الرئيسية » رئيسى » لهذه الأسباب يجب على “السنة “فى لبنان دعم الفيدرالية
الرأي تقارير ودراسات رئيسى

لهذه الأسباب يجب على “السنة “فى لبنان دعم الفيدرالية

على وقع الانهيارات المتلاحقة فى لبنان ..عاد الحديث حول وجوب الانتقال إلى نظام سياسى جديد قائم على اللامركزية او الفيدرالية ليحتل صدارة الجدل مجدداً كحل لمشكلات البلاد المستعصية والتى لاتبدو أى بوادر لتجاوزها والخروج من عنق الزجاجة

وعلى الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها الفدرالية حلاً لأزمة لبنان إذ يعود هذا المقترح لحقبة ما قبل الحرب الأهلية حيث كان حينها محل نقاش بين السياسيين المسيحيين والأحزاب المسيحية وقدم الرئيس كميل شمعون فى الخمسينات خطة مفصلة للبنان الفيدرالي، فى حين عرضت الجبهة اللبنانية، مشروعًا فيدراليًا خلال الحوار الوطني اللبناني في لوزان عام 1984. بيد أن الحرب الأهلية اللبنانية انتهت بتوقيع الأطراف المتناحرة اتفاق الطائف،ووضع أركان النظام السياسي الحاليّ على قواعد طائفية محضة.

لكن مع تأزم الأوضاع والمخاوف من تكرار تجربة الحرب الأهلية المؤلمةومع فقدان الأمل في الحلول القديمة التقليدية تبدو الفيدرالية الآن خياراً منطقيً وخارطة طريق ملائمة تتعاطى مع معظم الأسئلة والتحديات الديموغرافية إلى جانب السياسية والاقتصادية لاسيما وأن النظام الطائفي الراهن يحول دون نشوء مواطنية لبنانية من خارج القيود الطائفية، وبالتالي فإن الانقسام السياسي، يتجلى أيضا من خلال الانقسام الطائفي، وحتى المناطقي.

قد يظن البعض أن الفيدرالية هى مطلب خاص بالنخب المسيحية والتى ترى فيها حلاً للابتعاد عن واقع النظام السياسي اللبناني الحاليّ والذى أفضى إلى تعاظم قوة حزب الله وزيادة نفوذه داخليًا وخارجيًا ومن ثم الإخلال بالتوزان بين الأقليات الدينية وضعف مكوناتها هو ما انعكس مباشرة على عدم الاستقرار في الدولة.

غير أن تعقب مسارات نفوذ الحزب وما آلت إليه أوضاع لبنان من فساد وفشل وارتهان تجعل الفيدرالية مطلباً عاما لجميع الطوائف إذ يمكن القول أن السنة من أكثر الطوائف اللبنانية احتياجاً لها وذلك لعدة أسباب لعل ابرزها أنهم لايملكون قوى إقليمية تساندهم على غرار الشيعة وحزب الله ,يضاف إلى ذلك حالة التشظى وافتقار قيادتهم لرؤية سياسية واضحة .

كما أسهم التوزيع المناطقى السىء وعدم امتلاكهم عمقاً ريفياً فى حالة الانقسام التى تعيشها الطائفة السنية إذ لم يستطع أى زعيم سنى على مدار تاريخ البلاد فى تخطى تللك المعادلة باستثناء رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى وبالتالى فإن خيار الفيدرالية قد يكون الوصفة السحرية لبعث التيار السنى مجدداَ.

إن تطبيق الفيدرالية سيجبر المتناحرون داخل التيار السنى على التوحد ضمن إطار سياسي مختلف يستند إلى أسس ديمقراطية تطبق معايير تداول السلطة بعيدًا عن المحاصصة الطائفية وصفقات الغرف المغلقة التي يدفعهم إليها الهيكل السياسي العنصري للسلطة في البلاد.ولن تكون هناك حاجة إلى الوقوف بوجه مكون آخر على غرار “حزب الله”لأنه سيبقى حرًا في إدارة مناطقه كما يشاء، وستكون الطوائف الأخرى حرةً أيضًا في إدارة شؤونها الخاصة في مناطقها، ويتوحد الجميع داخل حكومة فيدرالية ومجلس تشريعي يراعي مصالح كل الأقليات

بإيجاز شديد “الفيدرالية هى القاسم المشترك بين كل الطوائف اللبنانية نظرا لاستحالة إيجاد قواسم مشتركة بين مشروعي “حزب الله” والدولة وبالتالى هى حل جذري لكرة اللهب و “الحرب المرتقبة وأيضاً لشريك في الوطن الذي لا يمكن التعايش معه