أعلن مسؤولون في البيت الأبيض أن القمة الخليجية الأميركية التي ستنطلق في الرياض الجمعة المقبل، ستركز في حيز هام منها على مواجهة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وأكد المسؤولون أن القمة ستجدد التأكيد على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة كجزء من الحلّ السياسي في سوريا.
وقال نائب مستشارة الأمن القومي بن رودز، في حوار مع الصحافيين شارك فيه مسؤول الشرق الوسط في مجلس الأمن القومي روب مالي قبل أقل من أسبوع من انعقاد القمة بين الرئيس باراك أوباما وزعماء دول مجلس التعاون، ان لدى الولايات المتحدة قلقا جديا من نشاطات ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ان كان عبر دعمها للتابعين لها في اليمن، أو دعمها نظام الأسد في سوريا، أو دعمها لحزب الله (اللبناني)، أو تهديداتها لدول مجلس التعاون.
وتابع رودز نحن نعمل لمواجهة هذه التحديات، ولقد فرضنا عقوبات اضافية بسبب نشاطات ايران بالصواريخ الباليستية، واعترضنا شحنات أسلحة مصدرها ايران، وجعلنا من الواضح ان جزءا من حوارنا مع دول مجلس التعاون سيتمحور حول مواجهة نشاطات ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
ومن المتوقع ان يصل أوباما إلى الرياض الخميس في رابع زيارة له الى المملكة العربية السعودية (وهو أكبر عدد زيارات قام به رئيس أميركي خلال فترة رئاسته)، حيث يعقد لقاء ثنائيا مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، ثم يعقد الجمعة ثلاث جلسات مع قادة مجلس التعاون.
وستتمحور الجلسة الأولى حول الاستقرار في المنطقة، أي ستتدارس الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والثانية ستركز على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والثالثة ستبحث في كيفية مواجهة نشاطات ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وعن قمة الرياض، قال مسؤولو البيت الابيض ان أوباما يأمل في ان يؤسس تقليدا سنويا يجتمع بموجبه الرئيس الاميركي مع زعماء دول مجلس التعاون.
واوضح مالي ان أوباما باشر بهذا التقليد العام 2015 عندما استضاف الزعماء الخليجيين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ضواحي واشنطن.
وسيسبق وصول أوباما الى الرياض لقاء الاربعاء على مستوى وزراء الدفاع بين الأميركي آشتون كارتر ونظرائه الخليجيين، في اشارة من واشنطن الى ان التعاون الأمني الأميركي مع الخليج سيستمر، وسيزداد متانة.
وفي هذا السياق قال رودز “لقد جعلنا من الواضح ان جزءا من حوارنا في الخليج سيتركز حول سبل مواجهة نشاطات ايران المزعزعة للاستقرار، ما يعني اننا لن نشيح بنظرنا بعيدا ابدا عندما يتعلق الموضوع بالتهديدات التي تشكلها ايران”.
وأضاف “في الواقع، احد اسس حوارنا في الخليج هو حول كيفية تعزيز قدراتنا لمواجهة اي نشاطات مزعزعة لاستقراره”.
غير أن المسؤول الاميركي اعتبر أن التوصل الى حلول سياسية بين دول الخليج وايران للقضايا الخلافية بينهما من شأنه كذلك ان يعزز الاستقرار.
وأكد أن واشنطن وردتها وجهات نظر مختلفة من ايران حول كيفية حلّ النزاعات، خصوصا في سوريا، قائلا “نحن نعتقد ان على بشار الأسد ترك السلطة كجزء من الحل السياسي”.
وشدد رودز على انه عندما تقول واشنطن وطهران ان في مصلحتيهما التوصل الى حل سياسي في أي مكان، لا يعني ذلك بالضرورة ان العاصمتين تتفقان حول كيفية التوصل الى هذا الحل، بل ان الرؤية للحل قد تتضارب بين البلدين، والدليل الأبرز هو سوريا.
وأضاف “لكننا نعتقد انه في نهاية المطاف، لا توجد حلول عسكرية لتحديات المنطقة”.
على ان ما لم يقله رودز، ربما لأنه اكثر اختصاصا بشؤون اوروبا وكوبا، قاله مالي، الذي ردد، ربما من دون ان يتنبه للمشكلة في ما يقوله، ان الصراع الأهم في منطقة الشرق الاوسط هو الحرب ضد الدولة الإسلامية.
وأوضح مالي ان القتال في اليمن شتت الانظار عن القتال الأهم ضد الدولة الإسلامية والقاعدة، معتبرا انه مع الاقتراب من حلول سياسية في اليمن، يمكن للاطراف ان تركز اكثر على القتال ضد الدولة الإسلامية والقاعدة.
وأضاف مالي “هذا هو ما سنناقشه معهم (الزعماء الخليجيين)، لذلك نعتبر ان هذه الصراعات التي تحمل نكهة طائفية عليها ان تتراجع”.
لكن السعودية وبعض دول الخليج لا تميز بين خطر الدولة الإسلامية والقاعدة من جهة وخطر ايران وحزب الله اللبناني من جهة اخرى.
وفي خضم الحرب ضد الدولة الإسلامية، تخوض الدول الخليجية صراعات ضد حلفاء ايران في المنطقة كان آخرها قيام هذه الدول بإعلان حزب الله تنظيما ارهابيا.
وكما تعتقد تركيا ان أميركا ترى مصلحتها فقط ولا تلتفت الى مصلحة حلفائها، من قبيل تحالفها مع الاكراد خصوم تركيا فقط من اجل الحرب ضد الدولة الإسلامية، كذلك تبدو بعض العواصم الخليجية قلقة من الفشل الاميركي في إدراك ان الخطر على الخليج لا يأتي من الدولة الإسلامية وحده، حسبما يعتقد الأميركيون.
ويقول محللون إن قمة الرياض ستكون بلا أدنى فرصة لزعماء الخليج أن يكرروا أمام أوباما مرة جديدة وقبل أشهر من خروجه من الحكم، مشاغلهم التي دأبوا على شرحها له طيلة سنوات حكمه.
اضف تعليق