الرئيسية » أحداث اليوم » “ديلي تلجراف”: لا هزيمة للإرهاب من دون مصر والسعودية
أحداث اليوم اخبار منوعة خليجي

“ديلي تلجراف”: لا هزيمة للإرهاب من دون مصر والسعودية

قمة الرياض 2017
قمة الرياض 2017
محتوى إعلاني

أكد الكاتب الصحفي البريطاني كون كوجلين، أن لندن لن تنجح في مواجهة الإرهاب سوى بمزيد من التعاون مع مصر والسعودية، كما انتقد الحكومة البريطانية بسبب تقوية علاقاتها مع قطر التي تمول الإرهاب وتدعمه حول العالم، فضلاً عن تورطها في هجمات مانشستر الأخيرة.

وقال كوجلين، وهو صحفي ومؤلف بريطاني، وهو الآن المحرر الدفاعي في صحيفة “ديلي تلجراف”، إن آخر ما تمّ كشفه عن الأنشطة الإرهابية، التي يمارسها الإرهابيون البريطانيون في سوريا، يسلط الضوء على التحدي الكبير الذي تواجهه قوات الأمن البريطانية، مع اقتراب الحملة العسكرية ضدّ تنظيم “داعش” من نهايتها.

وأضاف “توحي اللقطات الحصرية التي حصل عليها زميلي “جوزي انسور”، بوجود شبكة من الروابط الإرهابية بين “ريموند ماتيمبا” من مانشستر، ومتطرفين بريطانيين مشهورين، مثل “محمد اموازي”- المعروف أيضاً باسم “جون” الذي اتهم بقتل عدد من الأسرى الأجانب بطريقة وحشية مصوّرة بالفيديو، قبل أن يلقى مصرعه في غارة طائرة من دون طيار تابعة للتحالف عام 2015″.

وبحسب كوجلين، فإن لقطات الفيديو تشير أيضاً إلى أن ماتيمبا، كان رفيقاً لسلمان عبيدي، المفجر الانتحاري في مانشستر، الذي أودى بحياة 22 شخصاً في هجوم على مسرح أرينا مانشستر في مايو/أيار الماضي، متوقعاً أن يولي مسؤولو الأمن البريطانيون هذه اللقطات اهتماماً شديداً، ولا سيّما ما توحي به من أن عبيدي كان على اتصال مع إرهابيين مقيمين في الخارج، قبيل تنفيذه هجوم مانشستر، الأمر الذي يبدو مناقضاً لتوكيدات سابقة صدرتْ عن السلطات البريطانية، وتفيد بأن عبيدي كان “ذئباً منفرداً” يعمل من دون مساعدة خارجية.

وعلاوة على ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتحقيق في هذه الخلية، والجماعات الإرهابية الأخرى المتعددة التي تريد ارتكاب مزيد من أعمال العنف في شوارع بريطانيا، من الضروري أن تتمتع بريطانيا بعلاقة عمل جيدة في القتال ضدّ التطرف المستوحى من الإسلامويين، ولا سيّما أولئك الموجودين في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، وسواء بسبب انشغال الحكومة البريطانية بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، أو الإرهاق المؤسسي بشأن التعامل مع قضية هيمنت على الأجندة الدولية منذ عقد من الزمن، أو أكثر، هنالك شعور متزايد بأن حكومة تيريزا ماي، من حيث الحفاظ على روابط بناءة مع شركائنا في الشرق الأوسط، ليست يقِظة كما يمكن أن تكون، وكما ينبغي أن تكون. وأشار الكاتب إلى التوقيع مؤخراً على صفقة أسلحة جديدة بين بريطانيا وقطر. وقال إنه من المؤكد أن الاتفاق على قيام قطر بشراء 24 طائرة يوروفايتر بتكلفة عدة مليارات من الجنيهات الاسترلينية، يُعد صفقة جيدة من الناحية التجارية، ولا سيّما في وقت نتطلع فيه إلى إنشاء فرص تجارية جديدة، بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ولكننا، بتوقيع هذه الصفقة، نبدو كأننا نتغاضى بارتياح عن دور قطر الموثق جيّداً في تمويل ودعم المتطرفين الإسلاميين، مثل “عبد الحكيم بلحاج”، الذي يقاضي جهاز المخابرات البريطاني إم-16 بشأن مزاعم بسوء المعاملة. وقد برز اسم بلحاج أيضاً في ما يتعلق بهجوم مانشستر؛ حيث كان متواجداً بصورة مباشرة مع “رمضان عبيدي”، والد المفجّر، في الجماعة المقاتلة الليبية التي كانت تسعى إلى إسقاط معمر القذافي في تسعينات القرن الماضي.

