أثارت حملة "وطن نظيف" التي دعا اليها حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي للإخوان المسلمين، تحت رعاية ودعم مؤسسة الرئاسة في مصر، ردود أفعال متباينة بالشارع المصري خلال الفترة الأخيرة، منذ بدء الحملة فعليًا الجمعة الماضية.
وهي حملة تحض المصريين على النزول إلى الشارع من أجل رفع تلال القمامة المتراكمة في الشوارع بهدف التغلب على تلك المشكلة العصيبة، بإسهامات من المواطنين أنفسهم في تحقيق مستهدفات برنامج النهضة خلال الـ100 يوم الأولى، والتي تستهدف التغلب على خمس مشكلات رئيسة هي: "القمامة، والخبز، والمرور، والأمن، والوقود".
وشدد مؤيدو تلك الحملة على ضرورة عودة روح 25 يناير مُجددًا وتكاتف المصريين جميعهم من أجل تحقيق حلم "وطن نظيف" بعد تفاقم إشكالية القمامة بصورة لافتة للنظر؛ الى درجة أن كافة الأنظمة السياسية والحكومات فشلت في التعامل معها، حتى مع استقدام شركات أجنبية لرفع القمامة وجمعها من المنازل يوميًا، مشيرين في الوقت ذاته إلى ضرورة اشتراك المواطنين في مثل تلك النوعية من الحملات التنموية من منطلق "المسؤولية الاجتماعية" لكل أفراد المجتمع.
دعم مرسي
وفي المقابل، فإن المعارضين لتلك الحملة يرون أنه من الممكن الاستعانة بمجهودات الشارع عبر طرق اخرى، خاصة أن لمهمة جمع القمامة إدارة تقوم على تنفيذها، "ولا يجوز أن يقوم أفراد المجتمع بالسطو على مهام ووظيفة آخرين لا يقومون بدورهم"، على حد وصفهم، مؤكدين في الوقت ذاته أن الحملة في الأساس جاءت من حزب الحرية والعدالة، التابع للإخوان المسلمين، للتأكيد على دعم مرسي ومحاولة مساعدته على تحقيق مستهدفات الـ100 يوم الأولى من ولايته.
ويقول محمد عطية، موظف 42 عاما، إنه شارك في الحملة "لا من أجل دعم أي تيار سياسي أو فكري، لكن من منطلق إيمانه الكامل بضرورة المشاركة في تجميل وتنظيف الشوارع المصرية، خاصة في ظل كون تلال القمامة المتراكمة تستعصي على شركات القمامة"، مستطردا: "توجبت مشاركتنا في إنجاز تلك المهمة، ولو لأسبوع واحد فقط من منطلق المسؤولية الوطنية، وهذا لا يهمش دور رجال جمع القمامة أو يعد سطوًا على وظيفتهم أو مهمتهم".
ويرى عطية أن تلك الحملة ما هي إلا "رسالة دالة على كون الشارع المصري يتكاتف من أجل مستقبل أفضل، وأن روح 25 يناير لا تزال مستمرة بين كافة أطياف المجتمع المصري"، مردفا: "الدليل على أن الحملة لم تكن من أجل تلميع أو تحسين صورة حزب سياسي بعينه، هو أن أقباطًا وقساوسة شاركوا فيها، ما يعني أنها لم تكن مقصورة فقط على فصيل بعينه مثلما أشيع، حيث يشارك فيها المصريون كافة".
إلا أن سهير البنداري، ربة منزل، أكدت ضرورة أن "يلتزم كل مواطن مصري بمسؤولياته، وأن يقوم كل من المصريين بأعمالهم"، مضيفة أن "العمل في الكثير من المصانع متوقف، أو الانتاج أقل بكثير، مقارنة بالإنتاج قبل ثورة 25 يناير، ما يعني أن هناك ضرورة لتبني حملات أقوى لعودة العمل والعمال ودعم الانتاجية، بما فيهم عمال النظافة أيضًا".
اضف تعليق