ذكرت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية، أمس، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، أمر الحرس الثوري في بلاده بـ"تكثيف الهجمات الإرهابية" ضد الغرب وحلفائه، رداً على دعمهم الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ووفق ما نقلته "الديلي تليغراف" عن المخابرات الغربية، فإن خامنئي دعا لاجتماع سري مع مجلس الأمن القومي الإيراني في طهران، لمناقشة تقرير حول الآثار المترتبة على إيران جراء قلب نظام الحكم في سوريا.
وبحسب الصحيفة، فان التقرير، الذي أشرف خامنئي بنفسه عليه، يؤكد أن مصالح طهران الوطنية تتأثر فعلاً بالعقوبات الدولية المفروضة عليها من الأمم المتحدة بسبب برنامجها النووي، بالإضافة إلى أن دعم الدول الغربية للمعارضة في سوريا الحليف الأول لإيران سيؤثر بدوره على مصالحها بشكل مباشر.
المصالح "خط أحمر"
وذكرت الصحيفة أن التقرير، ووفقاً للمسؤولين الاستخباراتيين الغربيين، خلص إلى أن "إيران لا يمكن أن تكون سلبية في مواجهة التهديدات الجديدة التي يتعرّض لها أمنها القومي"، وحذّر من أن الدعم الغربي لجماعات المعارضة السورية وضع "تحالف المقاومة" الذي تقوده طهران في خطر، ويمكن أن يعرقل بشكل خطير وصول إيران إلى حزب الله في لبنان.
وأشارت إلى أن التقرير "نصح النظام الإيراني بأن يثبت للغرب أن هناك خطوطاً حمراء بشأن ما يمكن أن يقبل به في سوريا، ويرسل تحذيرا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا والسعودية وقطر وغيرها، بأنها لا يمكن أن تتصرف من دون عقاب في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة".
وقالت "الديلي تليغراف" إن خامنئي ردّ على مضمون التقرير بإصدار توجيهات لتكثيف الهجمات ضد الغرب وحلفائه في جميع أنحاء العالم إلى اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي اتُهم بالتورط في سلسلة من الهجمات ضد أهداف غربية وإسرائيلية، كما اتهمه مسؤولون أميركيون العام الماضي بالتورط في محاولة فاشلة لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن.
وأضافت: أن إيران تدعم محاولات نظام الأسد لقمع موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وزعمت جماعات إيرانية معارضة أن فرقاً من الضباط من ذوي الخبرة في الحرس الثوري الإيراني يزورون دمشق على صعيد أسبوعي في طائرة مستأجرة خصيصاً لتقديم المشورة للأسد.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول وصفته بـ"البارز" في الاستخبارات الغربية قوله: إن "النظام الإيراني مصرّ الآن على الرد على ما يعتبرها محاولات الغرب للتأثير على نتيجة الأزمة في سوريا".
اضف تعليق