وقعت مصر والصين أمس السبت اتفاقا لتطوير مساحة ستة كيلومترات مربعة بنظام (حق الانتفاع) لمدة 45 عاما في منطقة شمال غرب خليج السويس وصفه رئيس الوزراء هشام قنديل بأنه "يعد البداية الحقيقية" للتنمية في تلك المنطقة الحيوية.
واعتبر قنديل في كلمة بمناسبة توقيع الاتفاق المصري الصيني في محافظة السويس نقلها التلفزيون المصري أن الاتفاق "جزء من الحلم المصري لتنمية محور قناة السويس الذي عملت عليه الحكومة المصرية منذ توليها مهامها".
وأشاد بعمل الحكومة على تحويل محور قناة السويس من مجرد ممر مائي إلى مشروع قومي ضخم من خلال خطة تنمية شاملة "حتى لا تكون مناطق صناعية أو لوجستية أو خدمية فقط بل منطقة سياحية متكاملة ومناطق سكنية".
ولفت إلى أن الاتفاق مع شركة (تيدا) الصينية سيوفر مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة والملايين من فرص العمل غير المباشرة ومليارات من الاستثمارات التي ستقدم دخلا للخزانة المصرية.
وأعرب قنديل عن شكره للحكومة الصينية لاستثمارها في الأراضي المصرية لافتا إلى أن هذه المشروعات ستقدم منفعة للجميع نظرا لأن 20 بالمائة من التجارة العالمية تمر من خلال قناة السويس وأن هذا الاتفاق سيجعلها منطقة خدمية.
كما أكد في الوقت نفسه حرص الحكومة المصرية على حل مشاكل "المستثمرين الجادين" نافيا ما تردد بأن الحكومة تهتم بالمستثمرين الأجانب فقط ومؤكدا ان حكومته لن تفرط في حقوق المصريين.
وكان وزير الاستثمار المصري أسامة صالح أوضح في كلمة مماثلة ان اجمالي استثمارات البنية التحتية لتوقيع الاتفاق النهائي مع شركة (تيدا) الصينية لتطوير مساحة 6 كيلومترات مربعة كمنطقة صناعية كبرى يبلغ أكثر من 500 مليون دولار.
وأشار إلى أن التطوير يأتي على ثلاث مراحل فيما ستقوم الشركة أيضا بالترويج لجذب استثمارات صينية أخرى لإقامة ما بين 150 و180 مصنعا بإجمالي استثمارات متوقعة لا تقل عن 5ر1 مليار دولار بالإضافة إلى إقامة مراكز للتدريب تعمل على تأهيل العاملين بالمنطقة على المهارات اللازمة للمشروعات المختلفة. وأوضح ان مصر تخطط ليصل إجمالي المساحة المخصصة للاستثمارات والتنمية في تلك المنطقة المتميزة جغرافيا إلى أكثر من 100 كيلومتر مربع خلال السنوات الثلاثة المقبلة لتسمح بإقامة أكثر من 200 مصنع جديد وتخلق 700 ألف فرصة عمل.
وذكر صالح ان حجم التبادل التجاري بين مصر والصين يصل إلى أكثر من 7 مليارات دولار فيما يبلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في مصر من خلال الاستثمارات والمساهمات في أكثر من 147 مشروعا وشركة ما يزيد على 500 مليون دولار.
من جانبه ذكر السفير الصيني لدى القاهرة سونج ايجو أن توقيع الاتفاق يمثل تعاونا استراتيجيا جديدا بين الصين ومصر كما سيعزز المجال الاقتصادي في مصر ويشجع الاستثمار أيضا فيها.
وكان قنديل استهل زيارته للمنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس بافتتاح وتفقد عدد من المشروعات التي يجري تنفيذها بالمنطقة باستثمارات صينية وذلك في إطار دعم المشروعات الصناعية وجذب الاستثمارات واجتذاب التكنولوجيا المتطورة في مجالات صناعية مختلفة.
اضف تعليق