الرئيسية » أرشيف » سورية: 13 قتيلاً ودعوة للعصيان والعربي يلمح لرفع العقوبات
أرشيف

سورية: 13 قتيلاً ودعوة للعصيان والعربي يلمح لرفع العقوبات

قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس الخميس إن على سورية أن توقع بقبول مبادرة الجامعة العربية بأسرع وقت ممكن إذا كانت ترغب برفع العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها الجامعة العربية ضد سورية في وقت سابق.

وقال العربي في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقر وزارة الخارجية العراقية في بغداد إن سورية أرسلت ما يشير إلى قبولها المبادرة من حيث المبدأ لكنها اشترطت إلغاء جميع العقوبات الاقتصادية التي كانت الجامعة قد أصدرتها ضد سورية في وقت سابق.

وقال العربي إن الحكومة السورية أرسلت "قبول التوقيع على البروتوكول … والبروتوكول هنا هو الإطار القانوني لبعثة ومهام وفد الجامعة العربية الذي من المفروض أن يذهب إلى سورية ويشاهد بنفسه (مايجري على الأرض)".

وأضاف العربي أن السوريين طالبوا اعتبار "جميع القرارات التي أصدرتها الجامعة العربية بحق سورية لاغية بمجرد التوقيع هذا الموضوع".

ولم يحدد العربي موقف الجامعة بخصوص المطلب السوري من إلغاء العقوبات لكنه قال إن الجامعة العربية عرضت هذا الموضوع على مجلس وزراء الخارجية العرب "لأنها الجهة التي أصدرت هذه القرارات."

ولم يفصح العربي فيما إذا كانت الجامعة تضع موعدا نهائيا لتسلم الرد السوري بشكل رسمي لكنه قال إذا كان السوريون يسعون إلى رفع العقوبات عنهم عليهم قبول المبادرة "بأسرع وقت ممكن".

وتوقع العربي أن يكون هناك "اجتماع قريب" لمجلس وزراء الخارجية العرب لاتخاذ موقف بشأن الرد السوري.

وكانت الجامعة العربية قد صوتت يوم 27 نوفمبر تشرين الثاني بفرض عقوبات اقتصادية ضد سورية بعد أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد مبادرة للجامعة تهدف إلى وقف حملة عنف لقمع الانتفاضة المناهضة لحكمه.

وقال العربي إن العقوبات اعتبرت "سارية المفعول" منذ يوم السابع والعشرين من الشهر الماضي.

وجاء إقرار العقوبات بموافقة 19 عضوا من الأعضاء الاثنين والعشرين في الجامعة. ومن بين العقوبات فرض حظر على سفر كبار المسؤولين السوريين إلى الدول العربية وتجميد الأموال المرتبطة بالحكومة السورية وعدم التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف الاستثمارات في سورية.

ودعت خطة السلام العربية إلى إرسال مراقبين عرب إلى سورية وانسحاب القوات الحكومية من المناطق السكنية وبدء باتخاذ إصلاحات سياسية وهذا يتطلب محادثات بين الحكومة والمعارضة. وتجاهلت دمشق العديد من المواعيد التي حددتها لها الجامعة العربية لتطبيق خطة السلام.

وقال العربي إن الرد السوري تضمن مقترحا وصفه بأنه غير جوهري وانه يدعو أن يكون التوقيع على مبادرة الجامعة في دمشق وليس في مقر الجامعة العربية.

وأوضح العربي أن الجامعة العربية قابلت في الفترة الماضية مختلف أطياف المعارضة السورية. وقال إنه يتوقع وبمجرد صدور قرار من مجلس وزراء الخارجية العرب أن يصار إلى عقد اجتماع تحضيري لأطياف المعارضة السورية.

وأشار إلى أن هذا الاجتماع قد يتم "الأسبوع المقبل" لبحث ترتيبات إرسال وفد تقصي الحقائق إلى سورية. لكن قال إن هذا الأمر مقرون بقيام الحكومة السورية بتوجيه دعوة لهذا الوفد.

وقال العربي إن الكرة الآن بملعب السوريين وعليهم إعلان موافقتهم النهائية إذا كانوا راغبين برفع العقوبات الاقتصادية عنهم.

وقال إن زيارته للعراق هي للبحث في إمكانية إن تقوم الحكومة العراقية باستثمار علاقتها مع سورية لدعم وإنجاح مبادرة الجامعة العربية.

* * * إضراب عام * * *

إلى ذلك، دعا ناشطون سوريون إلى إضراب في مختلف أنحاء البلاد يوم الأحد في مرحلة أولى من حملة عصيان مدني ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، في حين قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى في سورية بلغ اليوم 13 أغلبهم في محافظة حمص وسط البلاد.

وقالت لجان التنسيق المحلية المكونة من منظمي حركة الاحتجاج السلمي التي بدأت في مارس/آذار، إن الحملة ستشمل اعتصامات وإغلاق متاجر وإضرابات عن العمل من جانب موظفين عموميين وطلبة.

وكانت نتيجة دعوة مماثلة للإضراب منذ شهرين متباينة فقد أغلقت المتاجر والأعمال لمدة ثمانية أيام في محافظة درعا الجنوبية مهد الانتفاضة الشعبية، التي بدأت في سورية منذ ثمانية أشهر.

وفي مدينة حمص ومناطق قريبة في شمال غرب سورية نظم السكان إضرابا عاما يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول فرضه جزئيا معارضون مسلحون.

لكن أكبر مدينتين وهما دمشق وحلب لم تتأثرا إلى حد كبير، وقال سكان بالعاصمة أمس الخميس إن السلطات تتخذ إجراءات فيما يبدو لإحباط الإضراب المزمع يوم الأحد.

وقال بعض أصحاب المتاجر الذين كانوا يسعون لدفع فواتيرهم للحكومة هذا الأسبوع إنه طُلب منهم أن ينتظروا حتى يوم الأحد حيث سيزور مسؤولون محالهم لجمع الأموال في تحذير مستتر من إغلاق أعمالهم.

وتحدثت إحدى المقيمات عن زيادة في أعداد الشرطة وقوات الأمن بالملابس المدنية في دمشق، وقالت "كل عشرة أمتار تجد مجموعة منهم ترتدي ملابس عادية".

* * * 13 قتيلاً * * *

في هذه الأثناء قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى في سورية بلغ أمس 13 أغلبهم في محافظة حمص.

وأفادت الأنباء الواردة من محافظة إدلب بأن مدينة خان شيخون تعرضت لقصف مدفعي أدى لهدم منازل وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى، كما تتعرض مدينة معرة النعمان في المحافظة نفسها لحصار وقطع الاتصالات.

من جانب آخر اتهم ناشطون قوات الأمن بتفجير أنبوب للنفط في حي بابا عمرو بمدينة حمص، وأنها اتفقت مع وسائل إعلام حكومية على تصوير عملية التفجير على أنها من تدبير عصابات مسلحة.

كما تعرضت محافظة دمشق وريفها لقصف مدفعي خاصة حي القابون. وأفاد ناشطون أيضا بأن الأمن السوري اختطف ثلاثة من طلاب كلية الإعلام في جامعة دمشق.

وأفاد الناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومنشقين عنه في منطقة مضايا بريف دمشق ، وذكرت المصادر أن قوات الأمن قتلت مجندا بريف دمشق رفض إطلاق النار على مظاهرة مرت من أمام بيته مساء أمس الأول في بلدة زملكا.

وفي درعا اقتحمت قوات الأمن والشبيحة بلدة الطيبة وسط إطلاق نار، كما أحرقت قوات الأمن بعض الدراجات النارية ودهمت بيوت بعض الناشطين.