الرئيسية » أرشيف » أول مساعدات أميركية تصل إلى "الحر" والأردن يتوقع تفكك سوريا بعد 2013
أرشيف

أول مساعدات أميركية تصل إلى "الحر"
والأردن يتوقع تفكك سوريا بعد 2013

كشفت مصادر أردنية مطلعة أن الملك عبدالله الثاني حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائهما الأخير في واشنطن، من تفكك سوريا إلى دويلات، إذا لم يتم وضع حل لأزمتها خلال سنة 2013، التي وصفها بـ"السنة الحاسمة" للأزمة السورية.

وقالت المصادر ــ التي رافقت العاهل الاردني في زيارته الاخيرة لواشنطن ــ إن الملك أكد للرئيس الأميركي ضرورة أن تقود الولايات المتحدة الجهود الدولية لإيجاد حل حاسم للأزمة السورية خلال الأشهر القليلة المقبلة، وان نهاية العام الجاري من دون حل يعني تفكك سوريا وانهيارها وتحولها الى دويلات متصارعة.

وبحسب هذه المصادر، فإن الأردن بات يعتبر الأزمة السورية المهدد الرئيسي لأمنه القومي ولأمن المنطقة، أكثر من القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة، وكان لافتا رهان ملك الأردن على تغيّر الموقف الروسي خلال الأشهر القليلة المقبلة لمصلحة إنجاح حل يُنهي الأزمة السورية على قاعدة رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وتحدثت المصادر عن أن روسيا باتت تتحدث عن ضمان مصالحها في المنطقة، وسوريا بشكل خاص، مقابل قبولها بحل سياسي يبعد الأسد، وأنها باتت قادرة على فرض شروطها، بعد أن أدى موقفها الى إبقاء النظام السوري صامدا، وأدى الى شلل المجتمع الدولي.

تباين داخل أميركا
ولفتت إلى أن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال أيام، لاستكمال مباحثات أردنية ـــ روسية مكثفة، في سبيل إنهاء الأزمة السورية، مشيرة إلى أنه ظهر بوضوح في لقاءات واشنطن وجود تباين داخل الإدارة الأميركية على الموقف من التدخل الأميركي العسكري في سوريا.

ففي حين لا يزال الرئيس الأميركي، مدفوعا بموقف وزير دفاعه تشاك هاغل، رافضا البحث بأي تدخل عسكري، إلا إذا ثبت أن النظام السوري تجاوز الخطوط الحمر باستعماله الأسلحة الكيمياوية، لوحظ في المباحثات الأخيرة تحمّس وزير الخارجية جون كيري للتوجه لتدخل أميركي، على غرار ما حدث في صربيا عن طريق ضربات جوية تشل النظام السوري.

الأردن من جهته، اعتبر أن الأولوية للحل السياسي، لكنه طلب من واشنطن التضييق على الأسد ليشعر أنه ونظامه "في ربع الساعة الأخير".

مساعدات لـ"الحر"
في غضون ذلك، تسلم "الجيش السوري الحر" أمس، الدفعة الأولى من المساعدات الأميركية "غير الفتاكة"، التي تعهدت بها واشنطن لدعم المعارضة المسلحة، وذلك عبر المناطق الحدودية مع تركيا.

وأعرب اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، خلال تسلم المساعدات، عن أمله في الحصول على أسلحة قتالية من الدول الأوروبية.

وقال عضو القيادة العليا لهيئة أركان الجيش السوري الحر، العقيد قاسم سعد الدين، إن المساعدات التي تسلمها الجيش شملت مواد غذائية وطبية وإغاثية، بالإضافة إلى عربات مصفحة ستصل في الأيام المقبلة، وفقا لتعبيره.

قصف بالبراميل
ميدانياً، قالت مصادر المعارضة السورية إن "الجيش الحر" سيطر على مبنيي مكافحة الإرهاب وأحد مقرات شركة "إم تي إن" للاتصالات الخليوية في قرية الجبيلة بريف حلب، وبثوا شريط فيديو للمبنيين.

