يصل رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام الى طهران اليوم في زيارة رسمية تستمر عدة أيام، يلتقي خلالها بمرشد الثورة علي خامنئي ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني وبعض المسؤولين الإيرانيين لبحث العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع الراهنة في سوريا والمنطقة.
وفي منتصف الشهر الجاري يصل الى موسكو المبعوث الأممي- العربي الخاص الى سوريا كوفي عنان بدعوة رسمية، على أن يسبقه الى هناك رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا، أيضا للبحث في الأوضاع السورية.
يتزامن ذلك، مع مواصلة القوات النظامية السورية قصفها للعديد من المدن السورية المحاصرة في كل من حمص وريف دمشق وحماة ودرعا وإدلب، ما أوقع أكثر من 50 قتيلا، ومع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 16500 شخص قتلوا في أعمال العنف منذ بدء حركة الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس 2011، منهم 2386 قتيلا سقطوا خلال شهر يونيو الماضي، كما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت غازات سامة شرعت قوات النظام باستخدامها ضد المدنيين في حمص، وذلك الوقت الذي تتضافر فيه الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية لإنهاء الصراع الدامي في مختلف المناطق السورية.
كلينتون غير متفائلة
فغداة مقتل نحو 80 شخصا في أعمال قصف واقتحامات واشتباكات نفذتها القوات السورية في مناطق سورية مختلفة، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن عدم تفاؤلها من أن النتائج المرجوة من الاتفاق الدولي الذي تم في جنيف خلال اجتماع مجموعة التواصل "ستكون مجدية وقادرة على إنهاء الأزمة وسفك الدماء في سوريا".
وأضافت كلينتون في حديث مع الـCNN : "يؤسفني قول هذا، ولكن لا توجد ضمانات اننا سننجح في وقف العنف".
ويعمل المجتمع الدولي على خطة لإزاحة الرئيس الأسد وتأمين انتقال سلمي للسلطة، في خطوة تدعمها كل من روسيا والصين اللتين وقفتا بوجه أي تدخل سابق من قبل المجتمع الدولي في الوضع السوري باعتبار أنه "شأن داخلي".
وفي المقابل، أثارت هذه المحاولات الدولية حفيظة العديد من أوساط المعارضة السورية، باعتبار أن تأمين انتقال سلمي للسلطة من الرئيس السوري إلى نائبه أو أحد الموالين له، سيبقي الأسد ممسكا بزمام الأمور في البلاد. وجاء في بيان صادر عن لجان التنسيق السورية المعارضة "مثل هذا النوع من الاتفاقيات سيمنح النظام السوري الوقت الكافي ليقوم بقتل السوريين، والقضاء على الثورة والثوار".
ميدانيا، جدد رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود دعوته "جميع الأطراف" الى وقف أعمال العنف كافة والانتقال الى العملية السياسية.
جاء ذلك فيما أعلن المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا في زملكا في ريف دمشق السبت الى 65 جراء قصف بالهاون من القوات النظامية طال موكب تشييع.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بدورها عن "هجوم يشنه مئات الجنود ترافقهم عشرات الدبابات على منطقة العب في دوما، ويترافق مع قصف عنيف ومع إعدام 15 شخصا رميا بالرصاص".
وأعلنت الهيئة العامة للثورة أن مزارع حمورية في الريف الدمشقي تتعرض لليوم الثالث على التوالي الى قصف عنيف من قوات الأمن وجيش النظام.
وتعرضت دير الزور لقصف مكثف شاركت فيه المروحيات الحربية والمدفعية الثقيلة. وفي حلب دارت اشتباكات في مدينة اعزاز. وفي حمص تواصل القصف على أحياء ومدن عدة. وكذلك كان الحال في إدلب، وحماة ودرعا، وسط انقطاع للتيار الكهربائي والمياه عن معظم بلدات ومدن هذه المحافظات، التي يرزح أهاليها تحت إجراءات أمنية وعسكرية مكثفة، حيث تنفذ قوات الأسد حملات مداهمات واعتقالات عشوائية على مدار ساعات النهار والليل.
"الأطلسي" يدعو لـ"حل سياسي" عاجل
من جانبه، دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، أمس، المجموعة الدولية الى الاتفاق من دون تأخير لتطبيق حل سياسي في سوريا، مؤكدا مرة جديدة استبعاد تدخل عسكري للحلف في هذا البلد.
وقال راسموسن خلال مؤتمر صحفي ان "الرد الصائب على هذه الازمة يبقى ردا سياسيا، وردا ملموسا من المجموعة الدولية ضد نظام فقد كل انسانية وكل شرعية".
اضف تعليق