خلافات وتوافقات تشهدها الساحة السياسية في مصر حول مسودة الدستور التي تناقشها الجمعية التأسيسية، حيث يحشد الإسلاميون للمليونية المقرر لها الجمعة المقبلة تحت اسم مليونية "إنقاذ الشريعة" رغم الخلاف بينهم في وقت تتزايد فيه القوى الرافضة للمسودة.
وأكد المتحدث باسم الإخوان المسلمين الدكتور محمود غزلان لـ القبس إن الجماعة لم تحدد حتى الآن المشاركة أو رفض المشاركة في جمعة "الشريعة ومصر في خطر" التي دعت إليها بعض التيارات الإسلامية وعلى رأسها الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية.
وقال: "ستعقد الجماعة اجتماعاً الأربعاء (اليوم) لحسم القرار".
وكانت الجماعة الإسلامية أكدت على مشاركتها مع "ائتلاف الدفاع عن الشريعة الإسلامية" في فعاليات جمعة "الشريعة ومصر في خطر". وفي بيان لهما أمس، أهابت الجماعة وحزب البناء والتنمية "بكل من يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن ينصر شريعته والنزول لميدان التحرير للمشاركة في فعاليات الجمعة المقبلة" من أجل تحقيق عدد من المطالب على رأسها مواجهة تحركات الفلول ودعاة النظام السابق لإجهاض الثورة وللتأكيد على ضرورة استقالة النائب العام والقصاص العادل للشهداء، بينما أكد التيار السلفي المشاركة.
الدعوة السلفية تهاجم الإخوان
وتصاعدت الخلافات بين تنظيمات الإسلام السياسي حول مواد الدستور، حيث اتهم المتحدث الرسمي للدعوة السلفية عبد المنعم الشحات، خلال ندوة له في المدينة الجامعية بالإسكندرية، الإخوان بأنهم لا يريدون تطبيق الشريعة ولا يسعون إلى النص على فرضها وتطبيقها صراحة في الدستور، متوعداً التيارات المدنية والعلمانية بأن الدعوة السلفية لن تسكت عن عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل كامل وأنها ستحشد الشارع.
مجلس القضاء الأعلى
في الوقت نفسه، أكد مجلس القضاء الأعلى رفضه لمسودة الدستور، واوضح أن المسودة تنتقص من صلاحيات القضاء والنيابة وتنال من استقلالهما، وأن هناك ازدواجية لا مبرر لها مع جهات أخرى، فضلاً عن تضمين المشروع مسائل ليس محلها النصوص الدستورية، بل قوانين تصدر من جهات الاختصاص. وسيعقد نادي قضاة مصر جمعيته العمومية غير العادية غداً.
من جانبه، وجه تحالف القوى الثورية الدعوة للاعتصام والمبيت أمام مقر الجمعية التأسيسية بمجلس الشورى بعنوان "هات بطانيتك وتعالى نبات ونعمل حائط بشرى أمام أبواب التأسيسية" لمنع الأعضاء من الدخول والتصويت على مسودة الدستور.
اضف تعليق