الرئيسية » أرشيف » قمة مكة تسدل الستار بتعليق عضوية سوريا
أرشيف

قمة مكة تسدل الستار بتعليق عضوية سوريا

أكدت القمة الإسلامية الاستثنائية التي انعقدت في مكة المكرمة أن اجتماع الأمة الإسلامية ووحدة كلمتها هو سر قوتها، ما يستوجب عليها الأخذ بكل أسباب الوحدة والتضامن والتعاضد بين أبنائها، والعمل على تذليل كل ما يعترض تحقيق هذه الأهداف وبناء قدراتها من خلال برامج عملية في جميع المجالات.

ودعت القمة، في بيانها الختامي الذي صدر أمس الأربعاء، إلى نبذ كل أسباب الفرقة والشقاق السياسي والفتنة والتشرذم الطائفي بين أبناء الأمة الواحدة والالتزام بالمصداقية في العمل الإسلامي المشترك، وتبنت القمة مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوقوف بوجه الفتنة بين المسلمين في هذا العصر.

وأكد البيان ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وأعرب عن الادانة الشديدة لإراقة الدماء في سوريا، مشددا على تحمل السلطات السورية مسؤولية استمرار أعمال العنف والقتل وتدمير الممتلكات.

كما أعرب عن ادانته لإسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية، مما يشكل خطرا كبيرا على الأمن في المنطقة، وداعيا الحكومة السورية إلى عدم استخدام العنف ضد المدنيين العزل، والكف عن انتهاك حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها، والوفاء بكل التزاماتها الإقليمية والدولية، والإفراج عن كل المعتقلين.

وقررت القمة تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي وكل الأجهزة المتفرقة والمتخصصة، نظرا لعدم التوصل لنتائج عملية لتنفيذ مبادرة المبعوث الأممي العربي.

وأكد البيان أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وعليه فإن إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة، يعتبر مطلبا حيويا للأمة الإسلامية قاطبة، ومن شأن تسوية هذه القضية أن يسهم في إحلال السلم والأمن العالمي.

وحث المشاركون على رفع الحصار عن قطاع غزة والتحرك الدولي وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها ضد الشعب الفلسطيني.

وأعربوا عن دعم انضمام فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، وطالبوا جميع الدول الأعضاء بدعم هذه الخطوة، وأدانوا إسرائيل لاستمرارها في اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين وتعريضهم للتعذيب.

وحول جماعة الروهينغيا المسلمة في ميانمار، شدد المؤتمر على تعزيز التعاون والحوار مع الدول غير الأعضاء، التي تتواجد بها مجتمعات وجماعات مسلمة، بما يحفظ حقوقها، واستنكر سياسة التنكيل والعنف التي تمارسها حكومة اتحاد ميانمار ضد جماعة الروهينغيا. كما استنكر التهميش التاريخي للجماعة المسلمة، ودعا سكان ميانمار الى اعتماد سياسة تشمل جميع مكونات شعبها، بما في ذلك المسلمون.

كما تطرق البيان لقضايا التضامن مع السودان والصومال وأفغانستان وجامو وكشمير والعراق واليمن وساحل العاج واتحاد جزر القمر وقبرص التركية، في التصدي للتحديات، وأدان اعتداء أرمينيا على أذربيجان.

وفي المجال الاقتصادي، دعا الى الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية المتوافرة والاستفادة منها في تعزيز التعاون، ورحب القادة بزيادة حجم التجارة بين الدول الأعضاء.

وشدد القادة على التعاون في بناء القدرات ومكافحة الفقر والبطالة ومحو الأمية واستئصال الأمراض، ودعوا البنك الإسلامي للتنمية لتأسيس صندوق خاص لمكافحة الفقر.