الرئيسية » تقارير ودراسات » مؤتمر بغداد ..هل يكون الخطوة الاولى نحو شرق أوسط جديد ؟
تقارير ودراسات رئيسى

مؤتمر بغداد ..هل يكون الخطوة الاولى نحو شرق أوسط جديد ؟

(L to R) French President Emmanuel Macron, Saudi Foreign Minister Faisal bin Farhan, Iraq's Prime Minister Mustafa al-Kadhemi, Turkey's Foreign Minister Mevlut Cavusoglu, Jordan's King Abdullah II, Arab League Secretary General Ahmed Aboul-Gheit, Egypt's President Abdel Fattah al-Sisi and secretary-general of the Gulf Cooperation Council (GCC) Nayef al-Hajraf pose for a group picture after the meeting in Baghdad on August 28, 2021. (Photo by Ludovic MARIN / POOL / AFP)

وسط تمثيل واسع ورفيع المستوى لم يشهده العراق منذ عقود، اختتم مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بالتأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية.

 

الحكومة العراقية تراهن على هذا المؤتمر لتحقيق أهداف عدة في مقدمتها خفض التوتر في المنطقة، لا سيما في ظل المشاركة الإيرانية والسعودية، وهنا أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن بلاده احتضنت في السابق اللقاءات بين السعودية وإيران كاشفا أن هذه اللقاءات مستمرة..

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بكلمته بافتتاح المؤتمر إن “هذا المؤتمر يعقد في ظرف حساس وتاريخي ليمثل زخما جديدا لمساعي العراق بتوطيد علاقاته الخارجية على أسس التعاون والتضامن والتفاهم المشترك والعلاقات الأخوية والمصالح المشتركة”.

ووجهت الحكومة العراقية، خلال الأيام الماضية، الدعوات الرسمية لقادة دول كل من تركيا، وإيران، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وقطر، والكويت، والإمارات العربية المتحدة لحضور القمة.

وأعلنت فرنسا حضور الرئيس إيمانويل ماكرون القمة، وسيمثل الكويت رئيس مجلس وزرائها الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.

إن انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة قادة دول (فرنسا والكويت وقطر والأردن ومصر والإمارات والسعودية وإيران) يجسد رؤية ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع دول العالم مبنية على أسس التعاون، والتكامل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتغليب لغة الحوار والشراكات والاحترام المتبادل

اختيار بغداد يعد خطوة هي الأبرز والأكثر تأثيراً منذ عام 2003، لإعادة العراق الى محيطه العربي والدولي بعد أعوام من العزلة ومحاولة جرّ البلاد إلى المحور الإيراني بشكل كامل.

كما ان التوقيت له دلالات هامة  حيث يرى عدد من المسؤولين العراقيين أن عقد “مؤتمر بغداد” في ظل الظروف التي يعيشها البلد حالياً من صراع سياسي كبير، يسبق الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، نجاح لحكومة مصطفى الكاظمي في إعادة العراق إلى أن يكون محطة مهمة لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

 

العراق من جانبها  تحاول أن يكون ساحة إلتقاء وحاسة تقارب وأن يلعب دور الوسيط بين الدول، وأن يقوم بتهدئه الأمور في المنطقة في ظل التصاعد الذي بدء في منطقة الملاحة البحرية بالخليج العربي”. فالدور الذي تلعبه العراق الآن بدعوتها لهذا المؤتمر من الممكن أن يعكس طمأنه لكل دول المنطقة بأن العراق سيكون ساحة للوساطة والتنسيق مع مختلف دول المنطقة، وهذا سيعزز دور العراق المنطقة، وسيكون المؤتمر فاتحة للعديد من المؤتمرات الأخرى تركز على مشاكل دول المنطقة بوصف العراق منصة للحوار، والنقاش والتسويات”.

 

حضور إيران قد يكون بادرة لحس النوايا ا خاصة أن الرئيس الإيراني الجديد تنظر له في الغرب على إنه يمثل تيار متشدد في إيران وهناك تخوفات من سياساته الخارجية، لذلك فهو يريد أن يقدم للمجتمع الدولي حسن نواياه وانفتاحه للحوار والتفاوض.

ربما تكون إيران فى  حاجة ماسة إلى علاقات هادئة مع دول الجوار ، لكن العقيدة الإيرانية التي لا تزال سائدة في نظام الدولة لدى طهران، قد تشكل مانعا رئيسيا في بناء هذه العلاقة، لأن العقيدة السياسية في طهران تتعارض حتى مع السياسة الدولية، التي تعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتي تعني أيضا التمدد السياسي والاستراتيجي داخل دول الجوار، وبشكل خاص الدول العربية.

 

هذا المؤتمر لن يعلق عليه آمال كبيرة بحلحلة الأمور بقدر أن يكون بداية لشكل من أشكال التنسيق أو قناة للحوار والتفاهم على الملفات المستعصية في المنطقة والخلافات في الرؤى والتوجهات بين قادة الدول وبشكل خاص بين إيران ودول الخليج

المصدر : وكالات