احتفل القادة الأفارقة، أمس السبت، في اديس ابابا، بمرور خمسين عاما على جهودهم نحو وحدة القارة، وفيما دعا الرئيس الفرنسي إلى قمة "للسلام والامن" في القارة السمراء بباريس، أواخر العام، أعلنت البرازيل اعتزامها الغاء 900 مليون دولار من ديون 12 دولة افريقية.
وقال رئيس وزراء اثيوبيا، هايلي مريم ديسالين "ان الاباء المؤسسين (للوحدة الافريقية) اتفقوا على تأسيس منظمة الوحدة الافريقية مع فجر حركات الاستقلال قبل خمسين عاما، ومن المناسب ان نلتقي مجددا اليوم في وقت تنهض فيه افريقيا". وحدد هدفا افريقيا جديدا هو "بناء قارة خالية من الفقر والنزاعات ينعم فيها مواطنونا بوضع بلد متوسط الدخل" .
واقرت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي الجنوب افريقية نكوسازانا دلاميني-زوما من جهتها "بان الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي اللذين تحدث عنهما مؤسسونا لا يزالان بعيدي المنال الى حد ما، كما لا يزال التفاوت الاجتماعي قائما".
وقالت من على منصة المقر الجديد للاتحاد الافريقي الذي بنته ومولته الصين، "ان تحدثنا عن حلول افريقية للمشكلات الافريقية فذلك لأننا نعلم انه ليس بإمكاننا اسكات السلاح الى الابد، الا اذا تحركنا بشكل متضامن وموحد".
من جانبه قال الرئيس الفرنسي، الدولة الاوروبية الوحيدة في المؤتمر، فرنسوا هولاند. "ان امن افريقيا مسألة تخص الافارقة، الا ان ذلك لا يمنع بلدا مثل فرنسا او اوروبا من تقديم الدعم". واعلن انه سيدعو القادة الى باريس "في نهاية العام" للمشاركة في قمة مخصصة "للسلام والامن" في القارة الافريقية.
ورجحت اوساط ان هذه القمة ستعقد في السادس والسابع من كانون الاول/ديسمبر في العاصمة الفرنسية، واعتبر هولاند ان العلاقة بين افريقيا وفرنسا "ينبغي ان تتوسع الان عبر الدعم الذي ستؤمنه فرنسا للجيوش الافريقية لتدافع عن نفسها على ان يشمل ذلك افة الارهاب".
من جانب آخر، أعلنت البرازيل عزمها إلغاء 900 مليون دولار ديون 12 دولة افريقية. وقال المتحدث باسم الرئاسة ثوماس ترومان للصحافيين ان "اقامة علاقات خاصة بين افريقيا والبرازيل هو امر استراتيجي في السياسة الخارجية البرازيلية"، حيث تزورالرئيسة البرازيلية ديلما روسيف اديس ابابا حاليا للمشاركة في الاحتفالات، وهذه ثالث زيارة تقوم بها الى افريقيا خلال ثلاثة اشهر.
ومن بين الدول ال12 التي الغت البرازيل ديونها الكونغو برازيفيل (352 مليونا) وتنزانيا "237 مليونا"، وقال ترومان ان تلك الخطوة تأتي في اطار جهود البرازيل لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع افريقيا التي تضم عددا من اسرع الاقتصادات نموا في العالم، بحسب "فرانس برس".
والتقت الرئيسة البرازيلية العديد من القادة الافارقة من بينهم رئيسة وزراء اثيوبيا هيلمريام ديساليغن ووقعت معها سلسلة من اتفاقات التعاون في مجالات الزراعة والتعليم والنقل الجوي والعلوم.
ويأتي اهتمام البرازيل بأفريقيا في اطار توجه اوسع لتعزيز ما يسمى التعاون بين الجنوب والجنوب والذي استقطب استثمارات من الاقتصادات الناشئة في الدول النامية وخصوصا الدول الافريقية.
والبرازيل واحدة من الدول الخمس الاعضاء في مجموعة بريكس للدول الناشئة، وبلغ اجمالي ناتجها المحلي 2,425 مليار دولار في العام 2012 ما جعلها سابع اكبر اقتصاد في العالم. ويتوقع ان يسجل اقتصادها البالغ عدد سكانها 196 مليون شخص، نموا بنسبة 3,5% هذا العام.
واراد القادة الافارقة الاحتفال بعظمة، بذكرى ولادة منظمة الوحدة الافريقية في 25 ايار/مايو 1963، المؤسسة الافريقية الاولى ذات الحصيلة المثيرة للجدل والتي انشأها 32 رئيس دولة في اوج حركات التخلص من نير الاستعمار، قبل قيام الاتحاد الافريقي المنظمة الحالية التي شاءت منذ انطلاقها في 2002 ان تكون مؤسساتها اكثر طموحا.
ولفت وزير الخارجية الاثيوبي تيودروس ادهانوم اثناء لقاء السبت مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بخصوص هجومين انتحاريين اسلامين اوقعا نحو عشرين قتيلا الخميس في شمال النيجر، "ان الارهاب بات تهديدا جديا لافريقيا ان ما يحدث في النيجر ليس حالة معزولة".
وسيطغى على جدول اعمال قمة نصف سنوية للاتحاد الافريقي تعقد الاحد والاثنين بعد الاحتفالات مواضيع مثل انعدام الاستقرار في منطقة الساحل وكذلك في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية والازمة السياسية المستمرة في مدغشقر.
وقد جذبت الاحتفالات شخصيات عديدة من العالم مثل جون كيري، وديلما روسيف وبان كي مون. ويفترض ان ينضم لاحقا نائب رئيس الوزراء الصيني وانغ يانغ.
واذا كان عدد الحروب في انخفاض عموما في افريقيا فان الوضع الاجتماعي الاقتصادي يبقى متفاوتا بالرغم من تحقيق بعض التقدم. فخلال السنوات الخمسين الماضية سجل تحسن كبير في مؤشرات التنمية في افريقيا – في مجالات الصحة والتعليم ووفيات الاطفال والنمو الاقتصادي والادارة الرشيدة. وتشهد بعض دول افريقيا نموا اقتصاديا بوتيرة تعتبر الاسرع في العالم بحسب صندوق النقد الدولي.
لكن بحسب مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة فان البلدان الاثني عشر الاقل تطورا في العالم تقع ايضا في افريقيا. وبين الدول ال26 التي تحتل اسفل سلم التصنيف دولة واحدة فقط غير افريقية هي افغانستان.
اضف تعليق