الرئيسية » تقارير ودراسات » رئيس كازاخستان:الثقل السياسي لآسيا الوسطى يتزايد على الساحة الدولية
تقارير ودراسات رئيسى

رئيس كازاخستان:الثقل السياسي لآسيا الوسطى يتزايد على الساحة الدولية

دعا الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين دول آسيا الوسطى، المعروفة باسم C5 – كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان – مما قد يؤدي إلى تشكيل بنية أمنية إقليمية. يأتي ذلك ضمن الجهود الحديثة لعكس الاتجاه التقليدي للمنطقة، التي كانت ترتبط بشكل أقوى بالدول الخارجية مثل روسيا مقارنة بالعلاقات الداخلية.

تعكس الرؤية الجديدة أيضًا قلق توكاييف وزعماء آسيا الوسطى من الاستقطاب الدولي ورغبتهم في البقاء محايدين وإيجابيين خلال تعاملهم مع جميع الأطراف، بما في ذلك الدول المستقلة مثل دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعاونت معها C5 استراتيجيًا العام الماضي.

في مقال توكاييف بعنوان “نهضة آسيا الوسطى: على طريق التنمية المستدامة والتقدم” في صحيفة “كازاخستانسكايا برافدا”، أشار إلى التحديات العسكرية والسياسية المستمرة ودعا إلى تعاون دفاعي أوثق بين دول المنطقة. أكد أن إنشاء بنية أمنية إقليمية أصبح أمرًا ملحًا، بما في ذلك تطوير كتالوج للمخاطر الأمنية وآليات لمواجهتها. وأضاف: “بصفتها مشاركًا مسؤولًا في المجتمع الدولي، تدعو كازاخستان إلى الالتزام الصارم بمبادئ القانون الدولي واحترام السيادة وحرمة الحدود”.

حدد توكاييف أولويات عدة، منها تشكيل مساحة أمنية إقليمية غير قابلة للتجزئة، ونهج “شامل” للتهديدات التقليدية والناشئة، وتطوير استراتيجيات فعالة للاستجابة والوقاية، مع تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية لتعزيز الأمن الإقليمي.

وأشار توكاييف إلى أن الدول الخمس قامت بتحديث مؤسساتها وبنيتها التحتية، وحققت نموًا اقتصاديًا مستدامًا بفضل “الانفتاح والابتكار”. وأضاف أن العلاقات بين الدول “اكتسبت محتوى ملموسًا” وارتفعت إلى مستوى الشراكة العميقة والتحالف الاستراتيجي، وأن هذا الاتجاه لن يتغير. وأكد أن الدول الخمس تبنت استراتيجية حكيمة في السياسة الخارجية، مما مهد الطريق لمشاركتها الكاملة في العمليات العالمية.

أضاف توكاييف أن آسيا الوسطى قدمت “مساهمة كبيرة في الحفاظ على السلام والتفاهم المتبادل”، ودعمت القرارات الهامة للأمم المتحدة بشأن قضايا التنمية المستدامة والأمن. وأشار إلى أن الوزن السياسي للمنطقة قد زاد، وأن هناك اهتمامًا متزايدًا بالحوار بين دول آسيا الوسطى، مؤكدًا أهمية تقديم المنطقة كمركز جيوسياسي وجيو اقتصادي في أوراسيا.

تابع توكاييف أن عمليات التكامل وصلت إلى مستوى غير مسبوق، مع تقدم ملحوظ في الاجتماعات السابقة، مما جعل آسيا الوسطى “مساحة للتعاون المتبادل المنفعة”. من 2018 إلى 2023، ارتفع حجم التجارة من 5,7 مليار دولار إلى 10 مليارات دولار. وأكد على تطوير النقل والخدمات اللوجستية وإنشاء مشاريع مشتركة، مشيرًا إلى أهمية السنوات العشر القادمة لمستقبل المنطقة.

مع اقتراب اجتماع أستانا، ذكر توكاييف ستة أهداف، أولها “الحفاظ على السلام والاستقرار في آسيا الوسطى والمناطق المجاورة”، مع الالتزام بمبادئ القانون الدولي واحترام السيادة. ثانيًا، تعميق التعاون الاقتصادي في منطقة تمتلك احتياطيات هامة من الموارد الطبيعية، وتحريرها تدريجياً من الاعتماد عليها. وأشار إلى أن المنطقة تمتلك الإمكانيات لتصبح مركزًا عالميًا للخدمات اللوجستية.

لفت توكاييف إلى فرص تطوير البنية التحتية البحرية في كازاخستان، مثل موانئ أكتاو وكوريك، وزيادة حجم البضائع المنقولة إلى أوروبا عبر هذه الموانئ. وأكد على أهمية تطوير ممرات النقل عبر أفغانستان لتوفير الوصول إلى أسواق جنوب آسيا وموانئ المحيط الهندي.

أشار الرئيس إلى أن توسيع التعاون في مجال النقل مع الدول داخل وخارج آسيا الوسطى سيساهم في تحقيق الأهداف. كما أكد على قضايا “المياه والطاقة والأمن الغذائي”، مع التركيز على التحول نحو الاقتصاد “الأخضر” والاستثمار في جيل الشباب المتعلم كميزة تنافسية. وأكد توكاييف على ضرورة البقاء متحدين ومواصلة السعي وراء الأهداف المشتركة لتعزيز القدرة على المنافسة والتعامل مع عدم اليقين الجيوسياسي.