نجح المرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني في إحياء أمال قاعدته الجمهورية التي عادت "لتؤمن" به مجدداً, لكنه من المبكر جداً تقييم الأثر الدائم لنجاحه في المناظرة التلفزيونية مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.
وبدا رومني مغتبطاً على المنصة في لقائه العام الأول بعد المناظرة, حيث أنعش أول من أمس, آمال الآلاف من أنصاره (10 آلاف بحسب حملته) في فيرجينيا.
وقال رومني في كلمته أمام مويديه, إن المناظرة سمحت له "بتجاوز الهجمات والهجمات المضادة ومسرح الحملة" للتركيز على "المضمون".
وأضاف بشأن تصريحاته التي صورت سراً واتهم فيها 47 في المائة من الأميركيين بالاعتماد على الحكومة بأنها كانت خاطئة, مؤكداً اهتمامه بجميع الأميركيين, وذلك بعد نشر موقع "مثر جونز الليبرالي". تصريحات له أكد فيها أن نحو نصف الأميركيين لايدفعون الضرائب ويعتبرون أنفسهم ضحايا, وأنهم سيصوتون لأوباما.
وتتجنب حملة رومني المجاهرة بأدائه, مشددة على بقاء خمسة أسابيع في الحملة ومناظرتين رئاسيتين قبل الانتخاب في 6 نوفمبر المقبل.
لكن مرشح رومني لمنصب نائب الرئيس بول راين, أشار إلى أن المناظرة التي تابعها 67.2 مليون مشاهد, شكلت منعطفاً في الحملة.
وقال راين, شهدنا خياراً واضحاً جداً في إشارة إلى المناظرة بين رومني وأوباما, مضيفاً "أن أميركا اكتشفت من هو الرجل القائد".
وذكر موقع "بوليتيكو" الإخباري, أن حملة رومني "مهووسة" بتشكيل صورة "رئاسية" للمرشح يفترض أن يسهم فيها خطاب يلقيه بعد غد الاثنين بشأن السياسة الخارجية.
ويتطلع الكثير من الناشطين في الحملة إلى المناظرة المقررة في 11 الجاري, بين راين الخطيب الماهر وجو بايدن نائب أوباما الذي يملك سهولة في مخاطبة الجمهور إلى حد ينقلب عليه أحيانا.
في المقابل, شن أوباما الهجوم الذي فوته خلال المناظرة التلفزيونية مع رومني مساء الأربعاء الماضي, منتقداً إياه لمنعه من تسجيل تقدم في استطلاعات الرأي.
وهاجم أوباما خصمه خلال لقاءات انتخابية كبيرة في كولورادو وويسكونسن, معتمداً أسلوبا دينامياً وقتالياً وموجزاً على عكس أدائه في المناظرة, حيث بدا مرشحاً منهكاً تغلب عليه رومني بوضوح.
وناشد الرئيس الناخبين ألا ينخدعوا بمحاوره في المناظرة التي تابعها نحو 67.2 مليون مشاهد, والتركيز على "ميت رومني الحقيقي" الذي وعد بتخفيض الضرائب على الأغنياء ولا يعبأ بالمدرسين.
وقال أوباما بحماسة, "إن أردت أن تكون رئيساً فإنك مدين للشعب الأميركي بالحقيقة", وذلك أمام حشد أنصاره الذين يخشون تراجع نسبة التأييد له في استطلاعات الرأي التي كانت تعكس تقدمه قبل خمسة أسابيع على الانتخابات الرئاسية.
لكن مساعدي أوباما أقروا بالحاجة إلى "مراجعة جدية" لستراتيجيتهم قبل المناظرة المقبلة في 16 الجاري, بعد استغلال رومني أولى المناظرات الثلاث لبث بعض الأمل في حملته المتداعية.
وعلق أوباما في إشارة متهكمة إلى الترتيبات الضريبية المعقدة التي يعتمدها رومني في حسابات خارج البلاد والتي يركز عليها الديمقراطيون للإشارة إلى أنه لا يعبأ بمتاعب الطبقة الوسطى.
اضف تعليق