حاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بانكوك أمس الثلاثاء، اقناع تايلاند بالحد من علاقاتها التجارية مع كوريا الشمالية.
وسط جهود أميركية لرص صفوف حلفاء واشنطن بوجه الطموحات النووية الكورية الشمالية.
وتيلرسون أرفع دبلوماسي أميركي يزور المملكة منذ تولي الجيش التايلاندي السلطة، عقب انقلاب عام 2014، ما أدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين الصديقين وسمح للصين بالتقرب من بانكوك عبر صفقات تسليح ضخمة وعقود تطوير للبنى التحتية.
وتايلاند إحدى دول جنوب شرق آسيا التي تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية، ولدى بيونغ يانغ سفارة على أراضيها، كما تقيم علاقات تجارية جيدة مع نظام كيم جونغ أون.
والعام 2014، بلغت قيمة التبادل التجاري بين تايلاند وكوريا الشمالية 126 مليون دولار، بحسب وزارة الخارجية التايلاندية، بزيادة تقارب ثلاثة أضعاف أرقام 2009.
وتطالب الولايات المتحدة تايلاند بإيقاف عمل الشركات الكورية الشمالية التي تستخدم العاصمة التايلاندية كمركز تجاري لشركات صورية، بحسب مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا سوزان ثورنتون.
وتقول ثورنتون إن وزير الخارجية يسعى أيضاً إلى الضغط على المملكة لتشديد إجراءات منح الكوريين الشماليين تأشيرات دخول إليها وتقليص بعثتها الدبلوماسية.
وبدا رئيس المجلس العسكري الحاكم في تايلاند مبتسماً خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي في مقر رئاسة الحكومة.
وأعلن متحدث باسم الحكومة التايلاندية عقب اللقاء أن المملكة على استعداد “للتعاون ولتقديم الدعم” من أجل حل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، مضيفاً أن تايلاند “ملتزمة” بالعقوبات المشددة التي فرضتها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.
وقد تكلف تلك العقوبات كوريا الشمالية مليار دولار سنوياً.
وتأتي الزيارة التي تستمر يوماً واحداً غداة منتدى إقليمي في مانيلا رحب فيه تيلرسون بالعقوبات المشددة ضد نظام بيونغ يانغ لمواصلته تطوير ترسانته النووية.
وتم تبني القرار بإجماع الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن، بموافقة الصين أكبر حلفاء كوريا الشمالية، رداً على إطلاق بيونغ يانغ الشهر الماضي صاروخين بالستيين عابرين للقارات.
وتقول ثورنتون إن تيلرسون حاول كذلك حض تايلاند على استقبال المزيد من اللاجئين الكوريين الشماليين.
ويستبعد محللون قيام تايلاند بإعادة صياغة علاقاتها مع كوريا الشمالية.
ويقول ثيتينان بونغسوديراك خبير السياسة الخارجية في جامعة تشولالونغورن، إن للملكة تاريخها في التعامل “المتأرجح مع دول تعاني من مشاكل في ما بينها”.
وفي السفارة الأميركية في بانكوك أعلن تيلرسون، الذي زار تايلاند مراراً بصفته رئيساً لشركة اكسون موبيل، أنه يريد “تطوير” العلاقات بين الولايات المتحدة وأقدم حلفائها الآسيويين “حتى ضمن تقلباتها”.
ولم يتضح بعد إلى أي مدى سيضغط تيلرسون على الحكومة العسكرية في ما يتعلق بقمع الحريات السياسية.
ووصل وزير الخارجية الأميركي إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس الثلاثاء، وتوجه إلى البرلمان حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق.
اضف تعليق