تظاهر مئات الالاف من المصريين بميدان التحرير وسط القاهرة الجمعة تحت شعار "جمعة العزة والكرامة" أو "جمعة الغضب الثانية"، مطالبين بتنفيذ باقي مطالب الثورة المصرية.
ورفض المتظاهرون، وجود أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وسطهم، مطالبين إياهم بتفكيك منصة أقاموها في الجانب المؤدي من الميدان إلى مسجد عمر مكرم.
واعتبروا أن الجماعة وحزبها "الحرية والعدالة" خانوا دماء شهداء الثورة وتحالفوا مع المجلس العسكري وحصلوا على الأغلبية النسبية بمجلس الشعب (البرلمان)، مرددين هتاف "الثورة مستمرة والخاين يطلع برة".
وانقسم المجتمعون بميدان التحرير حول منصة حزب الحرية والعدالة بسبب قيامها بالاحتفال بالثورة، وهو ما رفضه الكثير من الحركات السياسية المشاركة بالتظاهرة، مؤكدة أن الاحتفال بالثورة سيأتي بعد أن تتحقق كافة مطالبها، وقال سامح عبد الله أحد المسؤولين عن منصة الإخوان: "جئنا للاحتفال بالثورة، واحتواء أي مشكلة قد تتصاعد داخل الميدان بالإضافة لتأمينه".
ويبرر مؤيدو بقاء المجلس العسكري في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية بأن المجلس استطاع إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، وأنه يسير في طريق تسليم السلطة كاملة للمدنيين بعد أن سلم صلاحياته التشريعية للبرلمان المنتخب، لكن متظاهرين رافضين لموقف الإخوان رفعوا أحذيتهم أمس، أمام منصة الإخوان بقلب ميدان التحرير اعتراضا على موقف الجماعة، مرددين "بيع.. بيع الثورة يا بديع" في إشارة إلى المرشد العام للإخوان، واصفين موقف الجماعة بالمتذبذب بحسب تعبيرهم، وأنهم يركزون على المكاسب الانتخابية التي حققوها لتعزيز سلطتهم داخل البرلمان مبتعدين عن مطالب الثورة.
ونصب المتظاهرون بالتحرير محكمة ثورية رمزية بالميدان لمحاكمة قتلة الثوار والتعبير عن سخطهم على بطء محاكمة رموز النظام السابق، وقررت هيئة المحكمة الثورية بالميدان إحالة أوراق كل من سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق، والنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، إلى مفتي الديار المصرية، ومصادرة جميع أموالهما.
واكتظ الميدان بأكثر من مائتي ألف انتشروا بمختلف أرجاء الميدان، وأقاموا 4 منصات كبيرة وُضع فوقها مكبرات صوت، ورفعوا عشرات اللافتات بمحيط الميدان وبداخله حملت مطالب بتسريع محاكمات قتلة متظاهري ثورة 25 يناير، ورحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة وتسليمها إلى إدارة مدنية.
كما حملت اللافتات مطالب بتطهير مختلف أجهزة الدولة خاصة القضاء ووسائل الإعلام الرسمية وإقالة المنتمين للنظام السابق.
وردَّد المتظاهرون هتافات "يسقط يسقط حُكم العسكر"، و"قول ما تخافشي.. المجلس لازم يمشي" في إشارة إلى المجلس العسكري، و"ثورة ثورة حتى النصر ثورة في كل شوارع مصر".
كما تظاهر مئات الآلاف من المصريين في الميادين الرئيسية بمحافظات السويس، والأسكندرية، والإسماعيلية، والشرقية، والغربية، وكفر الشيخ، وأسيوط، والمنيا.
ويشارك في تظاهرات اليوم ممثلون وأعضاء من 50 حزباً وحركة وائتلافاً سياسياً، أبرزهم أحزاب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، "مصر الحرية"، و"التحالف المصري"، و"المساواة والتنمية"، و"التيار المصري"، و"المصري الديمقراطي الاجتماعي"، وحركات "ثورة الغضب الثانية"، و"اتحاد شباب ماسبيرو"، و"حملة كاذبون"، و"الجبهة الحرة للتغيير السلمي".
ويُحاول المتظاهرون اليوم التذكير بأهم أيام ثورة 25 يناير وهو يوم الجمعة الموافق 28 يناير/كانون الثاني 2011 المعروف بإسم "جمعة الغضب" الذي تم خلاله إحراق معظم أقسام الشرطة والمقار الأمنية والمبنى الرئيسي للحزب الوطني (المنحل) والتي تمثِّل أدوات النظام المصري السابق الأمنية والسياسية.
وتمكن المتظاهرون من إجبار الرئيس السابق حسني مبارك على ترك السلطة بعد 18 يوماً من الاحتجاجات السلمية، وبعد أن "استشهد" 846 متظاهراً وأصيب نحو ثلاثة آلاف أخرون بعضهم أصيب بعاهات مستديمة.
اضف تعليق