يستعد الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار لدمج الآلاف من مقاتليه في صفوف قوات الأمن الأفغانية في واحد من أصعب بنود اتفاق السلام الذي جرى التوصل إليه العام الماضي بين الحكومة التي يدعمها الغرب وأحد أمراء الحرب السابقين.
وقال كارم أمين أحد أقرب معاوني حكمتيار إن الحزب الإسلامي أعد قائمة تشمل 3500 من أفراد الميليشيا التابعة للحزب لإخضاعهم لعملية تدقيق وسلم نحو 80 اسما معظمهم من كبار القادة العسكريين إلى لجنة تشكلت للإشراف على عملية الدمج.
وجرى الاتفاق على هذه الخطوة ضمن شروط اتفاق السلام الذي شهد عودة حكمتيار الذي قصفت قواته كابول بطريقة عشوائية خلال الحرب الأهلية في تسعينات القرن الماضي بعد سنوات من المعارضة المسلحة.
وقال أحمد فرضان المسؤول المكلف بالإشراف على تنفيذ الاتفاق إنه على الرغم من أن الحزب الإسلامي لم يلعب دورا يذكر في القتال في السنوات الأخيرة وأوقف جميع عملياته منذ الاتفاق لم ينزع الآلاف من مقاتليه أسلحتهم.
وذكر مسؤولون أن الثمانين اسما الذين سلمهم حزب حكمتيار هم بالأساس قادة كبار في السن ربما يتقاضون رواتب دون أن يسند لهم دور فعلي في القتال، لكن المقاتلين الأصغر سنا يمثلون مشكلة أكبر.
ويستهدف التدقيق الصارم التخلص من مقاتلين قد يشكلون تهديدا داخليا، ففي أول شهرين من 2017 وقع ما لا يقل عن 12 مما تعرف “بالهجمات الداخلية” والتي هاجم فيها جنود زملاءهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع دولت وزيري إنه لن تكون هناك مشكلة في دمج أعضاء الحزب الإسلامي شريطة مطابقتهم لمعايير الاختيار.
وأضاف “الانضمام إلى الجيش الوطني طوعي وأي شخص مؤهل ممن تنطبق عليهم المعايير يمكن أن ينضم للخدمة ويشمل هؤلاء أعضاء الحزب الإسلامي”.
وبعد غياب 20 عاما عاد قلب الدين حكمتيار السبعيني مؤخرا إلى كابول بعدما كان أحد زعماء الحرب الأكثر إثارة للخوف في فترة المقاومة الأفغانية للسوفيات، ورئيسا مؤقتا للوزراء أثارت تحالفاته المتقلبة تنديدا متكررا.
ويقدم الحزب نفسه منذ عودته إلى أفغانستان في 29 أبريل/نيسان بصورة صانع سلام ويكرر توجيه النداءات لحركة طالبان لإلقاء السلاح.
ويحذر البعض من أن زعيم الحرب السابق قد يتراجع عن تعهداته وقد يبدل تحالفاته في أي لحظة فلطالما عرف بتقلبات تحالفاته.
ولطالما اعتبر زعيم الحزب الاسلامي بعمامته السوداء وملامحه القاسية ونظارتيه الدقيقتين ولحيته البيضاء، واحدا من أشرس المقاتلين في البلاد خصوصا لقصفه العنيف العشوائي للعاصمة أثناء الحرب الأهلية (1992 – 1996) والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، ما دفع الصحافة العالمية إلى تلقيبه بـ”جزار كابول”
ويثير انضمام قواته إلى القوات الأفغانية مخاوف جدية من اختراق الجيش الأفغاني الذي يعاني أصلا من اختراقات تسببت في مقتل العشرات من أفراده في هجمات دامية شنها جنود في صفوفه.
وهذا الأمر يعد معضلة حيث يشكل دمج ميليشيا زعيم الحرب السابق الملقب بجزار كابول نقطة تحول خطيرة يتداخل فيها الولاء للوطن والولاء للحزب ولأيديولوجيته.
وعمليات التدقيق المعلنة قد تكون اجراء غير كاف لضمان عدم حدوث هجمات داخلية في صفوف القوات الأفغانية.
اضف تعليق