قدم الامين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني استقالته أمس السبت بعد ثلاث سنوات من تولي المنصب اطاح خلالها بمدير الاستخبارات الفريق محمد مدين وظهر بمثابة المتحدث باسم عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الحاكم.
وقال سعداني مفاجئا اعضاء اللجنة المركزية للحزب “اقدم امامكم استقالتي واصر على الاستقالة، للمصلحة العامة للحزب والبلاد”.
وعزا سعداني (66 سنة) انسحابه من الامانة العامة للحزب الذي يقود البلاد منذ الاستقلال في 1962، “لأسباب صحية” وهو ما يفسر غيابه لاكثر من ثلاثة اشهر.
وخاطب سعداني كوادر الحزب خلال الجلسة “هل هناك منكم من يريد سحب الثقة مني”؟، في إشارة منه إلى معلومات عن سعي قياديين للإطاحة به لكن لا أحد من القيادات الحاضرة رفع يده لطلب إقالته.
وتابع “لقد غبت عن القيادة ثلاثة أشهر (بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول) لظروف صحية وأريد تقديم استقالتي أمامكم وأصر على ذلك ولن أتراجع وذلك لمصلحة الحزب والبلاد”.
وبرز سعداني خلال توليه قيادة الحزب بانتقاداته المتكررة لجهاز الاستخبارات ومديره الفريق محمد مدين المعروف بـ”الجنرال توفيق”الذي كان يعد “صانع الرؤساء” حتى اطلق عليه اسم “رب الجزائر”.
وفي ايلول/سبتمبر 2015 حصل ما طالب به سعداني فأقال الرئيس المريض الفريق مدين بعد 25 سنة من توليه منصب مدير دائرة الاستعلام والامن، وألحق الجهاز برئاسة الجمهورية بعدما كان تحت وصاية وزير الدفاع.
وقبل اسبوعين عاد سعداني ليهاجم الجنرال توفيق البعيد عن الساحة السياسية، واتهمه بالتآمر على استقرار البلاد وعلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
كما وجه انتقادات حادة للأمين العام السابق لجبهة التحرير ورئيس الحكومة الأسبق عبدالعزيز بلخادم.
واتهم سعداني في تصريحات سابقة سلفه بلخادم بالخيانة. وقال سعداني إن بلخادم من “مناضلي فرنسا داخل جبهة التحرير” وأنه “استخدم الزندقة والشكارة (الرشوة) للبقاء في الجبهة”.
ودعا الصحفيين للتحقق مما إذا كانت أسرة بلخادم مع ثورة التحرير الجزائرية أم مع فرنسا.
وكان بلخادم من أقرب المقربين للرئيس بوتفليقة قبل موجة تغييرات أبعدته عن دائرة الرئاسة بسبب طموحاته لخلافة بوتفليقة.
وصادق اعضاء اللجنة المركزية للحزب على تعيين الوزير السابق جمال ولد عباس (82 سنة) لخلافة سعداني، باعتباره اكبر اعضاء المكتب السياسي سنا.
اضف تعليق