بينما يحاول سكان غزة الفرار من موت شبه محقق دا القطاع والبحث عن ملجأ من القصف الإسرائيلى المتواصل تتزايد علامات الاستفهام لاسيما على الصعيد الشعبى لماذا ترفض مصر والأردن استقبال اللاجئين على أراضيها ؟
الرفض القاطع كان سمة الرد المصرى والأردنى على المطالب باستقبال اللاجئين حيث أدلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأشد تصريحاته حتى الآن يوم الأربعاء، قائلًا “إن الحرب الحالية لا تهدف فقط إلى قتال حماس التي تحكم قطاع غزة، “ولكنها أيضًا محاولة لدفع السكان المدنيين إلى الهجرة إلى مصر”. “. وحذر من أن هذا قد يدمر السلام في المنطقة.أما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد وجه رسالة مماثلة في اليوم السابق، قائلًا: “لا لاجئون في الأردن، ولا لاجئون في مصر”.
جذور الرفض لدى الجانبين تستمد شرعيتها من رافدين ,الأول المخاوف من تصفية القضية الفلسطينة برمتها لآن النزوح الجماعى يعنى إلغاء المطالب الفلسطينية بإقامة لاسيما وأن التاريخ بارع فى إعادة إنتاج نفسه وقد ينتهي الأمر بعدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى البقاء إلى الأبد. إذ تشير جميع السوابق التاريخية إلى حقيقة أنه عندما يُجبر الفلسطينيون على مغادرة الأراضي الفلسطينية، لا يُسمح لهم بالعودة”. ومصروالأردن لا تريدان أن تكونا متواطئتين في التطهير العرقي في غزة
وفي حرب عام 1948 التي اندلعت قبيل قيام إسرائيل، تم طرد ما يقدر بنحو 700 ألف فلسطيني أو فروا مما يعرف الآن بإسرائيل. ويشير الفلسطينيون إلى الحدث باسم “النكبة”.وفي حرب 1967، عندما استولت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة، فر 300 ألف فلسطيني آخر، معظمهم إلى الأردن.ويبلغ عدد اللاجئين وأحفادهم الآن ما يقرب من 6 ملايين، يعيش معظمهم في مخيمات ومجتمعات محلية في الضفة الغربية وغزة ولبنان وسوريا والأردن. وانتشر الشتات بشكل أكبر، حيث يعيش العديد من اللاجئين في دول الخليج العربية أو الغرب.
وبعد توقف القتال في حرب عام 1948، رفضت إسرائيل السماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم. ومنذ ذلك الحين، رفضت إسرائيل المطالب الفلسطينية بعودة اللاجئين كجزء من اتفاق السلام، بحجة أن ذلك سيهدد الأغلبية اليهودية في البلاد
عدم وجود سيناريو واضح لكيفية انتهاء هذه الحرب يزيد من وتيرة تلك المخاوف خاصة وان إسرائيل لم تقدم أي إشارة إلى ما قد يحدث بعد ذلك ومن سيحكم غزة. بما يعنى أنها قد تعيد احتلال المنطقة لفترة ما، مما يؤجج المزيد من الصراع. وعلى الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين الذين اتبعوا أوامره بالفرار من شمال غزة إلى النصف الجنوبي من القطاع سيسمح لهم بالعودة إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب غير أنه إعلان بلا ضمانات
المخاوف المصرية تفسر الجانب الأخر من أسباب الرفض إذ أن أن النزوح الجماعي من غزة سيجلب حماس أو نشطاء فلسطينيين آخرين إلى أراضيها. وقد يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في سيناء، حيث قاتل الجيش المصري لسنوات ضد المتطرفين ، وفي وقت ما اتهم حماس بدعمهم. وقد يشنون هجمات على إسرائيل، مما يعرض معاهدة السلام الموقعة بين البلدين منذ 40 عامًا للخطر. وربما يدفع إسرائيل لدخول سيناء مرة أخرى .
وهو ماحذر منه الرئيس السيسي فيما وصفه بسيناريو أكثر زعزعة للاستقرار: تدمير اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. وقال إنه مع وجود المسلحين الفلسطينيين، فإن سيناء “ستصبح قاعدة لشن هجمات على إسرائيل. سيكون لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها… وستضرب الأراضي المصرية”. وأضاف: “إن السلام الذي حققناه سيختفي من أيدينا، كل ذلك من أجل فكرة القضاء على القضية الفلسطينية”.
اضف تعليق