الرئيسية » أرشيف » ولادة متعثرة لاتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس ونتنياهـو يحـذر: هدنـة بشروطنـا أو اجتيـاح غـــزة
أرشيف

ولادة متعثرة لاتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس
ونتنياهـو يحـذر: هدنـة بشروطنـا أو اجتيـاح غـــزة

تضاربت الأنباء خلال الساعات الماضية حول قرب التوصل إلى اتفاق لـ"التهدئة" في قطاع غزة، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فيما أكد مكتب الرئيس المصري، محمد مرسي، مساء أمس الثلاثاء، أن القاهرة ليس لديها خطة للإعلان عن اتفاق بهذا الشأن الليلة.

وواصل مسؤولون مصريون جهود الوساطة الرامية للتوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد عمليات قصف جوية وصاروخية متبادلة، بين الجيش الإسرائيلي وجماعات فلسطينية مسلحة، منذ الأربعاء الماضي، أسفرت عن سقوط 135 شهيداً على الأقل في الجانب الفلسطيني، إضافة إلى 5 قتلى من الإسرائيليين.

وبعد قليل من تصريحات للرئيس المصري قال فيها إن "مهزلة العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة ستنهي اليوم "أمس"، ذكرت مصادر متطابقة في كل من حركة حماس وفي الحكومة الإسرائيلية أنه من المنتظر أن تعلن القاهرة عن اتفاق "تهدئة" بين الجانبين، اعتباراً من التاسعة من مساء أمس الثلاثاء، بالتوقيت المحلي.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية قولها، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، إنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق، إلا أنها أضافت أن "الساعات المقبلة ستكون حاسمة"، وأشارت إلى أن الاتفاق المزمع قد يفرض على حماس تهدئة لمدة طويلة، وبآلية مراقبة ثلاثية، تضم ممثلين من إسرائيل ومصر والولايات المتحدة.

كما ذكرت الإذاعة العبرية أن الحكومة الإسرائيلية تستعد لمواجهة "احتمال انهيار الاتفاق في غضون أيام"، مشيرةً إلى أنه سيتم الإبقاء على انتشار القوات قرب الحدود مع غزة، لتكون "قادرة على الرد على أي ممارسات فلسطينية عند الحاجة".

من جانبه، نقل المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حركة حماس، عن مصادر وصفها بأنها "رفيعة المستوى" قولها إنه لم يتم التوقيع على أي اتفاق تهدئة من الأطراف الفلسطينية بشكل نهائي، ولفتت إلى أنها "في انتظار رد العدو الصهيوني على شروط المقاومة".

وكانت مصادر إسرائيلية قد أعلنت، في وقت سابق أمس الثلاثاء، عن اتخاذ قرار بـ"تعليق" عملية برية في قطاع غزة، إفساحاً للمجال أمام المفاوضات الرامية إلى "التهدئة"، بينما قال قيادي في حركة حماس إن الخلاف بين الجانبين يدور حول التوصل إلى اتفاق من مرحلة واحدة، أو من مرحلتين.

ويسود الترقب الموقف في الشرق الاوسط وخارجه، بعدما قررت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة تعليق شن عملية برية ضد قطاع غزة "مؤقتا"، واعطاء فرصة للجهود التي تقودها مصر للتهدئة.

ووصل عدد الشهداء الى اكثر من 135، والمصابين الى نحو 950، ووجه الامين العام للامم المتحدة بان كي كون نداء جديدا لوقف التدهور، بينما تصل وزيرة الخارخية الاميركية هيلاري كلينتون الى المنطقة اليوم.

واعلن مسؤول اسرائيلي كبير امس "تم اتخاذ قرار التعليق المؤقت للتوغل البري، وذلك لاعطاء الدبلوماسية فرصة لتنجح". اضاف "وقد ناقش الاجتماع الوزاري الخيارين الدبلوماسي والعسكري".

