الرئيسية » أرشيف » أوروبيون يجربون لقاحاً جديداً ضد داء السل !
أرشيف

أوروبيون يجربون لقاحاً جديداً ضد داء السل !

في هذا المستشفى شمال إسبانيا، مرض قديم قد ننسى أحيانا الحديث عنه، لكنه لا يزال قادرا على تحويل حياة المصاب به إلى كابوس.

أحد المصابين قال: "بعد أن بين التشخيص إنني مصاب بمرض السل كان هناك خياران أمامي، إما أن أبقى لمدة طويلة في غرفة بالمستشفى دون أن يتمكن أحد من زيارتي إلا إذا وضع قناعا خاصا و إما أن أبقى لوحدي في بيتي وآتي كل يوم إلى المستشفى لتلقي العلاج المتمثل في اخذ حقنة وتناول اثنتي عشرة حبة دواء يوميا بحضور ممرضة طبعا، اخترت الحل الثاني وإذا أردت الذهاب إلى المخبزة مثلا فإني ارتدي قناعا خاصا.

بعد عامين عصيبين شفي الفريدو من مرض السل الذي لا يزال يقتل حوالي مليون ونصف المليون شخص سنويا. كما يتم تسجيل مائة ألف إصابة جديدة بهذا المرض في أوروبا كل عام.

الطبيب رفائيل فاسكيز المتخصص في أمراض الرئة في مشفى نيكولاس بينيا قال: "المرض يتسبب شيئا فشيئا في ثقوب صغيرة بالرئتين تتسع مع مرور الوقت وإذا عشش مرض السل في الرئتين فإنه يمر عبر الدم و يؤثر سلبيا على الأجهزة الأخرى في جسم الإنسان: الدماغ والعظام جميع الأجهزة التي تتغذى بالدم".

في أحد المختبرات القريبة من المشفى، تحاول مجموعة من الخبراء المشاركين في مشروع بحث أوروبي إيجاد حل سريع وناجع لهذا المرض المعقد.

كارلوس مارتين، عالم الأحياء المجهرية في جامعة سرقسطة قال: "عندما كنت طالبا في كلية الطب في بداية الثمانينات، المنظمة العالمية للصحة كانت تقول انه سيتم القضاء على مرض السل بحلول عام ألفين،اليوم أجل هذا الموعد إلى عام ألفين وخمسين، لكن القضاء على هذا المرض لن يكون ممكنا إلا إذا تمكنا من الحصول على أدوات للتشخيص المبكر ولقاحات جديدة".

النتيجة الأولى من هذا المشروع هو لقاح تجريبي وخلافا لقاح السل الوحيد الذي وضع قبل مائة عام، فإن هذا اللقاح الجديد يستند إلى عينة مقلصة جدا من البكتيريا المسببة للمرض. ويأمل الباحثون أن يكون هذا اللقاح أكثر فعالية. بالنسبة لهم، إنتاجه يشكل تحديا كبيرا وذلك لعدة أسباب.

الباحثة ماريا يوجينيا تقول : " معالجة الفطريات الدقيقة أمر معقد على المستوى الصناعي. فنحن نتحدث عن كائنات دقيقة تنمو ببطء شديد: يجب الانتظار لمدة شهر أو شهرين قبل أن تتم معالجة هذه الفطريات، إنه لقاح يتكون من مادة حية وليكون فعالا يجب أن نضمن استمرارية هذه المادة و استقرارها في جميع مراحل عملية التصنيع".

في لوزن بسويسرا على بعد ألف وثمانمائة كيلو متر من فيغو المرحلة الأولى من التجارب السريرية بدأت بالفعل مع متطوعين. من خلال هذه المرحلة يهدف الأطباء إلى تقييم مستوى خطر هذا اللقاح التجريبي واخذ فكرة عامة حول فعاليته و مدى حمايته لجسم الإنسان من هذا المرض.

فرنسوا سبيؤرتيني، طبيب المناعة في مشفى بومونت قال: "الأشخاص الذي تتوفر في أجسامهم جزيئات الحماية سيكونون محميين أكثر من غيرهم لكن لم يتم إثبات ذلك بعد"، الباحثون ينتظرون نجاح هذا اللقاح الجديد في مراحله التجريبية الثلاث الضرورية قبل المصادقة العلمية عليه، لكن تصنيعه سيبدأ بعد عشر سنوات كأقصى تقدير.