوصفه "مسلماً وسطياً معتدلاً"، وليطرح، في الوقت ذاته، أبرز ملامح برنامجه الانتخابي، التي تمنح الأولوية للشباب "اعترافاً بفضلهم في تفجير ثورة يناير" مشيراً إلى أنه سوف يقوم في حال نجاحه في الانتخابات الرئاسية بتخصيص 50% من مقاعد المجالس المحلية للشباب أقل من40 عاماً.

في حشد من جماهير الصعيد شدد صباحي، على قضية استقلال مصر، ووصفها بأنها أحد أهم المحاور الرئيسية الثلاثة في برنامجه الانتخابي، مؤكداً أن مصر يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن الخضوع لتوجهات البيت الأبيض الأميركي، أو "الكنيست الإسرائيلي"، وأن السبيل إلى ذلك ينطلق من إقامة علاقات قوية وجديدة مع كل دول الجوار العربية والإسلامية، ومن بينها تركيا وإيران.

وقال: إنه يعتبر الفوز برئاسة مصر هو الجهاد الأصغر، فيما ينظر إلى معركة إعادة بناء البلاد وإقامة العدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد باعتبارها الجهاد الأكبر، مشيراً إلى أن وصول مرشح من الميدان إلى القصر الرئاسي سيكون هو "الثمرة التي أنتجتها شجرة الثورة التي رويت بدماء الشهداء".

تحدث صباحي عن دور الرئيس القادم في تجسير العلاقة بين الجمهورية الأولى التي وضع أركانها جمال عبد الناصر، وانقلب عليها من جاؤوا بعده، وبين الجمهورية الثانية التي وضعت أركانها المطالب التي نادت بها ثورة يوليو/تموز في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولم يفت حمدين أن يشن هجوما كاسحا على مرشحي فلول الحزب الحاكم المنحل وتيار الإسلام السياسي في آن، مؤكداً أن نجاح أي من مرشحي الفلول سيكون بمثابة دعوة صريحة لنزول الشعب مجدداً إلى ميادين التحرير للدفاع عن الثورة.

في كلمته التي ألقاها عبدالحكيم عبدالناصر أمام الجموع المحتشدة، قال نجل الزعيم الراحل أن من يمنح صوته لحمدين صباحي كأنما يمنحه لبيت جمال عبدالناصر، مشيراً إلى أن أحفاد الملايين الذين خرجوا من أجل وداع عبد الناصر قبل نحو أربعين عاما من اليوم، هم الذين خرجوا قبل عام ليطيحوا بنظام مبارك، وليصنعوا ثورة تحدث عنها العالم، لكنها لن تكتمل حتى يحكم المصريون "واحد منهم".