يعبر معظم اللبنانيين عن خيبة أملهم من التشكيل الحكومي الأخير الذي أعلنه سعد الحريري رئيس الوزراء الذي تسلم الثلاثاء مهامه رسميا.
وقال هؤلاء إنه بم يقدم جديدا وأنهم لا يتوقعون منه شيئا في الوقت الذي أثنى فيه رئيس الوزراء والرئيس اللبناني ميشال عون بإعلان حكومة انتخابات من 30 وزيرا.
ووصل الحريري الثلاثاء إلى السراي الكبير مقر الحكومة في وسط بيروت، حيث كان في استقباله الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل واستعرض حرس الشرف وصافح كبار المسؤولين.
وشكل الرئيس اللبناني ميشال عون والحريري في 18 ديسمبر/كانون الأول حكومة جديدة في لبنان تمثل معظم الأطياف السياسية وجميع الطوائف الدينية، معلقين آمال كبيرة عليها لإنهاء الشلل الذي اصاب البلاد لأكثر من عامين.
وقال الناشط وديع الأسمر المتحدث باسم حملة “طلعت ريحتكم”، إن السياسيين لا يكترثون إلا بأنفسهم ولا يولون الناس اهتماما، معتبرا أن تلك الحكومة هي فرصة ضائعة أخرى للشعب اللبناني.
واعتبر أن “المشكلة الأساسية هي المقاربة السياسية للحكومة فعوض أن تكون المقاربة كيفية خدمة المواطن؟ وكيفية حل مشاكل المواطن؟ لاحظنا أن الحكومة تعطلت 45 يوما لكيفية حل مشاكل السياسيين”، في إشارة إلى الخلافات حول الحقائب الوزارية.
وتابع الأسمر أن على الشعب أن يتطلع للانتخابات المقبلة المتوقع إجراؤها في منتصف 2017 باعتبارها فرصة لتغيير الوضع السياسي في لبنان.
وكانت آخر انتخابات برلمانية جرت في لبنان في العام 2009 ومنذ ذلك مدد مجلس النواب لنفسه مرتين بسبب الخلاف على قانون جديد للانتخابات.
ويتفق مع الأسمر في الرأي مهاجر لبناني يزور بيروت حاليا يُدعى كريم حمادة.
وقال حمادة إنه لا يتوقع شيئا من هذه الحكومة، مشيرا إلى أنها تشكلت على أساس اعداد قانون الانتخابات وستبقى لستة أشهر لإنجاز هذه المهمة، متسائلا لماذا ستبقى كل هذا الوقت لإعداد قانون الانتخابات.
وانتخب البرلمان اللبناني العماد ميشال عون الزعيم المسيحي البارز والحليف المقرب من حزب الله الجماعة الشيعية المسلحة المدعومة من إيران رئيسا في أكتوبر/تشرين الأول. وأنهى ذلك 29 شهرا من الفراغ في سدة الرئاسة تلاه تكليف الزعيم السني سعد الحريري بتشكيل الحكومة.
وسلطت الصفقة التي أتت بعون إلى سدة الرئاسة الضوء على الدور المتعاظم لحزب الله في لبنان في مقابل تراجع دور السعودية الداعمة الرئيسية للحريري والتي تركز جهودها حاليا على مواجهة النفوذ الإيراني في مناطق أخرى في المنطقة.
ومع ذلك تسبب عدم تأييد بعض السياسيين اللبنانيين البارزين للصفقة في تأخر الحريري في تشكيل أول حكومة في عهد عون.
وقال لبناني آخر من أهل بيروت يدعى رشيد بدرالدين إن الحكومة الحالية هي بالتأكيد افضل من لا حكومة، لكنها في نفس الوقت امتداد للحكومات السابقة وبنفس الأشخاص.
وأدى التناحر الذي تفاقم بسبب الصراع الإقليمي إلى إصابة الحكومة اللبنانية السابقة برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام بالشلل مما تسبب في انهيار العديد من الخدمات الأساسية وإحياء المخاوف من انزلاق البلاد في نهاية المطاف إلى أتون حرب أهلية.
وتتألف الحكومة من 30 وزيرا بزيادة ستة مقاعد عن الوزارة السابقة وتم الإبقاء على جبران باسيل وزيرا للخارجية وهو صهر الرئيس عون وعلي حسن خليل وزيرا للمالية وهو نائب في حركة أمل الشيعية ونهاد المشنوق المنتمي لتيار المستقبل بزعامة الحريري وزيرا للداخلية.
وتضم الحكومة الجديدة أيضا يعقوب الصراف المؤيد للرئيس عون وزيرا جديدا للدفاع وسيزار أبو خليل وزيرا جديدا للطاقة والمياه.
وتضمنت الحكومة الجديدة عددا من الوزارات المستحدثة منها وزارة لشؤون النازحين حيث يقول المسؤولون اللبنانيون إن 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان.
ومن الوزارات الجديدة أيضا وزارة دولة لشؤون محاكمة الفساد ووزارة لشؤون رئاسة الجمهورية ووزارة لحقوق الإنسان ووزارة لشؤون المرأة.
ومن المتوقع أن تعقد الحكومة اللبنانية الجديدة أول اجتماع رسمي لها الأربعاء في قصر بعبدا الرئاسي بحضور الرئيس عون.
اضف تعليق