دائماً تقف الولايات المتحدة بجانب إسرائيل التي تعتبر هي حليفتها الكبرى داخل منطقة الشرق الأوسط، ولكن ولأول مرة تخلت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما عن أكبر القضايا الإسرائيلية التي تخص قضايا الاستيطان الإسرائيلي داخل القدس المحتلة.
ويأتى قرار الولايات المتحدة بشأن إمتناعها عن استخدام حق الفيتو صفعة قوية على وجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ورغبة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب؛ حيث طالب الرئيس الأميركي الخميس حسبما أفادت وسائل الإعلام الأجنبية والعربية إدارة أوباما باستخدام حق الفيتو إزاء قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي.
كان لمصر دورًا في اتخاذ قرار مجلس الأمن؛ حيث استطاع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التغلب على الضغوط التي تعرض لها من جانب نتنياهو وترامب من أجل عدم التصويت لصالح قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي، حيث قامت بتأجيل التصويت بشأن القانون الخميس وصوتت لصالح القرار أمس الجمعة.
ووافقت 14 دولة على القرار وضجت القاعة بالتصفيق. وهذا أول قرار يتبناه المجلس بشأن إسرائيل والفلسطينيين منذ نحو ثماني سنوات.
صدمة إسرائيلية من أوباما
وانتقدت إسرائيل بشدة امتناع واشنطن عن استخدام حق الفيتو لإسقاط القرار. وكانت قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن قد اتهمت الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري بالوقوف وراء الترويج لمشروع القرار، وهو ما نفاه مسؤول أميركي كبير.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة تخلت عن إسرائيل بامتناعها عن التصويت عندما تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.
وقال شتاينتز المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتلفزيون القناة الثانية الاسرائيلي “هذا ليس قرارا ضد المستوطنات، إنه قرار ضد إسرائيل. ضد الشعب اليهودي والدولة اليهودية. الولايات المتحدة تخلت الليلة عن صديقها الوحيد في الشرق الأوسط”.
وقال السفير الاسرائيلي لدى المنظمة الدولية داني دانون إن اسرائيل توقعت أن تلجا واشنطن إلى الفيتو “ضد هذا القرار المشين”.
وأضاف “أنا واثق بأن الإدارة الأميركية الجديدة والأمين العام الجديد للأمم المتحدة سيبدآن مرحلة جديدة على صعيد العلاقة بين الأمم المتحدة واسرائيل”.
ترامب يتوعد
من جهته قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي طالب في وقت سابق واشنطن باستخدام الفيتو لإسقاط القرار “بالنسبة للأمم المتحدة الأمور ستتغير بعد 20 يناير”، فيث اشارة إلى تاريخ توليه منصبه رسميا.
أما رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين فوصف امتناع بلاده عن التصويت بمجلس الأمن بأنه “مشين بالقطع” و”ضربة للسلام”، فيما دافعت ادارة الرئيس باراك أوباما عن موقفها بتأكيدها أن الاستيطان يضر قبل كل شيء بأمن اسرائيل.
ويطلب القرار أن “توقف إسرائيل فورا وفي شكل تام كل الانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية”.
ويعتبر أن المستوطنات الاسرائيلية “ليس لها أي أساس قانوني” و”تعوق في شكل خطير فرصة حل الدولتين” الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب اسرائيل.
وتعتبر المستوطنات الاسرائيلية عائقا رئيسيا أمام جهود السلام لأنها مقامة على أراض محتلة يريدها الفلسطينيون ضمن دولتهم المقبلة.
صفعة كبيرة
وتعليقا على القرار الدولي، أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القرار هو “صفعة كبيرة للسياسة الاسرائيلية وادانة بإجماع دولي كامل للاستيطان ودعم قوي لحل الدولتين”.
وفي وقت سابق أثناء انعقاد الجلسة هدد السناتور الجمهوري لينزي غراهام الذي يشرف على التمويل الأميركي للأمم المتحدة أمس الجمعة بسحب الدعم المالي للمنظمة الدولية إذا مضت قدما في التصويت على قرار يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية ووقف المساعدات لأي دولة تدعم القرار.
وقال غراهام الذي يشرف على اللجنة الفرعية بمجلس الشيوخ التي تتحكم في تلك المساعدات في بيان “إذا مضت الأمم المتحدة قدما في هذا القرار غير المدروس فسأعمل على تشكيل تحالف من الحزبين الرئيسيين لتعليق المساعدة الأميركية للأمم المتحدة أو تقليصها كثيرا.”
اضف تعليق