الرئيسية » أحداث اليوم » خليفة الشيشاني المحتمل من جهاديي القوقاز
أحداث اليوم عربى

خليفة الشيشاني المحتمل من جهاديي القوقاز

أبوعمر الشيشاني
أبوعمر الشيشاني

لم تتضح بعد الشخصية التي ستتولى منصب وزير الحرب في الدولة الإسلامية بعد مقتل أبوعمر الشيشاني الذي كان يشغل هذا المنصب الى جانب كونه مستشارا عسكريا لزعيم التنظيم ابوبكر البغدادي.

لكن التقديرات تشير الى أن من سيتولى هذا المنصب سيكون حتما من المقاتلين الشيشان الذين كانوا يقاتلون في صفوف التنظيم المتطرف تحت امرة أبوعمر الشيشاني والذين شكلوا نواة جيش الأنصار والمهاجرين.

وقال ضابط عسكري أميركي كبير أمس الخميس إن مقتل وزير الحرب بتنظيم الدولة الإسلامية أبوعمر الشيشاني قد يعطل عمليات التنظيم، بينما قال خبير أمني عراقي إنه قد يلحق الضرر بجهود التنظيم لجذب مجندين جدد من الجمهوريات السوفييتية السابقة.

و الاربعاء قالت وكالة أنباء أعماق التي تدعم التنظيم إن أبوعمر الشيشاني وهو قائد ميداني ومستشار عسكري مقرب من زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، قتل في اشتباكات بمنطقة الشرقاط العراقية جنوبي الموصل.

وهذا هو أول تأكيد لمصرع الشيشاني الذي قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في مارس/آذار إنه حدث على الارجح نتيجة لهجوم جوي أميركي في شرق سوريا.

وقال هشام الهاشمي مستشار الحكومة العراقية لشؤون الجماعات الإسلامية المسلحة، إن الشيشاني أصيب في الهجوم الذي وقع في مارس/آذار لكنه عولج في مستشفى بمدينة الشرقاط التي تعد من معاقل تنظيم الدولة الاسلامية على مسافة 250 كليومترا شمالي بغداد.

وأضاف أن الشيشاني قتل هذا الأسبوع في قرية مجاورة مع أحد مساعديه في ضربة جوية خلال اشتباك مع قوات عراقية مدعومة من الولايات المتحدة تتقدم صوب المنطقة.

وأعرب قائد قوات التحالف التي تحارب التنظيم تحت قيادة أميركية الجنرال شون ماكفارلاند عن ثقته في معلومات الاستخبارات التي أدت إلى الضربة الأخيرة المستهدفة للشيشاني في وادي نهر دجلة حيث تقع الشرقاط، لكنه امتنع الخميس عن إعلان وفاته.

ومازح ماكفارلاند الصحفيين في بغداد قائلا إن الشيشاني قد يصبح “راسبوتين هذا الصراع نحن نتحفظ قليلا في إعلان وفاته أو عدم وفاته، لكن من المؤكد أننا حاولنا قصارى جهدنا.”

وتكهن بعض المحللين بأن الشيشاني ربما يكون قد توفي بالفعل في مارس/آذار لكن تنظيم الدولة الاسلامية أرجأ إعلان الوفاة لإتاحة مزيد من الوقت لاختيار من يخلفه.

ومع ذلك لم يصدر على الفور عن التنظيم ما يكشف عمن سيحل محل الشيشاني الذي شغل ما يصل إلى ثلاثة مناصب وكان قوة يعتد بها في تجنيد الشبان المسلمين من منطقة شمال القوقاز ووسط آسيا.

وقال الهاشمي إن التنظيم فقد شيئا مهما هو الكاريزما التي كان يلهم الآخرين بها ويستميل بها السلفيين من الشيشان والقوقاز وأذربيجان.

وسئل ماكفارلاند عن الأثر المحتمل لمقتله فقال إنه قد يعطل عمليات تنظيم الدولة الإسلامية إذا كان الشيشاني قد قتل بالفعل. وقال “سيضطرون للتفكير فيمن يتولى حقيبته.”

وكان الشيشاني الجندي السابق في الجيش الجورجي واحدا من عدد محدود من القيادات الإسلامية ممن يمتلكون خلفية عسكرية وتحت إمرته عدة مئات من المقاتلين أغلبهم من جمهوريات سوفييتية سابقة وذلك عندما ذاع صيته في معركة وقعت عام 2013 في مواجهة قوات الرئيس بشار الأسد في شمال سوريا.

وكان دوره في السيطرة على قاعدة ميناغ الجوية التي تم تسليمها فيما بعد لقوات كردية اقليمية من أكبر الانتصارات التي حققها متشددون يتكلمون اللغة الروسية في الانتشار السريع الذي نفذه تنظيم الدولة الاسلامية وسيطر من خلاله على مساحات واسعة من الارض في الحرب الأهلية السورية.

وقال الهاشمي إنه لم يتضح من سيقع عليه اختيار تنظيم الدولة الاسلامية ليحل محل الشيشاني لكنه رجح أن يكون شخصا ذا خلفية عرقية مماثلة.

وفي إشارة لجماعة متشددة تتخذ من سوريا مقرا لها انقسمت عندما بايع الشيشاني البغدادي قال الهاشمي “يجب أن يكون البديل شيشانيا لأنه كان هناك اتفاق بين التنظيم وجيش المهاجرين والانصار أن يشغل هذا الموقع شيشاني.”

وتظهر صور تم تداولها على الانترنت أن علامات الطرق التي أقيمت في مناطق خاضعة لسيطرة الدولة الاسلامية تكتب أحيانا بثلاث لغات العربية والانكليزية والروسية لتقف شاهدا على أهمية دور المتكلمين بالروسية.

وفي يونيو/حزيران قال مسؤول روسي إن ما يصل إلى عشرة آلاف مسلح من جمهوريات سوفييتية سابقة يقاتلون في صفوف جماعات جهادية في الشرق الأوسط.

وازداد عدد أفراد جماعة الشيشاني إلى حوالي ألف مقاتل بنهاية العام 2013 وذلك وفقا لما ورد في مذكرة أصدرتها الحكومة الأميركية وعرضت فيها مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تساعد في تعقبه.

وربما ساعد الشيشاني تنظيم الدولة الاسلامية أيضا في السيطرة على مدينة الموصل العراقية عام 2014 عندما حقق التنظيم انتصارا جعله أكبر خطر أمني للمتطرفين في الشرق الأوسط.

ويقول مسؤولون أتراك إن المهاجمين الذين نفذوا الهجوم على مطار اسطنبول في يونيو/حزيران كانت لهم صلات بالتنظيم وإنهم جاؤوا من روسيا وجمهوريتي الاتحاد السوفييتي سابق: أوزبكستان وقرغيزستان في وسط آسيا.