قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا “على مدى فترة من الوقت” وإنها تريد حماية المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم مع سحب القوات الأميركية من هناك.
ولم يحدد ترامب جدولا زمنيا للانسحاب المزمع من سوريا، الذي كان قد أعلنه الشهر الماضي متجاهلا مشورة كبار مساعديه للأمن القومي ودون تشاور مع المشرعين أو حلفاء الولايات المتحدة الذين يشاركون في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ودفع قرار ترامب وزير الدفاع جيم ماتيس إلى الاستقالة.
وقال ترامب في اجتماع لأعضاء حكومته في البيت الأبيض إنه لم يناقش أبدا الجدول الزمني البالغ أربعة أشهر الذي ترددت بشأنه الأنباء لانسحاب 2000 جندي أميركي متمركزين في سوريا وسط معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وبدا في الأيام القليلة الماضية أن ترامب يتراجع عن الانسحاب السريع للقوات وأكد أن العملية ستكون بطيئة. وقال على تويتر يوم الاثنين “نعيد قواتنا ببطء إلى الوطن ليكونوا مع عائلاتهم ونقاتل في الوقت نفسه فلول تنظيم الدولة الإسلامية”.
وكان السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام قد قال إنه خرج من اجتماع غداء مع الرئيس وهو يشعر بالاطمئنان بشأن السياسة تجاه سوريا.
وأبلغ غراهام الصحفيين بأن ترامب ملتزم بضمان عدم اشتباك تركيا مع قوات وحدات حماية الشعب عقب انسحاب القوات الأميركية من سوريا ويؤكد لتركيا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي بأنها ستحصل على منطقة عازلة هناك للمساعدة في حماية مصالحها.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب فرعا للحركة الانفصالية الكردية في أراضيها وتهدد بشن هجوم على هذا الفصيل مما أثار مخاوف من وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وقال مسؤولون أميركيون إن القادة الأميركيين الذين يخططون لانسحاب القوات الأميركية من سوريا يوصون بالسماح لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين يحاربون تنظيم الدولة الإسلامية بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة.
ومن المرجح أن يثير هذا الاقتراح غضب تركيا التي سيجري جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي محادثات مع مسؤوليها هذا الأسبوع.
وبدأ وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان يومه الأول على رأس البنتاغون أمس الأربعاء وأمامه قائمة من القضايا الجيوسياسية الملحة ومن بينها انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
ويتعين على شاناهان الذي تولى الوزارة في الأول من يناير/كانون الثاني بعد استقالة جيم ماتيس بسبب خلافات عميقة مع الرئيس دونالد ترامب، الإشراف على سحب نحو 2200 جندي من سوريا، بعد قرار الرئيس الشهر الماضي الخروج من البلد المضطرب.
وفاجأ ترامب المراقبين بإعلانه النصر على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وقوله إنه التنظيم المتطرف مني بهزيمة “نكراء” رغم أنه لا يزال يحتفظ بآلاف من أتباعه.
وبعد أن قال إنه يريد انسحابا فوريا للقوات، عاد ترامب واقترح انسحابا تدريجيا.
ومع بدئه عمله الجديد طلب شاناهان الذي عمل سابقا نائبا لوزير الدفاع، من كبار موظفي وزارة الدفاع التركيز على إستراتيجية الدفاع القومي التي تركز على مرحلة جديدة من “المنافسة مع القوى العظمى” ضد روسيا والصين.
وكتب شاناهان في رسالة بمناسبة العام الجديد على تويتر “في 2019 تبقى إستراتيجية الدفاع القومي مرشدنا. وتبقى القوة العسكرية لأميركا تركيزنا”.
انسحاب كردي
ميدانيا، أعلن الجيش السوري، أمس الأربعاء، أن قافلة تضم 400 مقاتل كردي انسحبت من منطقة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، إلى شرق نهر الفرات، “تنفيذا لاتفاق إعادة الحياة الطبيعية إلى مناطق شمال البلاد”، حسبما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن بيان لوزارة الدفاع جاء فيه: “تنفيذا لما تم الاتفاق عليه لعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق في شمال الجمهورية العربية السورية بدءا من الأول من يناير لعام 2019، قامت قافلة من الوحدات القتالية الكردية تضم أكثر من 30 سيارة بالانسحاب من منطقة منبج، متجهة إلى الشاطئ الشرقي لنهر الفرات إلى قرية قره قوزاق شمال شرقي مدينة منبج بنحو 25 كيلومترا”.
ووفقا للمرصد فإن هذا الانسحاب يترافق مع تراجع على الجانب الآخر من قبل الفصائل السورية المدعومة من تركيا، وأن الأوضاع على خطوط التماس بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وقوات مجلس منبج العسكري وجيش الثوار، عادت لما كانت عليه قبيل إعلان الاستنفار من قبل تركيا لشن عملية عسكرية في منبج.









اضف تعليق