فيما عزز الجيش اللبناني حواجزه في عدة مناطق شمال شرق البلاد بعد موجة من عمليات الخطف المتبادلة بين عشائر شيعية وسنية وسط توتر شديد في البلدات التي تقع على مقربة من الحدود مع سوريا ..أقامت جمعية "فرح العطاء" اللبنانية أمس الإثنين في بيروت، "سلسلة بشرية" ما بين مسجدي "البسطا التحتا" (السني) و"الإمام علي بن أبي طالب" (الشيعي)؛ رفضًا لأي فتنة مذهبية أو طائفية في البلاد.
وفى السياق ، قام مسلحون خلال ساعات الليل باختطاف حسين كامل جعفر في مناطق قريبة من بلدة عرسال الواقعة شمال شرقي محافظة البقاع ، وتعتبر عائلة جعفر من أبرز العشائر الشيعية في المنطقة، في حين تقطن غالبية سنية بلدة عرسال الحدودية.
وبعد شيوع نبأ اختطاف جعفر، قام مسلحون يعتقد أنهم على صلة بالعشائر الشيعية في المنطقة بخطف ثمانية أشخاص على الأقل من عرسال، وأشارت الوكالة إلى أن عشيرة آل جعفر "أعطت مهلة ثلاث ساعات للإفراج عن المخطوف حسين جعفر، وسط انتشار مسلح كثيف في أكثر من منطقة في بعلبك والبقاع الشمالي."
وتأتي هذه الخطوة بعد الاعتداء الذي تعرّض له اثنان من علماء دار الإفتاء في لبنان بمنطقة "زقاق البلاط" ببيروت الأسبوع الماضي.
إلى ذلك ، نظمت جمعية "فرح العطاء" اللبنانية سلسلة بشرية رفضا للفتنة المذهبية ، شارك فيها عدد من علماء الدين من الطوائف والمذاهب الإسلامية والمسيحية في لبنان، في رسالة لأهل السياسة بأن "الشعب واحد يرفض الفتنة المذهبية والطائفية المصطنعة".
ورفع المشاركون، الذين قدّر عددهم بالمئات، الأعلام اللبنانية وحدها في ظل إجراءات أمنية مشددة من جانب الجيش اللبناني والقوى الأمنية.
وفضلاً عن السلسلة البشرية، والتي قدّر طولها بنحو كيلو متر واحد بين المسجدين، زرع علماء الدين شجرة زيتون وسط الطريق الذي يربط بين المسجدين، تعبيرًا عن المحبة والأخوة بين المسلمين السنة والشيعة.
واعتبر إمام مسجد "البسطا التحتا"، علي بيطار، أن "هذا النشاط يساهم في توحيد صفوف اللبنانيين".
وقال بيطار، في كلمته أمام الحشود، إن "لبنان في حاجة إلى الإخلاص والمحبة والعيش بأمان وسلام بين جميع الطوائف"، داعيًا إلى "وحدة الصف وجمع الكلمة والمحافظة على السلم الأهلي".
من جانبه، اعتبر إمام مسجد "علي بن أبي طالب"، محمد كاظم عياد، أن "مشهد اللبنانيين متوحدين ومتحابين هو الواقع الحقيقي وكل ما سواه هو وهم لا أساس له".
وشدد عياد على أن "كل مشاكل لبنان الداخلية تحل بالحوار والكلمة الطيبة"، معتبرًا أن "العدو الوحيد للبنانيين المسلمين والمسيحيين هو إسرائيل".
ورأى عياد أن "الحادثة الأليمة التي وقعت الأسبوع الماضي بالمنطقة ستكون حادثًا عابرًا"، في إشارة إلى الاعتداء على بعض علماء دار الإفتاء.
وكان عالمان من دار الإفتاء اللبنانية تعرضا لاعتداء بالضرب من قبل مجهولين في منطقة "زقاق البلاط" في بيروت الأسبوع الماضي، فيما أوقف الجيش اللبناني7 متهمين بالاعتداء عليهما ولا تزال التحقيقات جارية في الواقعة.
وتأسست جمعية "فرح العطاء" في لبنان عام 1985 بهدف جمع العائلة اللبنانية والتقريب بين الأديان والمذاهب في البلاد.
اضف تعليق