فيما قال تقرير فلسطيني رسمي نشر أمس الاثنين إن الحكومة الإسرائيلية أقرت بناء 3341 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، شرقي القدس، الشهر الماضي، واصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري محاولاته لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة منذ ثلاث سنوات، ورغم عدم نجاحه في إطلاق المحادثات المباشرة إلا أنه حرك المياه الراكدة.
وذكر مركز (معلومات الجدار والاستيطان) بالضفة الغربية في تقريره الشهري، أن الوحدات الاستيطانية الجديدة توزعت على مستوطنات “جبل أبو غنيم” و”جيلو”، و”ايتمار”، و”بروخين” و”راموت” و”سوسيا”.
واتهم المركز السلطات الإسرائيلية بتنفيذ 23 عملية هدم لمنازل فلسطينية في الضفة الغربية أغلبها في مناطق الأغوار الشمالية.
كما نسب التقرير للمستوطنين الإسرائيليين شن نحو مئة هجوم على فلسطينيين وممتلكاتهم في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وتزامن ما اعتبره المركز “التصاعد غير المسبوق للبناء الاستيطاني الإسرائيلي” مع تكثيف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جهوده لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن إسرائيل لا تكف عن وضع “العراقيل” أمام جهود الوزير الأمريكي بغرض إفشال مهمته. واعتبر عريقات في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية أن استمرار سياسات “فرض الحقائق على الأرض من قبل الحكومة الإسرائيلية من خلال الاستيطان والتهويد يمثل إصرارا منها على إفشال جهود كيري”.
وفي الوقت نفسه، أعلن عريقات أن كيري الذي أنهى الأحد جولته الخامسة في المنطقة، سيقوم بجولة جديدة له بعد نحو أسبوع إلى عشرة أيام بغرض متابعة جهود إطلاق عملية السلام من جديد.
وذكر أنه لحين عودة كيري، ستتواصل اللقاءات والاتصالات مع الفريق المساعد له، مؤكدا أن النقاشات تشمل جميع القضايا لكنه نفى أن تكون تتناول مقترح جديد قدمه الوزير الأمريكي لاستئناف المفاوضات.
وذكرت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية، أن كيري طرح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما الثالث امس مقترحا جديدا لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصدر إسرائيلي أن المقترح يتضمن مبادئ وصيغا لاستئناف المفاوضات بالإضافة إلى سلسلة من بوادر حسن النية أعربت إسرائيل عن استعدادها للقيام بها قبل العودة لطاولة المفاوضات وبعدها.
وأعلن كيري الأحد في ختام جولته التي استمرت منذ الخميس الماضي أنه أحرز تقدما في مباحثاته التي تضمنت ستة اجتماعات منفصلة مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبدأ كيري جهوده في 20 آذار/ مارس الماضي للتوسط من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية المتوقفة منذ تشرين أول/ أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على الاستيطان الإسرائيلي.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة هارتس صباح أمس الاثنين أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري طرح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما الثالث مقترحًا جديدًا لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني الاسرائيلي.
وقال موظف اسرائيلي كبير رفض الكشف عن هويته إن هذا المقترح يتضمن مبادئ وصيغاً لاستئناف هذه المفاوضات، بالاضافة الى سلسلة من بوادر لحسن النية اعربت اسرائيل عن استعدادها للقيام بها قبل العودة الى طاولة المفاوضات وبعدها.
ورفض الجانب الفلسطيني التطرق الى هذا الطرح، مكتفياً بالقول إنه لم يتم تحقيق انفراجة في الاتصالات .
واشار الموظف الاسرائيلي الكبير الى أن هذا الطرح كان سيناقش في اللقاء الذي عقد مساء امس بين مستشاري الوزير كيري فرانك ليفنشتاين وجوناثان شفارتس وبين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.
ومن المقرر أن يجتمع أمس المستشاران الاميركيان مع الوزيرة الإسرائيلية تسيبي ليفني والموفد الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي المحامي يتسحاق مولخو ليطلعاهما على الرد الفلسطيني على الطرح الجديد.
ووصل كيري أمس الاثنين الى بروناي متأخرًا يومًا واحدًا عن موعد وصوله المحدد اصلاً، بعدما مدد مهمته في الشرق الاوسط في محاولة لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهو ملف رافقه في طريقه الى السلطنة الآسيوية، وكان محور اتصال هاتفي أجراه من الطائرة برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وكيري الذي يشارك في بروناي في منتدى امني لرابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) امضى الايام الاربعة الاخيرة متنقلاً بين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لإقناعهما باستئناف مفاوضات السلام المجمدة منذ ثلاث سنوات.
وفي حين تحدث كيري الاحد عن "تقدم حقيقي" تم احرازه في مفاوضاته الماراثونية مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "عدم حدوث اختراق" للعودة الى طاولة المفاوضات.
وأمس قال مسؤول اميركي كبير يرافق كيري في جولته إن الوزير عمد خلال الرحلة التي استمرت اكثر من 12 ساعة بين تل ابيب وبروناي الى التحدث مجدداً مع نتانياهو عبر الهاتف.
اضف تعليق