الرئيسية » أرشيف » فرنسا تستبق تظاهرات الغضب بإغلاق مصالحها وسفاراتها
أرشيف

فرنسا تستبق تظاهرات الغضب بإغلاق مصالحها وسفاراتها

عززت الولايات المتحدة وفرنسا الإجراءات الامنية لحماية مصالحهما في العالم في مواجهة غضب المسلمين الذي قد يشتد إثر نشر مجلة فرنسية ساخرة, أمس, رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص).

وتركز تلك المخاوف خصوصاً على يوم غد الجمعة إذ يُخشى ان تخرج تظاهرات احتجاجية عقب الصلاة في الدول الاسلامية التي تصاعدت فيها مشاعر العداء للغرب منذ نحو أسبوعين, اثر بث مقتطفات من فيلم مسيء للاسلام أنتج في الولايات المتحدة.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة تتخذ "اجراءات حازمة" لحماية سفاراتها في العالم, نافية ان تكون واشنطن علمت مسبقا بالهجوم الذي استهدف القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 سبتمبر الجاري وأدى إلى مقتل أربعة أميركيين أحدهم السفير كريستوفر ستيفنز.

وبعد اسبوع من اعمال العنف المناهضة للاميركيين في العالمين العربي والاسلامي, قالت كلينتون, التي تشرف على اكبر شبكة ديبلوماسية في العالم, "إننا بصدد اتخاذ تدابير قوية لحماية موظفي سفاراتنا وقنصلياتنا في العالم اجمع".

بدوره, أكد الرئيس باراك اوباما أنه سيتم "تعزيز" أمن السفارات وأن أمن الديبلوماسيين الأميركيين هو من واجب إدارته.

وقال ان "الرسالة التي يجب ان نوصلها الى العالم الاسلامي هي اننا ننتظر ان تعملوا معنا من اجل حماية طواقمنا وكذلك نحن نددنا بهذا الفيلم الذي اثار صدمتنا وان الحكومة الاميركية ليس لها اي علاقة به. هذا الفيلم ليس أبداً عذراً للعنف".

وحذت فرنسا حذو الولايات المتحدة بعدما نشرت اسبوعية "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة, أمس, رسوماً كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد تناولت فيها الجدل الذي أثاره فليم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تعزيز الامن في السفارات الفرنسية عبر العالم, مشيراً إلى أنه أعطى "تعليمات لاتخاذ احتياطات امنية خاصة في كل البلدان التي يمكن ان تحصل فيها مشكلات".

وستغلق السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية في نحو عشرين بلداً إسلامياً غداً الجمعة, فيما أغلقت المدارس الفرنسية في تونس أمس ولن تفتح أبوابها قبل الاثنين المقبل.

كذلك, أقفلت كل المصالح الفرنسية في اندونيسيا موقتاً, وتلقى الرعايا الفرنسيون في باكستان رسائل نصية تحذيرية, فيما دعت الخارجية المسافرين "الى اخذ اقصى درجات الحذر" نظراً الى "الاضطرابات الراهنة" في العالم الاسلامي.

ورغم هذه الاجراءات المشددة, أكد الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو  انه ليس هناك "خطر محدق بأي مؤسسة" فرنسية.

وفي باريس, تعززت الاجراءات الامنية حول المبنى الذي يوجد فيه مقر مجلة "شارلي ايبدو" التي نشرت في عددها الصادر امس رسوماً كاريكاتورية مسيئة للاسلام.

وفي حين اعتبر فابيوس أن المجلة "تصب الزيت على النار", قال رئيس الوزراء جان مارك ايرولت: "نحن في بلد يضمن حرية التعبير وحرية رسم الكاريكاتير أيضاً, وإذا شعر البعض بأنهم تعرضوا لاساءة في قناعاتهم واعتقدوا ان القانون قد انتهك, فبإمكانهم اللجوء الى المحاكم".

إلى ذلك, قررت الحكومة الفرنسية حظر تظاهرة مقررة السبت المقبل في باريس احتجاجاً على الفيلم المسيء للاسلام, بعدما جرت أعمال عنف خلال تظاهرة مماثلة قرب سفارة الولايات المتحدة السبت الماضي.

وبعد نشرها الرسوم المسيئة للنبي, تعرض موقع مجلة "شارلي ايبدو" للقرصنة, بحسب مدير تحريرها الرسام ستيفان شاربونييه الشهير بـ"شارب", الذي أكد أنه "هجوم اوسع من ذلك الذي تعرض له (الموقع) العام 2011", عندما نشرت المجلة أيضاً رسوماً مماثلة, ما أثار موجة احتجاجات.

في المقابل, أعرب رئيس مجلس مسلمي فرنسا محمد موسوي عن "عميق صدمته" ازاء نشر المجلة الرسوم المسيئة للنبي (ص), مناشداً في الوقت نفسه المسلمين "عدم الانجرار وراء الاستفزاز".

وفي فرنسا تثير اي اهانة للمسلمين حساسيات كبيرة ولاسيما ان البلد يضم ما بين 4 الى 6 ملايين مسلم.