قالت ليبيا أمس الأحد إنها بصدد إرسال وفد الى موريتانا للضغط من اجل تسليم عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي ودعت الشرطة الدولية (الانتربول) الى تسليمه لتعزيز حكم القانون في ليبيا.
والسنوسي (62 عاما) هو آخر مساعدي القذافي المهمين الهاربين منذ الاطاحة به وقتله في انتفاضة شعبية العام الماضي. والقي القبض عليه في موريتانيا بعد وصوله ليل الجمعة على طائرة قادمة من المغرب.
وقالت مصادر في موريتانيا ان السنوسي احتجز في مقر جهاز الامن في العاصمة نواكشوط وقالت مصادر دبلوماسية انه كان يحمل عند القبض عليه عددا من جوازات السفر المزيفة.
وعلى الرغم من تأييد الانتربول الا أن الحكومة الانتقالية الليبية قد تواجه معركة قانونية شرسة مع فرنسا والمحكمة الجنائية الدولية بشأن تسليم السنوسي حيث يطلبه الجانبان لمحاكمته.
والسنوسي الذي ظل لعشرات السنين مثيرا للخوف والكراهية بين كثير من الليبيين مطلوب امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية بسبب هجمات قوات الامن على المحتجين ضد القذافي خلال الانتفاضة التي استمرت ثمانية اشهر.
وقال الانتربول الذي يوجد مقره الرئيسي في ليون بفرنسا انه اصدر مذكرة اعتقال بحق السنوسي بناء على طلب ليبيا تدعو الدول الاعضاء في المنظمة الى القبض عليه اذا وجد على اراضيها بتهم الاحتيال وجرائم اخرى من بينها اهدار المال العام واساءة استخدام السلطة.
وقال متحدث حكومي ليبي يوم السبت ان طرابلس ارسلت طلبا لتسليم السنوسي من خلال الانتربول كما قدمت فرنسا طلبا بتسليمة حسب ما أعلن مصدر رئاسي فرنسي.
وكان الانتربول قد أصدر في وقت سابق مذكرة اعتقال في سبتمبر ايلول 2011 بحق السنوسي بناء على طلب من المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وقال رونالد نوبل رئيس منظمة الشرطة الدولية "الانتربول الزم نفسه بدعم الجهود الليبية لتحقيق هدفها في اعادة بناء البلاد وارساء حكم القانون ومن الواضح ان طلبهم اصدار مذكرة اعتقال من الانتربول بحق السنوسي يعني اظهار التزامهم تجاه تعاون الشرطة والقضاء الدوليين.
"استهداف واعتقال هؤلاء المشاركين في اساءة استخدام المال العام ومحاسبتهم على تصرفاتهم امام المحاكم سيساعد ليبيا على تحقيق هدفها".
وتجد الحكومة الانتقالية صعوبة في السيطرة على الميلشيات التي كان لها دور رئيسي في اسقاط القذافي والقبائل وهو ما اثار الشكوك في انها لن تكون لديها القدرة على ضمان محاكمات عادلة للنظام السابق.
لكن طرابلس اكدت ان السنوسي سيحظى بمحاكمة عادلة بينما اكدت فرنسا انها ساهمت في القبض عليه في موريتانيا وطالبت بتسليمه اليها لمحاكمته على تفجير طائرة فرنسية فوق النيجر عام 1989 قتل فيه 54 فرنسيا.
اضف تعليق