بعد أقل من 24 ساعة على خطابه المطول (الثلاثاء) فاجأ الرئيس السوري بشار الأسد مؤيديه المحتشدين في ساحة الأمويين (وسط دمشق)، عندما خرج عليهم أمس ليدلي بتصريحات أكد خلالها "حتمية النصر" على ما وصفها بـ"المؤامرة".
جاء ذلك بينما كانت قوات الجيش والأمن السوري تتابع عمليات القمع والقتل ضد المحتجين المطالبين بإسقاط النظام، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا بينهم الصحافي الفرنسي جيل جاكييه الذي يعمل مع قناة "فرانس 2" بقذيفة صاروخية في حمص أصابت أيضا الصحافي البلجيكي ستيفن فاسينار، من جريدة "لافي" (الحياة) الفرنسية. وكان الصحافيان الأجنبيان يعدان تحقيقا مصورا عن الوضع في حمص.. كما لقي 4 عسكريين مصرعهم في كمين مسلح في ريف دمشق.
وظهر الأسد أمس فجأة في ساحة الأمويين في دمشق، حيث يتجمع عادة الآلاف من أنصاره ومؤيديه، وكان برفقته زوجته أسماء مع ابنهما وابنتهما.
وردد: "لننظر إلى المستقبل.. إلى الأمام.. إلى سورية التي نحب.. إلى سورية القوية.. سورية العزة والكرامة".
كما خاطب الأسد أنصاره، قائلا "عندما علمت بأنكم قررتم النزول الى الشوارع في عدد من الساحات السورية، شعرت برغبة عارمة في أن أكون معكم في هذا الحدث. وأردت أن نكون معا في ساحة الأمويين، في قلب عاصمة الأمويين، في قلب دمشق عاصمة المقاومة".
أضاف: "أردت أن أكون معكم في دمشق عاصمة بلاد الشام التي أرادوا لها أن تتحول من أرض الوئام والمحبة والسلام، الى أرض يزرعونها بالدمار والقتل والخراب، ولكن هيهات منهم أن يحققوا هذا الشيء".
ومضى يقول: "نسير الى الأمام.. نقبض بيد على الإصلاح، وباليد الأخرى على مكافحة الإرهاب. نسير الى الأمام بخطوات واثقة رصينة ثابتة لا مكان فيها للانتهازيين.. لا مكان فيها للجبناء.. لا مكان فيها للجهل، ولا مكان فيها للتخلف".
وشدد الرئيس السوري على أنه ينتمي الى هذا الشارع، قائلا: "أردت أن أكون معكم اليوم لكي استمد القوة في مواجهة كل ما تتعرض له سورية. وأنا لم أشعر بالضعف في يوم من الأيام بفضلكم من خلال قوتكم من خلال هذه البوصلة التي تدلنا دائما على الطريق الصحيح".
وأضاف: "سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة، وهم الآن في مرحلتهم الأخيرة من المؤامرة، ونحن سنجعل هذه المرحلة هي النهاية بالنسبة لهم ولمخططاتهم".
"شبيحة الى الأبد"
وبينما كانت الحشود تردد شعارات "شبيحة للأبد لعيونك بشار الأسد"، و"الشعب يريد بشار الأسد"، "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، قال الرئيس السوري إن "من يريد أن يخاطب الشارع فلينزل الى الشارع"، مشيدا بالمتظاهرين الذين يقفون في وجه "التغريب"، ويدعمون مؤسسات الدولة، و"في مقدمتها الجيش".
جملتان واختفى
ووصف محي الدين اللاذقاني عضو المجلس الوطني السوري خروج الأسد اليوم وسط مؤيديه بالخروج المنظم المخطط له مسبقا، مؤكدا أن هذه الحشود المؤيدة ما هي إلا عناصر الأمن والجيش والشبيحة متخفية في زي مدنيين. وأضاف اللاذقاني "بدا الرئيس السوري خائفا، وألقى جملتين فقط ثم اختفى، وذلك لصرف الأنظار عن الواقع الأليم الذي تعيشه سورية، وعن خطابه (الثلاثاء) والذي لاقى هجوما واسع النطاق".
ومن جانبه، قال علي حسن المتحدث باسم تنسيقيات الثورة السورية إن أكثر من 1000 لافتة كتب عليها "يا كذاب" قد رفعت أمس في دمشق وغيرها من المحافظات السورية، كما خرج العشرات للتنديد بخطاب الأسد الرابع. وأكد حسن أن هناك أساتذة جامعيين تم فصلهم أمس لرفضهم الخروج في تظاهرة التأييد التي حضرها الأسد.
اقتحامات في حماة
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ستة أشخاص قتلوا برصاص قوات الامن السورية، عندما اقتحمت حماة (وسط) بحثا عن "منشقين" عن الجيش.
وقال المرصد إن "اربعة شهداء سقطوا في بلدة كفرنبودة خلال اطلاق نار واقتحام البلدة، بينما كانت تدور اشتباكات بين منشقين والجيش النظامي، أسفرت عن مقتل ضابط منشق برتبة ملازم أول وجندي".
من جهة أخرى، قال المرصد إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لطلاب في داريا في ريف دمشق، حيث قتل أربعة من الجيش النظامي أيضا، بينهم عقيد، وجرح 8 آخرون في انفجار عبوة ناسفة.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب) قرب الحدود التركية، قال المرصد إن "اهالي معرة النعمان أعلنوا الإضراب العام احتجاجا على الأوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشونها".









اضف تعليق