وقصف الطيران المروحي التابع لقوات النظام بالبراميل المتفجرة مجمعا وسط مدينة الرقة (شمالي غربي البلاد)، أسفر عن سقوط ستة قتلى وثلاين جريحا على الأقل، كما تعرضت مدينة كفر نبودة بريف حماة لقصف مماثل. في غضون ذلك، تدور اشتباكات وصفت بالعنيفة في قرية البيضا بريف بانياس بمحافظة طرطوس، وسط استمرار القصف والمعارك في أحياء بحلب والعاصمة دمشق وحمص.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما وصفتها بمجزرة وقعت في الرقة، إثر سقوط براميل متفجرة على مجمع الأماسي وسط المدينة. ويخشى الناشطون من ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود ضحايا تحت الأنقاض.

معارك في بانياس
في هذه الأثناء، أفادت شبكة شام باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في قرية البيضا بريف بانياس بمحافظة طرطوس، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وسط قصف مكثف للمنطقة، بالتزامن مع توافد تعزيزات لقوات النظام.

وفي ريف اللاذقية المجاور، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت بطائرات الميغ عدة مناطق. وتركز القصف على منطقة وادي الشيخان.

قتال في دمشق
وتشهد العاصمة دمشق وريفها منذ أيام تصاعدا في القتال، إذ جددت قوات النظام امس قصفها بالمدفعية الثقيلة أحياء جوبر وبرزة، كما دارت اشتباكات في محيط حيي مخيم اليرموك وبرزة.

وفي تطور آخر، انفجرت عبوة ناسفة وضعت في سيارة بحي ركن الدين صباح امس، أسفرت عن مقتل صاحب السيارة، وفق مجلس قيادة الثورة في دمشق.

وفي ريف دمشق، تعرضت مدن زملكا وداريا ومعضمية الشام لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات، كما شهدت عدة مناطق بالغوطة الشرقية قصفا مماثلا، ودارت اشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا.

حصار حمص
وفي حمص وسط البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس، ان الجيش السوري، يسانده ضباط ايرانيون ومن حزب الله، يحكم الحصار على مقاتلي المعارضة في المدينة.

وقال المرصد ان "القوات النظامية السورية مدعمة بعناصر ممّا يسمى قوات الدفاع الوطني وادارة ايرانية وحزب الله اللبناني، سيطرت على اجزاء كبيرة من حي وادي السايح".

ويقع وادي السايح في منتصف الطريق بين حي الخالدية واحياء حمص القديمة، المنطقتين اللتين تسيطر عليهما المعارضة ويحاصرهما الجيش منذ عام تقريبا.

وقال المرصد ان السيطرة على وادي السايح يسمح للجيش السوري «بعزل احياء حمص القديمة المحاصرة عن حي الخالدية المحاصر».

وتابع: ان الهدف من ذلك هو "تضييق الحصار على هذه المناطق والسيطرة عليها»، مشيرا الى ان «حياة 800 عائلة محاصرة منذ نحو عام، بينهم مئات الجرحى ستكون بذلك مهددة بخطر حقيقي، في حال السيطرة عليها خوفا من الانتقام على اساس طائفي".

تفجير جسر تاريخي في دير الزور
إلى ذلك، بث ناشطون سوريون امس صورا لما قالوا إنه انهيار جزء كبير من "الجسر المعلق" في محافظة دير الزور شرقي البلاد نتيجة انفجار، واتهموا قوات الحكومة بالتسبب في ذلك. وتظهر الصور انهيار معظم بناء الجسر المقام فوق نهر الفرات الذي يخترق مدينة دير الزور. يذكر أن الجسر المعلق هو جسر تاريخي يعود للعشرينات من القرن العشرين، تم بناؤه في فترة الانتداب الفرنسي على سوريا على نهر الفرات واستخدم في البناء الأسلوب الغربي في بناء الجسور المعلقة. يذكر أن عددا من الأبنية التاريخية والآثار في سورية تعرضت إلى دمار متفاوت.