الرئيسية » أرشيف » هيغ: نظام الأسد "زائل لا محالة"
أرشيف

هيغ: نظام الأسد "زائل لا محالة"

رأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بغداد، أمس، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “زائل لا محالة ومن المستحيل أن يبقى”، مستنكرا ما رأى أنها “مساعدة نشطة” تقدمها طهران الى دمشق، وتشمل إرسال أسلحة عبر العراق، الأمر الذي نفاه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وكان هيغ وصل بغداد الأربعاء في زيارة مفاجئة هي الأولى التي يقوم بها الى العراق منذ توليه منصبه منذ أكثر من عامين. والتقى، بالإضافة الى المالكي، رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، كل على انفراد، وبحث معهم قضايا التعاون الثنائي والأوضاع في المنطقة والأزمة السورية وتأثيراتها في العراق والمنطقة عموماً.

نظام الأسد إلى زوال

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي قال هيغ “نحن متاكدون من ان نظام الاسد زائل لا محالة، وانه من المستحيل ان يبقى (..) بعد ان ارتكب عدد من الجرائم”.

وتابع أنه ناقش مع زيباري “الحاجة للتحول الى سوريا اكثر ديموقراطية واستقرارا، وهذا الطريق الوحيد لتجنب حرب اهلية طويلة او انهيار الدولة السورية او وقوع عدد اكبر من القتلى وزيادة اعداد اللاجئين”، مضيفا “نؤيد تشكيل حكومة انتقالية تعيد السلام والاستقرار الى سوريا”.

الفصل السابع

وفي ما يخص العراق، جدد وزير الخارجية البريطاني دعم بلاده لخروج العراق من الفصل السابع، لافتا الى أن لندن ستعمل على تسوية الخلافات بين بغداد والكويت.

وأبدى هيغ استعداد بلاده لتقديم المساعدة والدعم للعراق والكويت بشكل فاعل لانهاء الملفات العالقة بين البلدين، لكنه أضاف أن الأمر يبقى “مرهونا بجدية البلدين لانهاء هذا الملف وبايفاء التزاماتهما بخصوص قرارات الامم المتحدة”، مؤكدا أن الجانبين سيعقدان لقاءات أخرى اثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

من جانبه ذكر زيباري أنه ناقش مع نظيره البريطاني مدى مساهمة دور لندن في مساعدة العراق في الخروج من بعض أحكام الفصل السابع والعقوبات الدولية المفروضة عليه تحت هذا البند “والذي ستتم متابعته في لقاءات مقبلة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة التي ستعقد نهاية الشهر الحالي”.

وقال زيباري “اتفقنا على عملية انتقال سياسي ديموقراطي وتحقيق نظام ديموقراطي تعددي ممثل لكل فئات الشعب السوري (…) وان يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه من دون تدخل اجنبي”.

تهريب سلاح للأسد

وفي مؤتمر صحفي ثان في البرلمان العراقي، قال هيغ ردا على سؤال حول تقارير تفيد أن إيران ترسل أسلحة الى نظام الأسد عبر العراق “نحن نعارض تماما أي شحنات أسلحة ترسل من إيران الى سوريا”، مستنكرا ما وصفه بـ”المساعدة النشطة” التي تقدمها إيران لنظام الأسد “حتى يقمع شعب سوريا”.

وكان ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي حذروا (الأسبوع الماضي) رئيس الوزراء العراقي خلال زيارة لبغداد من استغلال إيران للأجواء العراقية، لنقل أسلحة ومعدات لدعم النظام السوري.

إلا أن المالكي أكد خلال لقائه هيغ أن “العراق باشر منذ بداية الأزمة بتطبيق اجراءات مشددة تمنع تسرب السلاح والمسلحين عبر الاراضي او الاجواء العراقية”.

وأعاد المالكي الدعوة الى “حل سلمي يضمن تحقيق اهداف الشعب السوري عبر حكومة انتقالية تدعو الى انتخابات حرة ونزيهة”، محذرا من “انتشار السلاح والعنف”.

ويدعو العراق الى حل سلمي للنزاع في سوريا، ويرفض تسليح قوى المعارضة السورية وفكرة التدخل الأجنبي العسكري في هذا البلد المجاور. وغالبا ما يحذر المسؤولون العراقيون من تداعيات النزاع الدامي في سوريا على الوضع الامني الهش في بلادهم.

وكان العراق اقترح خلال قمة عدم الانحياز في طهران قبل نحو أسبوعين “مبادرة لحل الأزمة السورية” تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات الشعب السوري، على ان تتفق الاطراف كافة على شخصية ترأسها.