مثلما يقال ان الازمة السورية، بكل تفاصيلها، لم تعد بيد السوريين، يقال ايضا ان الازمة اللبنانية، وبكل تفاصيلها، من السلاح وحتى الحوار وصولاً الى قانون الانتخاب، لم تعد بيد اللبنانيين. اليوم لا حوار في لبنان، فالجلسة تأجلت الى 7 يناير.. وضمنا الى اجل غير مسمى.
الاوساط السياسية ترى ان المشكلة لم تعد في وقف الحوار بل في المقاطعة، وفي القطيعة مع المجلس النيابي ومع الحكومة الى ان تستقيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ويتم تشكيل حكومة محايدة، وان كان قد بات معلوماً ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يحاول الآن، كمخرج محتمل، تسويق حكومة الاقطاب، وهو ما كانت قد اشارت اليه القبس في وقت سابق.
ويقال في الكواليس ان هناك من يعمل على تسويق هذا الطرح، وهو ان "حزب الله" لم يعد الذي يخيف بل اصبح هو الذي يخاف في حال تحول الحليف السوري الى عبء اخلاقي وسياسي على الحزب، والحليف الايراني بعيد وغارق في ازماته ومشكلاته الاقتصادية بعد تزايد الحديث عن "ثورة البازار" الذي كان العضد الرئيسي لثورة آية الله الخميني.
بري والبركان السوري
وفي كل حال، فحزب الله لن يرفع الراية البيضاء بدل السوداء.. حتى ولو كان الطرف الآخر في الثنائي الشيعي، اي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، يميل الى صيغة وسطية.
بري يعتبر ان "البركان السوري" لابد ان ينتج واقعاً في المنطقة اقرب ما يكون الى البلقنة.
يقول هذا لمن يزوره، وخصوصاً الوفد الجنبلاطي لتسويق المبادرة، والتي تدور في فراغ.
وحين ركز في كلمته خلال مأدبة الغداء التي اقامها على شرف الرئيس الارميني سيرج سركيسيان الذي كانت بلاده احدى ضحايا البلقنة، على اتفاق الطائف، فليس فقط ليقول ان الشيعة ليسوا ضد المناصفة بل يدعو الجميع الى التكاتف لان ما يحكى عن الخارطة السورية المحتملة ينذر، لبنانيا، بالشر المستطير.
القوات اللبنانية في غزة
اللبنانيون اعتادوا على سياسة الثلاجة (او الستاتيكو)، لكن الثلاجة الان تضغط على اعصابهم، كان ثمة وفد في غزة للتضامن مع اهلها مع ان لبنان بحاجة ايضا الى ان يتضامن اهله معه في هذه المرحلة الغامضة.
وكانت الانظار قد تركزت على الزيارة الفريدة من نوعها التي قام بها وفد "14 اذار" الى قطاع غزة، وكيف جلس النائب انطوان زهرا، نائب "القوات اللبنانية" بكوفية فلسطينية في مقر المجلس التشريعي في غزة، ومؤخرا صدرت عن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع مواقف تنبئ في نطر البعض بحدوث تبدل ايديولوجي في المسار السياسي للرجل الذي بدأ يتحدث عن العرب والعروبة، وهو ابن بلدة بشري، مسقط جبران خليل جبران، والتي تتجلى فيها الى مارونيتها العميقة، اخلاقيات عرب ايام زمان.
وامس اعلنت الامانة العامة لـ"14 اذار" تمسك هذه القوى "أكثر فأكثر بموقفها من الحوار وعقمه، وبالاخص نتيجة اصرار "حزب الله" على الاستخفاف باعلان بعبدا من جهة، واثباته يومياً عدم استعداده للبحث في موضوع سلاحه".
ورأت "ان هذا السلوك يؤكد صوابية قرارنا بمقاطعة الحوار" متمنية على رئيس الجمهورية خلق مناخات مؤاتية للحوار من خلال السعي باتجاه استقالة حكومة "حزب الله".
واذ اكدت دعمها جهود الرئيس محمود عباس "لانتزاع حق دولة فلسطين في الامم المتحدة، اعربت عن تضامنها مع الشعب السوري الممثل بالائتلاف، وكررت مطالبتها الدولة اللبنانية بالاعتراف الواضح والصريح بهذا الاطار السياسي".
وتمنت الامانة العامة متابعة الرئيس سليمان ما كان قد اعلنه يوم تشييع اللواء وسام الحسن بضرورة الاسراع في اصدار القرار الظني في قضية الوزير النائب السابق ميشال سماحة، والمسؤول الاستخباراتي السوري اللواء علي مملوك.
اضف تعليق