كشف بريان مايكل جينكينز كبير مستشاري مؤسسة راند ، وأحد أهم الباحثين في مجال مكافحة الارهاب أن العمليات الارهابية شهدت خلال العامين الماضيين تطورا نوعيا ملحوظا ،حيث بدأ العالم يواجه اتجاها جديدا في استخدام السيارات من قبل الارهابيين، للقيام بعمليات “دهس “مروعة.
مؤكدا أن المنظمات الجهادية قد حثت أتباعها في الخارج ،على شن هجمات بسيطة مع “أسلحة” متاحة بسهولة، وذكرت على وجه التحديد سيارات موجهة إلى حشود من المارة، على غرار الجريمة التي حدثت في مانهاتن ، حيث تم استخدام شاحنة “هوم ديبوت” لدهس الناس على ممشى الدراجات في مدينة نيويورك في31 أكتوبر 2017 ، ويبدو أن الاتجاه العالمي في الهجمات التي يقوم بها الإرهابيون يعتمد على المركبات يغذيها الطرد .
ومنذ عام 2010، اقترح تنظيم القاعدة مرارا وتكرارا إمكانيات للهجمات التي يسهل القيام بها بنفسه نسبيا، بما في ذلك استخدام المركبات لدهس المدنيين.
وفي أيلول / سبتمبر 2014، أصدرت جماعة الدولة الإسلامية رسالة تدعو أتباعها إلى الخارج لقتل الكفار بأية طريقة ممكنة،سواء “سحق رأس الضحية في صخرة، أو ذبحه بسكين، أو مداهمته بالسيارة”.
وقد وقعت عشر هجمات من هذا القبيل بين عامي 1996 و 2013، ومنذ عام 2014، تسارعت الوتيرة، حيث نفذ أكثر من 40 اعتداء على مركبات، وقد وقعت أكثر من 20 حالة في عام 2017 وحده، ولم يكن جميع مرتكبي هذه الأعمال إرهابيين.
وكانت بعض الهجمات من قبل أفراد يعتبرون غير مستقرين عقليا، وقد وقعت سبع حوادث فى الولايات المتحدة منذ عام 2006.
وقد انطلق اتجاه إرهاب السيارات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 20 عاما. وبسبب عدم تمكن الفلسطينيين من الحصول بسهولة على الأسلحة النارية أو المتفجرات، تحولوا إلى سلاح متاح بسهولة. ومنذ عام 1996، نفذت أكثر من 20 من بين 53 هجمة من المركبات، ومع ذلك، فإن الإرهابيين الذين يحركهم الفكر الجهادي مسؤولون عن معظم الهجمات الأخيرة،ولقد نفذوا هجمات من هذه النوعية في أوروبا والولايات المتحدة، وأثبتوا أنها أكثر فتكا.
وفي عدد من الهجمات، واصل السائق وسائر ركاب السيارة الاعتداء بعد أن تم منع السيارة، وطعن المارة حتى أسقطت الشرطة المهاجمين. وانتهت معظم هجمات الجهاديين الأخيرة بقتل المهاجمين.
وفي هجوم نيويورك على هالوين، أخذت شاحنة “بيك اب” منعطفا مميتا على مسار الدراجات المزدحم، مما أسفر عن مقتل ثمانية قبل أن يحطم السائق سيارته في حافلة مدرسية.
وخلال الاشهر ال 18 الماضية قتل اكثر من 150 شخصا على يد سائقي القتل، وقد اصيب ما يقرب من 800 اخرين بجروح خطيرة،وبدأت المذبحة في نيس، فرنسا، في يوليو / تموز 2016 عندما داهمت شاحنة بضائع حشدا من المواطنين، مما أسفر عن مقتل 86 شخصا، وتمتد سلسلة الحوادث إلى آخر هجوم، في نوفمبر / تشرين الثاني في تولوز، فرنسا، عندما صدمت سيارة تجمعا أمام مدرسة ، مما أسفر عن إصابة ثلاثة.
وقد تم ابتكار الحواجز الخرسانية الآن لحماية مسار الدراجات في مانهاتن ، وكثيرا ما تقترح هذه الحواجز كحل لمواجهة إرهاب السيارات ، ولكن هناك مخاوف عرقلة الحواجز لوصول المركبات الطارئة، أوتسببها في خلق صعوبات أمام المعوقين، وهناك اعتبارات أخرى ضد تركيبها.
ومن بينها أن هذه الحواجز هى تذكير دائم بالإرهاب ، ولا توفر إلا القليل من المنافع الأمنية الصافية، فالمدن مليئة بالمركبات والمشاة.
وبعد اسبوع من الهجوم على مدينة نيويورك، اقترح أعضاء مجلس النواب تشريعات تهدف إلى وضع العقبات أمام استئجار الارهابيين للمركبات. بل سن قانون يمنع حصول الارهابيين عليها، و أن يتم انشاء خطا ساخنا للعاملين، في شركة تأجير هذه السيارات، تحثم على الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ،ووضع مبادئ توجيهية تساعدهم على التعرف على الإجراءات التي قد تشير إلى نية الإرهابيين.
وتقوم السلطات السويدية باستكشاف إمكانية استخدام التكنولوجيا التي تستخدم في مجال المبارزة الجغرافية لإنشاء حدود افتراضية في أجزاء مزدحمة من المناطق الحضرية.
وتشمل هذه الأنظمة صناديق رقمية مثبتة على المركبات الثقيلة التي من شأنها أن تمنع الشاحنات غير المرخصة من الدخول أو تجعل من المستحيل على الشاحنات أن تذهب بسرعة كبيرة، مما يتيح للناس المزيد من الوقت للهرب من الهجوم.
وقد يكون من الممكن برمجة السيارات المستقلة لعرقلة قدرتها على استخدامها في في الحوادث، فالمجتمع يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا لضمان الأمن ،بينما البشرعلى ما يبدو، لا يمكن الوثوق بهم.
وإذا استمر الإرهابيون في استخدام المركبات كأسلحة هجومية، فسوف يتغير المشهد الحضري ببطء ، حيث تحيط الحواجز ،ونقاط التفتيش بصورة متزايدة بالأماكن العامة وتقسمها.
اضف تعليق