تابعت المراجع اللبنانية، على اختلافها، المشهد في غزة بعيون، وعقول، متوجسة، وان كان هناك من يعتقد ان الاسرائيليين مطمئنون للستاتيكو الراهن مع لبنان، اذ لا نية لدى "حزب الله" وهو الذي في حالة من الضياع بسبب تآكل النظام السوري الحليف، في افتعال اي حرب بعد تفكك "البيئة الحاضنة"، بحسب قول النائب وليد جنبلاط، فيما تقول مصادر دبلوماسية ان هناك تباينا في وجهات النظر داخل المؤسسة الاسرائيلية حول ما اذا كان "حزب الله" سيضرب من الخلف اذا ما شنت تل ابيب عملية جوية صاعقة ضد ايران ام انه يتريث لان انزلاقه الى المواجهة قد تكون له مفاعيله الكارثية عليه.
الصاروخان..
بضبابية ايضا، تنظر المراجع اللبنانية الى احداث غزة، ومن دون ان تستغرب العثور على صاروخي غراد (عيار 107ملم) موجهين نحو الجليل (امس الاول بين بلدتي حلتا والماري، اي على بعد 3 كيلو مترات من الخط الارزق) اذ كان متوقعاً ان يكون هناك من يحاول هز الجبهة اللبنانية بغية تفجيرها، ولكن لا اللبنانيون في هذا الوارد ولا الاسرائيليون، فالجيش اللبناني كثف دورياته، وبالتنسيق مع قوات الامم المتحدة (اليونيفيل) تحسباً لاي محاولة من ذلك القبيل، وقد بدا من طريقة نصب الصاروخين، وايضا من طبيعة الموقع ان الامر تم ارتجالاً وعلى عجل.
غارات وهمية
لكن العيون تبقى مركزة على الداخل، وان كانت لافتة الغارات الوهمية التي نفذتها الطائرات الاسرائيلية امس فوق مناطق جنوبية بالتزامن مع دوريات مؤللة، ومتوترة، على الشريط الممتد من بلدة الغجر وحتى جبل الشيخ. فالازمة تراوح مكانها وان كانت "المبادرة الجنبلاطية" التي نقلها الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزراء جبهة النضال الوطني (غازي العريضي، وائل ابو فاعور وعلاء ترو) قد شكلت دفعاً لمساعي سليمان الذي من المقرر ان يوجه رسالة الى اللبنانيين مساء اليوم في الذكرى التاسعة والستين للاستقلال.
حكومة اقطاب
وترددت معلومات تقول ان رئيس الجمهورية كان بصدد تضمين الرسالة اتهامات واضحة ومباشرة الى المسؤولين عن الازمة الراهنة وتفاقمها، والى الجهات التي حولت جلسات الحوار الى جلسات عبثية قبل ان يلجأ الى تعديل النص مراراً على امل ان تفضي المساعي المبذولة الى تسوية حول صيغة حكومية ترضي الجميع، وان كان واضحاً حتى الان ان كل الاتصالات التي اجراها سليمان لم تصل الى نتيجة، فقوى 14 اذار تتمسك بسقوط الحكومة أو باسقاطها على ان تحل محلها حكومة حيادية، وقوى 8 اذار تتخوف من تجارب سابقة حول هذا النوع من الحكومات تعتبر انه لم يعد هناك من حياديين في لبنان، كما ان المرحلة حساسة بل وخطيرة تستدعي حكومة وحدة وطنية.
سليمان يبارك
وقال وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي لوكالة الانباء "المركزية" اثر الزيارة الى قصر بعبدا ان الرئيس سليمان بارك المبادرة القائمة على رفض القطيعة وخطاب التخوين والاتهامات، وتأكيد اهمية التهدئة والحوار كسبيل وحيد لحل المشكلات، وكشف عن ان وزراء جبهة النضال الوطني سيطلعون في نهاية جولتهم التي تشمل القيادات السياسية كافة، الرئيس سليمان على النتائج وخلاصة ما تم التوصل اليه ليبني آنذاك على الشيء مقتضاه، واعتبر ان وصول المساعي الى نتائج ايجابية سيشكل مؤشرا الى ان تشكيل حكومة جديدة اصبح في المتناول.
دعم فرنسي
وسط هذه الاجواء، واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقاءاته في العاصمة الفرنسية، والتقى امس وزير الخارجية لوران فابيوس وطلب منه دعماً فرنسياً للاجئين السوريين في لبنان، بعدما وصل عددهم الى 130 الف نازح، مشددا على استمرار سياسة النأي بالنفس لتجنيب لبنان تداعيات الحوادث في سوريا.
ويتوج ميقاتي برنامج لقاءاته الرسمية بلقاء الرئيس فرنسوا هولاند اليوم.
اضف تعليق