قتل أربعة متظاهرين، أمس الخميس، بقنابل مسيلة للدموع في بغداد، حيث تواصل القوات الأمنية قمع موجة احتجاجات على الرغم من الضغوط السياسية والدبلوماسية لوضع حد للأزمة وتلبية مطالب المحتجين، في حين أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، إطلاق سراح 1648عراقياً اعتقلوا خلال التظاهرات الاحتجاجية في البلاد لثبوت عدم الاعتداء على الأموال العامة والخاصة.
وأشارت المصادر أيضاً إلى سقوط 55 جريحاً، أمس، قرب جسر السنك المتاخم لساحة التحرير وسط العاصمة التي كانت منطلقاً للاحتجاجات التي بدأت مطلبية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، وباتت تدعو إلى «إسقاط النظام».
وتدعو المنظمات الحقوقية القوى الأمنية إلى وقف استخدام هذا النوع «غير المسبوق» من القنابل التي يبلغ وزنها عشرة أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع العادية.
واحتشد المتظاهرون في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، والحال نفسه فعله المتظاهرون في محافظات بابل وكربلاء والنجف والديوانية، والمثنى وواسط وذي قار وميسان والبصرة. ويتوقع أن تشهد التظاهرات التي ستقام، اليوم الجمعة، حشوداً ضخمة من أجل الضغط على الحكومة العراقية بهدف تنفيذ مطالبهم المشروعة.
وكان مصدر أمني ذكر أن قوات مكافحة الشغب أطلقت، فجر أمس، القنابل المسيلة في ساحة الخلاني وسط بغداد، مشيراً إلى أن إطلاق القنابل الدخانية أسفر عن نحو 47 حالة اختناق.
وأوضح أن “حالات الاختناق جرى إسعافها من قبل المنظمات الصحية التطوعية”.
وأضاف أن “أعداداً من المتظاهرين يتحصنون وراء الكتل الأسمنتية التي وضعتها القوات الأمنية للفصل بين ساحتي الخلاني والتحرير”، مشيراً إلى أن “إطلاق القنابل الدخانية يهدف إلى تفرقة المتظاهرين وإرجاعهم إلى ساحة التحرير”.
وتابع أن “حريقاً اندلع داخل محال تجارية في ساحة الخلاني وسط بغداد، ما تسبب بإلحاق أضرار مادية”.
وتواصلت التظاهرات والاعتصامات في بغداد ومدن جنوبية عدة، تزامناً مع ضغوط سياسية ودبلوماسية على حكومة عادل عبد المهدي للاستجابة لمطالب الشارع. وشهدت مدينة النجف إضراباً عاماً تأييداً لمطالب المتظاهرين لإصلاح العملية السياسية في البلاد.
وقال شهود عيان، إن المحال التجارية في الأسواق الكبرى أغلقت أبوابها، وانضم أصحابها إلى آلاف من الموظفين وطلبة المدارس والمعاهد والجامعات انخرطوا في التظاهرات الشعبية الاحتجاجية المتواصلة في ساحة الصدرين منذ 21 يوماً، للمطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان وتعديل الدستور العراقي. وأوضح الشهود أن المتظاهرين أكدوا سلمية هذا الإضراب الذي يستمر لمدة يوم واحد وعدم المساس بالأبنية الحكومية، وهم يهتفون بشعارات تطالب بتحقيق مطالبهم المشروعة حاملين أعلام العراق تحت حراسة أمنية مشددة. وفي محافظة ذي قار، قال مصدر محلي، إن “قوات أمنية كبيرة وصلت أمس إلى قضاء الغراف شمالي المحافظة”.
وأضاف أن “هذه القوات فرضت حظراً للتجوال على المركبات والأشخاص”، مبيناً أن “الحظر يستمر حتى إشعار آخر”.
من جانب آخر، قالت إحصائية رسمية لمجلس القضاء الأعلى، إن عدد الذين تم إطلاق سراحهم من المتظاهرين في كافة محاكم البلاد بلغ 1648 متظاهراً ممن لم يرتكبوا جريمة الاعتداء على الأموال العامة أو الخاصة. وكان اثنان من الناشطين العراقيين قد أطلق سراحهما الليلة قبل الماضية، بعد احتجاز دام أكثر من أسبوع وهما الناشطة صبا المهداوي وعلي هاشم.









اضف تعليق