الرئيسية » أرشيف » علم طالبان وعبارة "إمارة أفغانستان الإسلامية" تهددان المفاوضات مع الأميركيين وتغضب كرزاي
أرشيف

علم طالبان وعبارة "إمارة أفغانستان الإسلامية"
تهددان المفاوضات مع الأميركيين وتغضب كرزاي

نفت حركة طالبان، أمس الاحد، معلومات عن احتمال الغاء الحركة مباحثات سلام مع الولايات المتحدة والحكومة الافغانية بسبب انتقادات لمكتبها الذي تم افتتاحه الاسبوع الماضي في العاصمة القطرية الدوحة.

ونفى متحدث باسم طالبان في افغانستان معلومات نشرتها صحيفة (نيويورك تايمز) نقلا عن قائد في الحركة لم تكشف عن هويته ومفادها ان متمردي طالبان مصممون على ابقاء اسم وعلم الحركة على المكتب الجديد، ما اثار استياء كابول.

ويحمل المكتب اسم "امارة افغانستان الاسلامية" الذي اطلق خلال فترة حكم الحركة لافغانستان من 1996 الى 2001 وعلم طالبان الابيض الذي رأى فيه العديد من الافغان تذكيرا بالفظاعات التي ارتكبها المتمردون خلال تلك الفترة.

وفتح المكتب في قطر خطوة اولى نحو اتفاق سلام مع اقتراب انتهاء مهمة قوة (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي العام المقبل لكن الحكومة الافغانية تتهم المتمردين بانهم يطرحون انفسهم كحكومة في المنفى.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أمس الاحد ان "مسؤول طالبان" المجهول الذي تحدث الى (نيويورك تايمز) لا يمثل موقف الحركة.

واضاف في بيان ان "(لطالبان) متحدثين باسمها يزودون الاعلام بمعلومات". وتابع "اي شخص يعطي معلومات عدا عن هؤلاء المتحدثين فلن تكون (معلومات) من الامارة الاسلامية".

واوضح ان "العدو لطالما كان يصدر بيانات تصب في مصلحته تستند الى (متحدثين مجهولين باسم طالبان) والمثال على ذلك المقابلة التي نشرتها نيويورك تايمز".

وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارة لقطر السبت من ان واشنطن ستطلب من طالبان اغلاق المكتب في حال لم يلتزم المتمردون بتعهداتهم لارساء السلام.

وصرح كيري للصحافيين في الدوحة "نأمل في ان يكون ذلك خطوة مهمة للمصالحة اذا امكن. لكننا نعلم ان ذلك قد لا يكون ممكنا ايضا".

واضاف اذا لم تبدد طالبان المخاوف "فعلينا درس امكانية اغلاق المكتب".

واكدت وزارج الخارجية الافغانية أمس الأحد ان افتتاح هذا المكتب احيط بـ "ضمانات مكتوبة" من الولايات المتحدة.

واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الافغانية جنان موسى زيلور في مؤتمر صحافي ان احد هذه الضمانات هو الا يستخدم مكتب الدوحة "سوى لاستضافة مفاوضات بين المجلس الاعلى للسلام (الهيئة التي شكلها كرزاي) وممثلين لطالبان، لا اكثر ولا اقل".

وينص ضمان اخر على الا يشير متمردو طالبان الموجودون في الدوحة "في اي شكل" الى امارة افغانستان الاسلامية.

واضاف المتحدث انه حين يتم الايفاء بهذه الشروط "سنبدأ مشاوراتنا المباشرة مع طالبان" في الدوحة. وفي انتظار ذلك "ما زلنا نأمل بفهم الاسباب التي ادت الى افتتاح المكتب في ما يتناقض مع الالتزامات المكتوبة التي اعطاها الاميركيون للحكومة الافغانية".

من جانبه، اكد متحدث باسم مكتب طالبان في الدوحة هو محمد نعيم ان استخدام العلم الابيض وعبارة "الامارة الاسلامية" حظي بموافقة الحكومة القطرية، وقال في بيان ان "تأكيد العكس سيكون امرا خاطئا تماما".

وفي وقت لاحق، اعلنت الرئاسة الافغانية انه تم انزال العلم الذي رفعته طالبان الافغانية على مكتبها الجديد في الدوحة والذي يذكر بالفترة التي كانت تحكم فيها افغانستان الامر الذي اثار استياء حكومة كابول.