ويؤكد كوجلين أن الصفقة مع قطر تجازف أيضاً، بخلق النفور لدى السعودية، وهي شريك حيوي في تبادل المعلومات الاستخبارية في القتال ضدّ التطرف الإسلامي. ويوحي قيام ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بإلغاء زيارة مقررة إلى لندن في الشهر القادم، بأن هنالك الكثير من العمل الذي يترتب القيام به في لندن من أجل جعل العلاقات البريطانية السعودية تسير بسلاسة وفاعلية. كما أشار إلى أن مصر حليف رئيسي آخر يشعر بأن شواغله لا تحظى بالاهتمام الواجب. ولا تزال القاهرة تعمل على إصلاح الضرر الذي تسبب به عهد “الإخوان المسلمين” القصير والكارثي، وهُم الجماعة التي استولت على السلطة، بعد أن حسِب ديفيد كاميرون أنها فكرة جيدة، أن تنتهي عقود من الاستقرار السياسي بالدعوة إلى إزالة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، عام 2011.

ويؤكد كوجلين أن ما يزيد الطين بلة، أن الحكومة البريطانية لا تزال ترفض رفع الحظر عن الرحلات الجوية البريطانية إلى منطقة شرم الشيخ المصرية الجاذبة للسياح التي اعتادت أن تشهد زيارة ألوف البريطانيين الذين يقضون عطلاتهم كل عام. وقد طبقت الحكومة البريطانية الحظر الشامل، بعد تفجير طائرة ركاب روسية قبل عاميْن، بعد إقلاعها بوقت قصير من شرم الشيخ.

ولا يزال الحظر سارياً، على الرغم من أن سلطات المطار في شرم الشيخ- التي تعمل تحت إشراف بريطاني وثيق- قامت بتحديث كبير للترتيبات الأمنية، إلى درجة أنها تعد الآن الأفضل في المنطقة. إلاّ أن استمرار رفض الحكومة البريطانية رفع الحظر، كان له أثر كارثي في الاقتصاد المصري، الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على السياحة من أجل العائدات، وخلّف مناطق من المنتجع تشبه مرتعاً للأشباح.

وقد سببت صفقة الأسلحة مع قطر، مزيداً من الضيق في القاهرة التي تتعرض لحملة دعائية مدروسة ضدّ الرئيس عبد الفتاح السيسي، من قِبل القطريين الذين لا يزالون مؤيدين سافرين ومموِّلين لـ”الإخوان المسلمين”.

ولعلّ الحكومة تتذكر أيضاً، أن مصر لها دور حيويٌّ تؤديه في جلب الاستقرار السياسي إلى ليبيا المجاورة- الضحية لكارثة أخرى من كوارث السياسة الخارجية البريطانية.

ويتوجب على بريطانيا أن تساعد دولاً مثل مصر، في هزيمة التطرف الإسلامي، ولعلّ الحكومة تكتشف أن من أفضل الطرق للتعامل مع هذه العلاقات الحساسة، منح هموم هذه الدول وشواغلها الاهتمام الذي تستحقه، بدلاً من الظهور بمظهر المتجاهل لها باستمرار.