الرئيسية » أرشيف » مشعل يعتزم التنحي عن زعامة حماس
أرشيف

مشعل يعتزم التنحي عن زعامة حماس

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السبت إن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس التي تسيطر على قطاع غزة لن يسعى إلى إعادة انتخابه عندما يجري تصويت لاختيار قيادة الحركة في وقت قريب.

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في غزة "الأخ خالد مشعل أخبر مجلس الشورى عن رغبته عدم الترشح لرئاسة المكتب السياسي للحركة في الدورة القادمة … والأمر في النهاية سيخضع لقرار الحركة بشكل عام".

وقال "الاخ خالد مشعل أراد تكريس مبدأ الديمقراطية وتوريث التجربة وضخ دماء جديدة."

ويتخذ مشعل (55 عاما) من دمشق مقرا له منذ عام 2001 خوفا على سلامته وبسبب القيود على التحرك في غزة. وهو يلقى دعم ايران لزعامة الحركة منذ عام 1996 ويتولى مسؤولية المكتب السياسي لحماس.

وسيطرت حماس على قطاع غزة من القوات الموالية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تهيمن على الضفة الغربية المحتلة في أعقاب اشتباكات وقعت في عام 2007.

واتفقت حماس وفتح على دفن خلافاتهما وإنهاء العداء بينهما باتفاق مصالحة في العام الماضي لكن الاتفاق لم ينفذ حتى الآن لا نصا ولا روحا.

وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حماس جماعة إرهابية تعارض السلام ولم تنبذ العنف ضد ما تطلق عليه "الكيان الصهيوني". وقالت إسرائيل إن حكومة الوحدة الفلسطينية التي تضم حماس ستنهي أمال السلام.

ويرى مؤيدو مشعل بين الفلسطينيين وفي الدول العربية انه زعيم عملي حصل على تأييد سياسي في الداخل ودعم مالي من الخارج للحركة التي تأسست في عام 1987 .

وتلقي إسرائيل باللوم على مشعل في التخطيط لهجمات قتل فيها مئات من جنودها وسكانها المدنيين. وفي عام 1997 تعرض لمحاولة اغتيال من جانب عملاء للمخابرات الإسرائيلية (الموساد) وهو حادث سبب صدعا في العلاقات الإسرائيلية الأردنية.

وأجبر العاهل الأردني الراحل الملك حسين إسرائيل على إرسال ترياق للسم القاتل الذي أعطى لمشعل والإفراج عن مؤسس الحركة أحمد ياسين من السجن في عام 1997 . واغتالت إسرائيل ياسين في غارة جوية في 2004 .

وعاد كثيرون من أعضاء حماس الذين كانوا يقيمون في سورية إلى غزة في الآونة الأخيرة فيما تجري الحركة تقييما لمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الذي يغرق في انتفاضة دامية مستمرة منذ عشرة اشهر.
ورفضت حماس أن تؤيد الأسد علانية.

وقال محلل سياسي في غزة انه إذا تم تغيير مشعل فان الخلافات الداخلية الخافية ستظهر على السطح وان زعماء حماس في غزة قد يتولون سلطات صناعة القرار من أولئك الذين في المنفى.

وقال هاني حبيب لرويترز "إذا أصر مشعل على قراره في التنحي فان ذلك سوف يفتح مجالا لظهور مراكز القوى وقضية من يقود حماس ما بين قيادات حماس في غزة وأولئك المتواجدين في الخارج."

وقال ان النزاعات بين الزعماء في غزة والخارج تفاقمت بعد ان اغضب مشعل اولئك الذين في غزة بموافقته على المصالحة مع فتح ومنح عباس عاما ليواصل محادثات السلام مع إسرائيل.

وقال حبيب انه لا يتوقع خليفة لمشعل أكثر راديكالية.

وقال "في كل الأحوال فأنني اعتقد إن التوجه العام لدى حركة حماس والإسلام السياسي في العالم المحيط بنا اليوم يظهر مزيدا من المرونة نحو التفاعل مع العالم الخارجي."