نتنياهو وفسترفيلي والابتزاز
وأمس قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي (الذي توجه بعد ذلك الى رام الله) ان اسرائيل تتطلع الى اتفاق تهدئة "طويل الامد"، يضمن عدم تهريب صواريخ الى اراضي حماس. واوضح "ان المانيا تستطيع ان تلعب دورا ايجابيا في ترتيب طويل الامد، يضمن عدم دخول اسلحة". وتابع "افضل حلا دبلوماسيا، لكن لدينا كامل الحق بالدفاع عن انفسنا، بوسائل اخرى".

هذا وقد التقى بان كي مون مساء امس الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس، بينما وصل الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى غزة على رأس وفد وزاري، يضم خصوصا وزيري خارجية مصر وتركيا.

 
الأمين العام يحذر نتنياهو
قبل ذلك اعلن كي مون في القاهرة أن أي عملية برية ستكون "تصعيدا خطيرا". واوضح في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع د. نبيل العربي، أنه يدعم الجهود التي تقودها مصر، وان "هناك حاجة لاتخاذ خطوات فورية من جانب جميع الأطراف، لتفادي مزيد من التصعيد، بما في ذلك عملية برية، ستسفر عن مزيد من المآسي فقط".

وقال "رسالتي واضحة.. كل الأطراف عليها وقف النار على الفور. إسرائيل لديها مخاوف أمنية يجب أن تحترم بما يتماشى مع القانون الدولي، ولكن شن عملية برية سيكون تصعيدا خطيرا". واشار الى ان "الامين العام د.العربي وانا نتشاطر قلقا عميقا" ازاء خسارة ارواح بشرية.

تحرك أميركي مكثف
في كمبوديا اعلن مسؤول اميركي عن مغادرة كلينتون بنوم بنه، متوجهة الى اسرائيل ومصر ورام الله.

واضاف ان الوزيرة التي ترافق الرئيس باراك اوباما في آسيا، ستلتقي نتنياهو في القدس، وستبحث الازمة مع مسؤولين مصريين في القاهرة، والرئيس محمود عباس في رام الله.

استعدادات للعدوان البري
في هذه الاثناء، واصلت اسرائيل تعزيز قواتها على حدود قطاع غزة، واوضح مسؤول عسكري "اذا رأينا ان الدبلوماسية لم تؤت ثمارا – والوقت الذي منحناه محدود – يجري اتخاذ كل الاستعدادات للهجوم البري العاجل".

في السياق، افاد بيان للكنيست ان لجنة الشؤون الخارجية والدفاع اجتمعت امس، لتصادق على طلب من وزير الدفاع ايهود باراك لاستدعاء 75 الف جندي احتياط.

وتم حشد 16 الف جندي احتياط آخر الاسبوع الماضي، من اصل 30 الف تمت الموافقة عليهم.

مزيد من الغارات القاتلة
ميدانيا، قتل الجيش الإسرائيلي 27 فلسطينيا وجرح العشرات في قطاع غزة، منذ فجر أمس الثلاثاء رغم وجود الوفد الوزاري العربي التركي في القطاع .

وكان من بين القتلى في اليوم السابع للعدوان الإسرائيلي، 3 صحفيين، و3 أطفال، ليصل العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع الأربعاء الماضي 136، فيما بلغ عدد الجرحى 950 .

وقد زادت وتيرة الغارات مع دخول وفد وزراء الخارجية العرب، برفقة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، بعد ظهر أمس إلى قطاع غزة .

وقتل الجيش الإسرائيلي 3 صحفيين، في غارتين، نفذت الأولى في مدينة غزة بحق مصورين يعملان لصالح فضائية الأقصى الفلسطينية، وهما محمود الكومي، وحسام سلامة .

وقتل الصحفي الثالث في مدينة دير البلح وسط القطاع، ويدعي محمد أبو عيشة، ويعمل مديرا لإذاعة القدس التعليمية .

وشنت المقاتلات الإسرائيلية عشرات الغارات، التي استهدفت العديد من المواقع والأهداف، كان أبرزها مقر البنك الوطني الإسلامي، في مدينة غزة.