قال قائد وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة سينطلق في بداية أبريل/نيسان وإن قواته ستشارك فيه رغم المعارضة الشديدة لتركيا.
وقال الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن هجوم الرقة وهو جزء من عملية مزدوجة لتفكيك التنظيم المتطرف الذي يواجه أيضا أكبر حملة عسكرية في العراق لدحرها من الموصل آخر معقل له.
وتزحف قوات مدعومة من الولايات المتحدة ومنها الوحدات الكردية على المدينة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يرغب في تسريع الجهود الهادفة لسحق التنظيم الذي تحاصره القوات العراقية المدعومة أميركيا أيضا في مدينة الموصل الأكبر مساحة من الرقة.
والتعليقات التي أدلى بها قائد الوحدات الكردية سيبان حمو هي أول مؤشر على موعد الهجوم على الرقة.
لكن المعركة المرتقبة والتي تتزايد المؤشرات على قربها، تواجه الكثير من المعوقات في ظل تعدد الأطراف المتدخلة أو الراغبة في المشاركة وهي أطراف تقف على طرفي نقيض.
وفيما تدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، تدعم تركيا فصائل سورية معارضة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر.
وأطلقت أنقرة في أغسطس/اب حملة عسكرية في شمال سوريا تحت اسم درع الفرات لطرد التنظيم المتطرف من المناطق الحدودية وأيضا لكبح تمدد القوات الكردية التي تعتبرها تركيا إرهابية وخطرا على أمنها كونها تطمح لإقامة كيان كردي على تخومها قد يشكل امتداد جغرافيا للأكراد في المنطقة وقد يحفز النزعة الانفصالية للأكراد في شرق تركيا.
وكانت الحكومة التركية قد عبرت مرارا عن رغبتها في المشاركة في معركة الرقة وقدمت نفسها بديلا لقوات سوريا الديمقراطية، لكن يبدو أن الولايات المتحدة حسمت أمرها بإعلانها دعم هجوم تقوده قوات محلية على معقل الجهاديين في الرقة.
وانتزعت القوات الكردية مساحات واسعة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وحققت مكاسب ميدانية مهمة.
وفي المقابل تمكنت تركيا من قطع الطريق على تلك الوحدات بداية بسيطرتها على مدينة جرابلس وصولا إلى مدينة الباب، بينما كانت تخطط للسيطرة على منبج التي يديرها المجلس العسكري لمنبج تحت قيادة كردية والتي باتت تحت حماية دوريات أميركية انتشرت مؤخرا على الأرض.
ومن المتوقع أن تكون جبهة الرقة الأعقد في خضم تعدد قوات متضادة ترغب جميعها في قتال الدولة الإسلامية إلا أن اختلاف مصالحها يقف حائلا دون التقائها.
اضف تعليق