احتدمت وتيرة الصراع بين أنصار الشريعة الإسلامية والحكومة التونسية وتبادل الجانبان الاتهامات ..ففي القوات الذي اتهم فيه رئيس الوزراء والقيادي في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة علي العريض ، حركة "أنصار الشريعة" بالضلوع في الإرهاب.. توعد زعيم الحركة أبو عياض فى تسجيل صوتي السلطات التونسية بـ"الهزيمة".بينما أعلن مصدر رسمي أن الشرطة التونسية فككت "خلية ارهابية" بمعتمدية حفوز من ولاية القيروان (وسط غرب) كان تخطط لتنفيذ هجمات ضد عناصر في جهازي الامن والجيش.
وعلى الرغم من عودة الهدوء إلى حي التضامن الشعبي وسط العاصمة تونس بعد مواجهات دامية بين قوات الأمن وعناصر في حركة أنصار الشريعة الا أن التلاسن والوعيد بين الحكومة وحركة إنصار الشرعية لاسيما بعدما صعدت الحكومة لهجتها ضد هذه الجماعة السلفية ووصفتها بـ"الإرهابية" واعتقلت 200 من السلفيين المشتبه بتورطهم في أعمال العنف.
وفى ظل هذه الأوضاع تتجه الأمور فى تونس إلى مزيد من التصعيد فى توقيت يتخوف فيه الجميع من دخول تونس إلى نفق مظلم ، وقد شن رئيس الحكومة علي العريض هجوما عنيفا على حركة "أنصار الشريعة" واتهمها بالضلوع في الإرهاب ..وقد جاء الاتهام بعد مقتل شخصين وإصابة آخرين باشتباكات بين عناصر الأمن ومؤيدين لحركة "أنصار الشريعة" وسط العاصمة تونس، بعد دعوة الأخيرة مؤيديها إلى التجمّع في حي التضامن الشعبي لعقد مؤتمرهم، بدل مدينة القيروان.
وتخوض السلطات الأمنية في تونس مواجهات عسكرية ضد جماعات متشددة بمنطقة جبل الشعانبي ، حيث يتحصّن بها العديد من المسلحين، وتجد الحكومة التونسية عراقيل في حسم الأمر بجبل الشعانبي لوعورة المنطقة وتضاريسها الصعبة.
وفى المقابل ، صدر تسجيل صوتي منسوب لزعيم حركة أنصار الشريعة السلفية التونسية أبو عياض يتوعد فيه بأن حركته لن تلحق بها الهزيمة، وذلك بعد المواجهات والمطاردات التي وقعت أمس الأحد مع قوات الأمن التونسية.
وبلغت مدة التسجيل خمس دقائق – وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس – وأشار المراقبون إلى أنه تم تسجيله قبل المواجهات التي وقعت أمس.
هدوء فى حي التضامن
وبعد يوم دام واشتباكات عنيفة عاد الهدوء إلى حي التضامن الشعبي وسط العاصمة والذي يقطنه زهاء نصف مليون نسمة حيث فتحت المتاجر واستؤنفت حركة وسائل النقل العام بعدما تعطلت أمس.
وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن سكان حي التضامن شرعوا منذ الصباح الباكر في تنظيف الشوارع من "قناطير من الحجارة ورماد العجلات المطاطية المحروقة، والحواجز" التي استعملها أنصار حركة أنصار الشريعة خلال مواجهاتهم مع الأمن.
وقد أعلنت وزارة الداخلية التونسية مقتل متظاهر وإصابة 18 بينهم 15 من عناصر الأمن، خلال مواجهات أمس بحي التضامن بين الشرطة وسلفيين من حركة أنصار الشريعة، احتجوا على قرار الحكومة منع حركتهم من تنظيم مؤتمرها السنوي الثالث في مدينة القيروان التاريخية وسط غرب البلاد.
لكن مصدرا أمنيا، وقياديا في أنصار الشريعة قالا إن متظاهرا ثانيا قتل خلال هذه المواجهات، إلا أن وزارة الداخلية أكدت أن وفاته لا علاقة لها بأحداث أمس. كما أفاد بلال الشواشي القيادي في أنصار الشريعة أن "القتيلين" لا ينتميان إلى جماعته، وأنهما ناشطان في حزب "شيوعي" معارض.
تفكيك خلية ارهابية
إلى ذلك أعلن مصدر رسمي الاثنين أن الشرطة التونسية فككت يوم 16 ايار/مايو الحالي بمعتمدية حفوز من ولاية القيروان (وسط غرب) "خلية ارهابية" خططت لتنفيذ هجمات ضد عناصر في جهازي الامن والجيش.
وقال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في مؤتمر صحافي "فككنا خلية ارهابية في حفوز وأوقفنا شابا (23 عاما) وحجزنا لديه ثلاثة مسدسات وذخيرة، ووسائل لصنع المتفجرات، وخرائط، ولا نزال نلاحق اثنين آخرين" هاربين.
ولفت الى ان الشرطة عثرت لدى الشاب الموقوف على شارة رتبة عسكرية لنقيب بجهاز الامن العام التونسي "معزول منذ مدة".
واعلن التلفزيون الرسمي التونسي ان الموقوف "متشدد ديني" وانه "اعترف" بانتمائه الى جماعة "انصار الشريعة" المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة، وبتخطيطه لمهاجمة مقرات امنية وعسكرية.
ونقل عن مصدر امني بالقيروان ان الشرطة صادرت لدى الشاب "كتب تنظيمات جهادية خاصة بكيفية صنع المتفجرات (والتحكم فيها عن بعد) عبر الهواتف النقالة، وخرائط تمثل اهدافا (امنية وعسكرية) في البلاد التونسية ومكونات لصنع عبوات ناسفة".
وحذر الناطق باسم وزارة الداخلية من استهداف الامنيين او العسكريين في بلاده منبها الى ان جهاز الامن في تونس "قوي وقادر على التصدي لكل مظاهر التعدي على القانون والتعالي على الدولة".
اضف تعليق