أعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الاحد لحزبها المحافظ ترشحها لولاية رابعة في الانتخابات التشريعية عام 2017، على ما أفادت وكالة “دي بي إيه” الالمانية نقلا عن مصادر قريبة من الحزب.
وقالت ميركل (62 عاما) لقادة الاتحاد المسيحي الديموقراطي المجتمعين في برلين انها تطمح لاعادة انتخابها في رئاسة الحزب خلال مؤتمر يعقده في ديسمبر، ثم الترشح للمستشارية خلال الانتخابات التشريعية، بحسب المصادر.
أقوى امراة في العالم
وتمكنت ميركل ابنة القس التي نشأت خلف الستار الحديدي، من الارتقاء خلافا لجميع التوقعات، الى المستشارية الالمانية، حيث أثبتت عن أطول حياة سياسية بين جميع القادة الغربيين. لم يكن أحد يتصور في خريف 2005، بعد فوزها الشاق على المستشار الاشتراكي الديموقراطي اللامع غيرهارد شرودر، أن تحصل المسؤولة المحافظة التي تفتقر الى الكاريزما، من مجلة “فوربز” على لقب “اقوى امراة في العالم” على مدى ست سنوات على التوالي.
ونجحت انغيلا ميركل التي باتت برأي أنصارها “زعيمة العالم الحر” بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة في الولايات المتحدة، خلال أحد عشر عاما من السلطة، في فرض أسلوبها الخارج عن الأنماط المعروفة، اسلوب يمزج بين الذكاء الشديد في خوض علاقات القوة، والبراغماتية القصوى التي تحمل أحيانا على اتهامها بعدم امتلاك قناعات، والافتقار الى البراعة الخطابية.
وغاب نظراؤها السابقون عن الساحة الدولية مثل جورج بوش وتوني بلير وجاك شيراك وسيلفيو برلوسكوني، وهي لا تزال تمسك بزمام السلطة في المانيا؟ وتبقى ميركل الملقبة في الصحافة الألمانية “الأم أنغيلا” تيمنا بالام تيريزا، بدون منافس في بلدها، ولو ان شعبيتها تراجعت بعدما فتحت أبواب المانيا أمام مليون لاجئ.
وأثار قرارها وإصرارها على التمسك به بالرغم من الانتقادات مفاجأة كبيرة. وكانت أنغيلا دوروتيا ميركل المولودة كاسنر والتي نشأت في ريف جمهورية ألمانيا الديموقراطية، تعرف قبل ذلك بميلها الى عدم التصدي للراي العام.
“ميركيافيل”
بدت المستشارة لوقت طويل وكأنها لا تكترث لمقام منصبها، ولا سيما مع قلة اهتمامها بملبسها وعدم اتقانها الفن الخطابي. وهي تعيش في شقّة لا تملك وسائل الترف في وسط برلين، وهواياتها المعروفة قليلة جدا: الاوبرا والنزهات في منطقة تيرول الجبلية مع زوجها الثاني يواكيم ساور، وهو عالم يفضل البقاء بعيدا عن الحياة العامة.
وتشاهد بانتظام في سوبرماركت متدني الاسعار قريب من منزلها في برلين، حيث تشتري الجبنة والنبيذ الأبيض. واحتفاظ ميركل بسلوكها ومظهرها العاديين، بقي لفترة طويلة ضمانة لشعبيتها لدى الناخبين. وعلى الصعيد السياسي، كان أسلوبها في الحكم ما بين وصولها الى السلطة في 22 نوفمبر 2005 وأزمة اللاجئين يتسم بالبراغماتية، مع فترات من التردد على هوى توجهات الرأي العام، ما حمل منتقديها على اتهامها بالانتهازية. وقال الخبير السياسي تيلمان ماير من جامعة بون لوكالة فرانس برس انها تميل الى “الانتظار لفترة طويلة على الدوام، قبل التفوه أخيرا بكلام حاسم”. ووصل الأمر بعالم الاجتماع اولريش بيك الى ابتكار مفهوم أطلق عليه اسم “ميركيافيل” لوصف النهج الذي تتبعه، وهي كلمة مركبة من اسم المستشارة والسياسي والمفكر الايطالي ماكيافيل، لوصف أسلوبها في الحكم القائم على مزيج من التريث والحزم.
عاشت انغيلا ميركل حياة من التقشف في ألمانيا الشرقية، بعدما قرر والدها الانتقال من الغرب إلى الشطر الشيوعي من البلاد للمساهمة في نشر التعاليم المسيحية في الدولة الشيوعية.
اضف تعليق