وقال مسؤول افغاني مكلف مفاوضات السلام مع طالبان في بيان للرئاسة "تم انزال علم طالبان ونزع اللوحة التي تشير الى الامارة الاسلامية (تسمية افغانستان الرسمية في عهد حكم طالبان قبل الاطاحة بها العام 2001)".

واضاف المصدر نفسه ان "الشرطة القطرية نقلت القاعدة" التي كانت مستخدمة لرفع العلم.

وهذا العلم الذي رفعه متمردو طالبان لدى افتتاح مكتبهم السياسي الثلاثاء في الدوحة اثار غضب الحكومة الافغانية التي هددت بمقاطعة المفاوضات الهادفة الى وضع حد لنزاع عمره 12 عاما.

كذلك، انتقدت كابول دور واشنطن التي كانت اعلنت انها ستبدأ قريبا مفاوضات سلام مع المتمردين.

وبدا الاسبوع الماضي ان ثمة انفراجة في جهود استئناف محادثات السلام لانهاء الحرب الدائرة في افغانستان منذ 12 عاما حين اعلنت طالبان انها ستفتتح مكتبا في العاصمة القطرية الدوحة بعد طول انتظار.

ولكن تبددت الامال حين ردت الحكومة الافغانية بغضب على فتح المكتب يوم الثلاثاء الماضي واحتجت على رفع راية طالبان ولافتة تحمل اسم إمارة أفغانستان الإسلامية وهو نفس الاسم الذي استخدمته طالبان ابان حكمها في الفترة من عام 1996 إلى عام 2001.

والغى الرئيس الافغاني حامد كرزاي زيارة مزمعة لوفد تفاوض افغاني لقطر وعلق محادثات مع الولايات بشأن اتفاق امني مهم، معتبرا أن واشنطن لم تقدم ضمانات على الا تسيء طالبان استغلال المكتب.

ورغم اجراء مفاوضات لاحقا يشير بيان صدر أمس الأحد إلى أن طالبان ليست مستعدة للتراجع عن موقفها.

وقال محمد نعيم، المتحدث باسم طالبان في الدوحة في بيان "رفع الراية واستخدام اسم الإمارة الإسلامية تما بالاتفاق مع الحكومة القطرية".

كما رد على تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن أن الحركة وقعت اتفاقا مع الولايات المتحدة فيما يتعلق باستخدام المكتب.

ورغم ان وكالة (رويترز) لم تتوصل إلى التصريحات بعينها التي أشار إليها نعيم، غير ان كيري صرح في مؤتمر صحافي في الدوحة امس ان "اتفاقا" لم يحترم.

وقال نعيم "لم يتم توقيع اتفاق من هذا النوع. لا وجود لهذا الاتفاق على الرغم من أنه تم تبادل الوثائق بين الإمارة الإسلامية والحكومة القطرية فيما يتصل بأوضاع المكتب".

ولم تبد حكومة كرزاي اي استعداد للتنازل وكرر المتحدث باسم وزارة الخارجية جنان موسى قوله ان الاجواء الاحتفالية لمراسم افتتاح المكتب تنتهك "التأكيدات" التي قدمتها واشنطن .

وقال "مازلنا ننتظر تفسيرا وافيا لما حدث . يجب ان تحصل الحكومة الافغانية على تفسير يتسم بالوضوح والشفافية وتجري تلك المناقشات والاتصالات الآن".

واكد موسى ان مكتب طالبان يجب ان يغلق اذا لم يكن مفيدا لعملية السلام.

وتنتظر افغانستان والولايات المتحدة وقطر منذ يوم الثلاثاء معرفة ما إذا كان زعماء طالبان سيوافقون على رفع العلم واللافتة من على المكتب.

ورفعت اللافتة التي تحمل "إمارة افغانستان الإسلامية" من على مدخل المكتب ولكن لافتة مماثلة ظلت داخل المبنى ونكست الراية ولم يتم انزالها.

وقال مصدر بوزارة الخارجية القطرية لوكالة (رويترز) ان طالبان ارجأت خططها لبدء العمل في المكتب أمس الأحد انتظارا لتعليمات من قادتها.

وقال مصدر "ابلغتنا (طالبان) انها ستفتتح (المكتب) أمس ولكن لم يصل أحد ولم يبلغونا حتى الآن بخطتهم الجديدة".