الرئيسية » أرشيف » طرابلس.. رعب وحذر بانتظار جثث "الكمين"
أرشيف

طرابلس.. رعب وحذر بانتظار جثث "الكمين"

يكاد السيناريو العنفي في طرابلس شمال لبنان يكرر ذاته مع كل جولة من المواجهات وموجات الاشتباكات على خط التماس التقليدي والمزمن بين جبل محسن (العلوي) وباب التبانة (السنية) بعد استحضار الازمة السورية الى أزقة المدينة, على قاعدة ارتباطات عضوية لطرفي المواجهة كل من جانبه مع أو ضد النظام.

ولعل أخطر ما في السيناريو الطرابلسي وأبعد من المواجهات الامنية بحد ذاتها, انه يعكس اصراراً على ترجمة مفاعيل تداعيات الازمة السورية على المسرح اللبناني الداخلي, على رغم سياسة النأي بالنفس التي أصبحت لازمة يومية على لسان كبار المسؤولين.

وبعد ليلة هي الأعنف منذ اندلاع جولات المواجهات بين السنة والعلويين العام 2005 استخدمت فيها مدافع الهاون وأسلحة متوسطة وخفيفة مع استمرار عمليات القنص, برزت مخاوف من انفجار غير مسبوق اليوم مع تسلم أهالي الشبان الذين قتلوا في منطقة تلكلخ السورية قبل نحو أسبوع في كمين لقوات النظام السوري, الدفعة الأولى من جثثهم من السلطات السورية, وسط معلومات متداولة في المدينة عن تنكيل بالجثث وآثار تعذيب عليها, الأمر الذي قد يفجر غضباً عارماً يؤدي إلى احتدام المعارك على نحو لم تشهده المدينة من قبل.

وليل أول من أمس, عاش أهالي طرابلس ليلة مرعبة هي الأسوء منذ سنوات, مع اشتداد حدة المعارك وتوسع رقعتها, وسط شائعات اجتاحت المدينة عن وصول تعزيزات للطرفين من حلفائهما, وكميات كبيرة من الأسلحة, ونصب مدافع هاون في جبل محسن لقصف التبانة وسائر أنحاء طرابلس.

ويمكن القول أن التحرك الرسمي الفعلي لم يبدأ إلا أمس بعد أربعة أيام من المعارك في تأخر غير مفهوم, مع انكباب الجهود على محاصرة مفاعيل الاشتباكات.

ففي أول تحرك عملي للسلطة, تم الاتفاق على دعوة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد صباح غد الأحد, بعد اتصال بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان الموجود في اليونان.

وفي الانتظار, تبقى الانظار متجهة نحو الشمال, خشية ان يهتز الاستقرار الهش وتتمدد مفاعيل المواجهة الطرابلسية الى الخارج, اذا لم يتم احتواء مفعول الانفجار, خصوصاً ان القيادات السياسية والروحية المعتدلة باتت عرضة للتهديدات, ومن أبرزها مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي تلقى اتصالاً من سليمان وميقاتي ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري وكبار الشخصيات والمسؤولين والنواب, تضامناً معه في مواجهة التهديدات بالاغتيال التي يتعرض لها.

كما اتصل بالمفتي الشعار اول من امس وزير الداخلية مروان شربل وألح عليه لعدم العودة الى بيروت الآن, الى حين اتخاذ الاجراءات المناسبة في هذا الصدد.

ومتابعة للتطورات, ترأس ميقاتي, أمس, سلسلة اجتماعات لمعالجة الأوضاع الامنية, فاطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على التدابير المتخذة في طرابلس, ثم التقى مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي, وعقد اجتماعا ضم وزير الداخلية واللواء ريفي, تقرر على اثره ان يتوجه الوزير شربل الى طرابلس, حيث يرأس اجتماعاً لمجلس الامن الفرعي في المدينة ظهر اليوم.