قال "ماريو دراجي" ان البنك المركزي الأوروبي قد يضطر إلى اتخاذ تدابير استثنائية في بعض الأحيان من أجل تنفيذ تعهدات تقع في نطاق مسؤوليته للحفاظ
على استقرار الأسعار، وهو ما يمثل ردا على انتقادات ألمانية لبرنامج شراء السندات الذي يعد البنك خطة بشأنه.
وقال "دراجي" أيضا من خلال مقال راى ان البنك سيواصل القيام بكل ما هو ضروري من أجل ضمان استقرار الأسعار.
وشدد "دراجي على ان المركزي الأوروبي "سوف يبقى مستقلا، وسوف يتصرف دائما في حدود مسؤولياته".
وكان البنك المركزي الأوروبي قد قام بنشر المقال على موقعه بالإنترنت اليوم قبل ساعات من لقاء تم بين المستشارة "انجيلا ميركل" ورئيس الوزراء الإيطالي
"ماريو مونتي".
وقد أشار "دراجي" في مقالته إلى "انه يجب ان يبقى مفهوما ان الوفاء بالمسؤولية يتطلب في بعض الأحيان تجاوز مستوى أدوات السياسة النقدية".
وكانت ألمانيا قد عبرت عن معارضتها الشديدة لبرنامج شراء السندات الحكومية من قبل المركزي الأوروبي بعدما ألمح "دراجي" إلى ذلك في وقت سابق من هذا
الشهر، في الوقت الذي يستهدف البرنامج خفض تكاليف اقتراض اسبانيا وايطاليا من الأسواق.
وفي هذا الصدد تبقى الأسواق متلهفة لنتائج اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم السادس من سبتمبر/أيلول، وسط توقعات بكشف النقاب عن برنامج شراء
السندات، في الوقت الذي قد ينتظر فيه "دراجي" ريثما تعلن المحكمة الدستورية العاليا في ألمانيا قرارها بشأن شرعية صندوق الإنقاذ الأوروبي الدائم.
وكان رئيس البنك المركزي الألماني "ينس ويدمان" قد حذر من تحول شراء السندات السيادية إلى ما يشبه "الإدمان" في مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" مطع
هذا الأسبوع، حيث يرى ان تلك السياسة تشبه تمويل ديون الدول عن طريق طباعة النقود.
لكن الآمال المتعلقة بإعلان خطة شراء السندات ساهمت بالفعل في تهدئة الإضطراب في أسواق الدين الأوروبية إلى حد ما خلال الفترة القليلة الماضية، بالتزامن
مع تراجع تكلفة اقتراض اسبانيا وايطاليا في مزادات شهدتها الأسواق هذا الأسبوع.
وكان "دراجي" قد واصل دفاعه عن استقلالية المركزي الأوروبي قائلا : ان البنك ليس ليس مؤسسة سياسية، لكنه يبقى ملتزما بمسؤوليته كمؤسسة ضمن
نطاق الإتحاد الأوروبي.
"وعلى هذا النحو، فإننا لا نغفل عن مهمتنا لضمان عملة قوية ومستقرة، فالأوراق النقدية التي نصدرها تحمل العلم الأوروبي، وتمثل رمزا قويا للهوية
الأوروبية".
اضف تعليق