الرئيسية » أرشيف » قمة مكة: آمال عريضة.. وتحديات جسيمة
أرشيف

قمة مكة: آمال عريضة.. وتحديات جسيمة

في ظل تطورات متسارعة يشهدها العالمان العربي والإسلامي، يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، اليوم (الثلاثاء)، أعمال القمة الإسلامية الطارئة في قصر الصفا الملكي في مكة المكرمة، بحضور زعماء وملوك ورؤساء وفود 57 دولة، يمثلون أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.

ورغم أن سوريا غير مدعوة لحضور القمة- التي ستستمر يومين- فإن الأزمة السورية ستطغى على مناقشاتها.

 
تنسيق المواقف
سبق القمة اجتماع تشاوري طارئ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقد مساء الأحد في جدة، غاب عنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي خضع أخيرا لجراحة في الأمعاء، بينما رأس وفد الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني للصحافيين "إن الاجتماع كان بهدف تنسيق المواقف حيال كل الملفات قبل القمة الإسلامية، وخصوصا في ما يتعلق بالملف السوري".

وبعد الاجتماع السداسي، عقد الوزراء الخليجيون اجتماعا آخر مع وزراء ثماني دول عربية وإسلامية (هي تركيا والسنغال وليبيا وتونس والمغرب وجيبوتي والسودان والأردن)، بهدف تنسيق المواقف حيال الأزمة السورية.

 
"المفرق الكبير"
وتأتي القمة الإسلامية بعد مرور سبع سنوات على القمة الاستثنائية الأولى في مكة المكرمة عام 2005 التي كانت- على حد قول الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو- مشروع "مارشال عربي إسلامي" شبيه بمشروع المارشال الأميركي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ووصف أوغلو التوقيت السياسي الراهن للأمتين العربية والإسلامية بـ"المفرق الكبير في تاريخ العالم الإسلامي، ولم نعرف أزمات ومشكلات مثل التي نواجهها اليوم، وذلك مقابل يقظة سياسية كبيرة لدى الشعوب".

وإذا كان ملف الأزمة السورية من أبرز الملفات العاجلة والساخنة التي تتطلب اتخاذ قرارات فورية ـ تصل لمسألة تجميد عضوية النظام السوري في منظمة التعاون الإسلامية ـ فإن ملف مسلمي دولة ميانمار (الروهينجا) لا يقل أهمية، بل إن المذابح التي ترتكب بحق المسلمين هناك باتت أمرا بالغ الخطورة في ظل ذيوع الانتهاكات ضد المسلمين في معظم أنحاء العالم.

كما أن الأوضاع الفلسطينية ووقف الاحتلال الإسرائيلي وتهويد المقدسات في فلسطين المحتلة، بات أمراً مقلقاً في ظل انشغال العالم بتطورات دول الربيع العربي، فضلاً عن الأوضاع في مالي والساحل الأفريقي، والقضايا الاقتصادية بين الدول الإسلامية، وأهمية تشجيع التبادل التجاري وإزالة المعوقات بين الدول الإسلامية.. أصبحت كلها من القضايا المحورية للقمة.

حماية القدس والمقدسات
وقد رحبت جامعة الدول العربية بقمة مكة، وقالت إن أمينها العام الدكتور نبيل العربي سيشارك شخصيا على رأس وفد كبير من الجامعة العربية.

وقال الأمين المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح إن السعودية ستضع قضية القدس في صدر هذه القمة، وانه آن الأوان بأن تضع الدول الإسلامية كل ثقلها لحماية القدس والمقدسات والأقصى من مخططات التهويد والهدم والتهجير.

ولفت الى وجود خطة قاسية للغاية تستهدف تهجير الفلسطينيين من القدس، بالاضافة الى اعتزام اسرائيل بناء "كنس" في ساحات المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم في مكان المسجد.

"اختبار تاريخي"
من جهته، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي، بأنه "اختبار تاريخي" للدول المشاركة، معربا عن أمله بأن يحد هذا الاجتماع من حجم الاحتقانات بين الدول الإسلامية.

وقال نجاد: "نأمل أن تتجه منظمة المؤتمر الإسلامي الى مزيد من الصراحة والمكاشفة، للحد من حجم الاحتقانات بين الدول التي لها مواقف مختلفة، إزاء ما يجري من تحولات في الشرط الأوسط".