اعتبرت جهات أمنية بريطانية خبيرة بأسلحة الدمار الشامل, شاركت المفتشين الدوليين في مطلع التسعينات في تعقب ترسانة صدام حسين الكيماوية في العراق, أنه "لن يكون أمام إسرائيل في حال تعرضها لهجوم كيماوي او بيولوجي من بشار الأسد إذا يئس من كسب المعركة ضد الثورة, سوى استخدام قنابلها النووية الصغيرة المصنعة خصيصاً لضرب مناطق محددة من دون انتشار إشعاعاتها بشكل واسع, وهي قنابل تم ابتكارها في أواخر الثمانينات على أيدي العلماء النوويين الروس الذين تمكنوا من تصنيعها بأحجام صغيرة يمكن وضعها في حقائب اليد, وتبعهم في ذلك مطلع التسعينات العلماء الأميركيون من خلال وضع قنابل نووية صغيرة خارقة للأنفاق العميقة, مخصصة أصلا لضرب مشروع "النهر العظيم" الذي بناه معمر القذافي وحشد في أنفاقه مكونات برنامجه النووي, الذي عاد وتخلى عنه وسلمه إلى الولايات المتحدة طوعاً".
وأكدت مصادر أمنية "أطلسية" وأوروبية أن "الأكثر إثارة للرعب الإسرائيلي أو التركي, هو امتلاك الأسد خلال السنوات العشر الماضية, ترسانة واسعة النطاق من غاز الأعصاب المسمى "نوفي شوك" Novichok الأكثر فتكاً بالبشر من أي سلاح كيماوي عرفته البشرية حتى الآن, وهو من صنع روسي, وله فاعلية قاتلة معدلها ثماني مرات أقوى من غازات الاعصاب "سارين" و"في اكس" و"تابون", بحيث انها تخترق الاقنعة والالبسة الواقية من الغازات وحتى من الإشعاعات النووية".
وذكر أحد هؤلاء الخبراء البريطانيين "انه على رغم المخاوف الغربية والاسرائيلية من هجوم سوري مباغت على الدولة العبرية بأسلحة الدمار الشامل لاستجلاب عطف الشعوب العربية وإحراج الأنظمة في المنطقة قبل وصول نظام الأسد في انهياره إلى الحضيض, إلا أن هناك ما يشبه محاولات إسرائيل لاستجلاب مثل هذا الهجوم في الجولان أو عبر جنوب لبنان بواسطة "حزب الله" الذي تؤكد المعلومات ان الاسد سلمه في يونيو الماضي كمية من صواريخ" سكود-سي" يمكن ان تزود برؤوس كيماوية, من اجل تبرير تدمير ما تبقى من قوى عسكرية سورية والبرامج الكيماوية والبيولوجية والصاروخية وما بوشر بإنشائه من برنامج نووي في شمال دمشق, والقضاء على ترسانة "حزب الله" الصاروخية التي من الممكن أن تكون احتوت أخيراً على حشوات كيماوية مستقلة لتزويد صاروخ "سكود سي" بها, وهو ذو مدى الـ150 كيلومترا القادر على بلوغ تل أبيب وغيرها من المدن الاساسية الاسرائيلية".
وأعرب الخبير البريطاني في اسلحة الدمار الشامل عن قناعته بأن "أي استخدام سوري لهذه الاسلحة سيؤدي الى أوسع خراب وأكبر أعداد قتلى وجرحى في تاريخ سوريا والشرق الاوسط, بحيث ستتحول محافظات سوريا بكاملها مناطق محروقة لا يمكن السكن فيها لعشرات السنين", مشيراً إلى أن "الدولة العبرية تجد الآن سوريا وحيدة محاصرة, وتؤكد أن الأسدين الأب والابن إذا كانا استطاعا العيش من دون اقليم اسكندرون الذي ضمته تركيا في النصف الاول من القرن الماضي, فعلى بشار ومجموعته العلوية البعثية ان يعتادا العيش من دون الجولان الذي باشرت حكومة نتانياهو البحث فيه عن النفط والغاز, ما يعني ضمه نهائيا الى اسرائيل".
واضاف الخبير ان "الأسد يمتلك ما بين 700 و800 صاروخ من نوع "سكود-سي" بعيد المدى حامل الرؤوس الكيماوية, إلا ان مخاوف اسرائيل والغرب منصبة على امكانية وقوع هذه الصواريخ او بعضها على الاقل في ايدي عصابات الارهاب والسلفيين مثل "حزب الله" وتنظيم "القاعدة" أو المجموعات الملحقة بهما, خصوصاً ان ما حصل في ليبيا بعد سقوط القذافي جدير بأن يتوقف العالم عنده, وهو ان بعض الترسانات النوعية نهبت على ايدي تلك العصابات وخصوصا ترسانة صواريخ ارض – جو المحمولة على الكتف من طراز "سام-7" السوفياتي الصنع المضاد للطائرات, والتي حصل حزب الله وحركة حماس الفلسطينية على نصيبين كبيرين منها عبر الحدود الليبية – المصرية والمصرية – الفلسطينية وعبر البحر الى لبنان".
وأكد الخبير "ان بعض هذه الصواريخ المضادة للطائرات ظهر أخيراً في الصراعات المسلحة الدائرة في دولتي مالي والنيجر في افريقيا".
اضف تعليق