الرئيسية » أرشيف » الإبراهيمي إلى دمشق مع خطة لحل سياسي
أرشيف

الإبراهيمي إلى دمشق مع خطة لحل سياسي

انفجرت سيارة مفخخة في دمشق، أمس، بينما كان الطيران الحربي السوري يشن غارات على مناطق في وسط البلاد وشرقها، مع استمرار المقاتلين المعارضين في هجومهم على حواجز للقوات النظامية في ريف حماة (وسط).

ووسط أعمال العنف والقصف هذه التي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلنت روسيا أن أيا من طرفي النزاع في سوريا «لن يفوز»، وأن الرئيس بشار الأسد «لن يرحل»، بينما نقلت صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية عن مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى قوله إن «موسكو تعترف أن زمن الأسد انتهى، وتدعم خطة انتقال السلطة».

الأسد لن يرحل
ففي تصريح للصحافيين قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه يعتقد أن الدول الغربية «غير مصممة» على التدخل العسكري في سوريا، مؤكدا على ضرورة إجلاس الأطراف السورية على طاولة التفاوض «من دون شروط»، بما في ذلك تنحي الرئيس السوري «لأن الأسد لا ينوي الرحيل مهما قيل.. حتى لو طلبنا نحن منه ذلك». وقال لافروف «لن يفوز أي من طرفي الصراع، وروسيا والصين ستعجزان عن اقناع الأسد بالتنحي حتى إذا حاولتا».

وأضاف «موقفنا غير مرتبط بأننا نرغب في استفزاز أو دفع أحد لاتخاذ قرار بإطلاق النار أو عدمه، بالقصف أو عدمه.. نحن فقط متأكدون من أنه من غير المسموح لمجلس الأمن، خاصة بعد التصرف المعيب لشركائنا مع القرار الخاص في ليبيا، اتخاذ أي قرار بالتدخل»، مضيفا «لدي انطباع بأن الدول الضالعة في الأزمة السورية تصلي كي تواصل موسكو عرقلة أي تدخل.. لأنه ببساطة الغرب غير مستعد».

وتابع «إذا كان الجميع يقولون الحقيقة، عندما يؤكدون أن الأولوية رقم واحد هي وقف المذابح وإنقاذ الأرواح، فإنه من المفروض إذن ترك مشكلة الأسد وتنحيته جانبا، وإجبار الجميع بالإعلان عن المصالحة، وجلب مراقبي الأمم المتحدة إلى هناك بأعداد كبيرة، وإجلاس الأطراف خلف طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة من قبيل اختفاء الرئيس السوري.. فهل رأس الرئيس السوري، أهم من إنقاذ أرواح المواطنين والمدنيين العزل»؟

وأشار الوزير الروسي الى أن أجهزة الاستخبارات الغربية لا تتوقع أن ينتهي الصراع في سوريا بسقوط الأسد، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده «لا تخطط لمنح الرئيس السوري اللجوء.. وهو لن يرحل حتى لو طلبنا منه ذلك».

خطة لحل سياسي
كما لفت لافروف الى أن المبعوث الأممي- العربي الخاص الأخضر الإبراهيمي قد يزور موسكو قبل نهاية العام الجاري.

كذلك نقل موقع داماس بوست السوري عن مصدر دبلوماسي مطلع، أن الإبراهيمي أبلغ موسكو بعزمه الذهاب إلى دمشق أيضا ولقاء الأسد.

ووفق صحيفة الدايلي تلغراف، فإن الإبراهيمي يخطط للسفر من القاهرة الى دمشق، ليعرض على الرئيس السوري خطة لحل سياسي للصراع في سوريا- تلقى موافقة كل من واشنطن وموسكو- وتقضي بأن يسلم الأسد رئاسة البلاد بسرعة، ويوافق على الذهاب الى المنفى.

كما تتضمن الخطة العمل على انتقال السلطة بصورة سريعة الى حكومة انتقالية مؤلفة من شخصيات من الحكومة والمعارضة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى أن موسكو «أبدت نيتها الموافقة على المطالب التي تتعلق بتنحية الأسد (..) لأن الأسد لا يملك مستقبلاً في سوريا».

تفجير واشتباكات وقصف
ميدانيا، قتل ثمانية اشخاص وجرح عشرات آخرون في تفجير سيارة مفخخة في حي القابون في دمشق.

بالتزامن، قال نشطاء إن القوات النظامية استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة الى محيط مطار دمشق الدولي «ردا على تقدم مقاتلي المعارضة في المنطقة». كما أفادت أنباء عن انشقاق حوالى 200 عنصر من قوات النظام هناك.

في الأثناء، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في عدد من الأحياء الجنوبية في العاصمة. كما واصلت القوات النظامية السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في ريف العاصمة، حيث تعرضت مناطق واسعة لقصف مدفعي مركز، لاسيما بلدة حمورية ومحيطها وبلدة الذيابية وعربين وحرستا وداريا.

كذلك كانت الاشتباكات على أشدها في ريف حماة الشمالي والشرقي ترافقت مع قصف جوي ومدفعي من قبل القوات النظامية. وتحدث المرصد كذلك عن اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين هاجموا حواجز لها في عدد من البلدات والقرى الى الشمال الغربي من مدينة حماة.

في غضون ذلك، تعرضت مدينة القصير في حمص لقصف مدفعي وجوي، وكذلك مدينة دير الزور وريفها. وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل 145 شخصا جراء أعمال العنف في عدة مناطق سورية، وفق المرصد.

ويصعب التأكد من دقة هذه المعلومات من مصادر مستقلة، نظرا إلى القيود الكبيرة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.

الكيماوي تحت سيطرة الأسد
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن الأسلحة الكيماوية السورية تركزت في منطقة أو منطقتين، وهي «تحت سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد» في الوقت الحالي.

وذكر لافروف أن أكبر خطر تمثله الاسلحة الكيماوية السورية ان تقع في ايدي متشددين.

وقال «حاليا تبذل الحكومة (السورية) قصارى جهدها لتأمين الاسلحة الكيماوية وفق بيانات المخابرات المتاحة لنا وللغرب».

وأضاف «جمعت السلطات السورية المخزون من هذ الأسلحة -الذي كان في اماكن متفرقة في البلاد- في مكان واحد أو اثنين».

اغتيال مصور في التلفزيون السوري
قتل مصور يعمل في التلفزيون الرسمي السوري باطلاق النار عليه، في احد احياء غرب دمشق.

وبث التلفزيون في شريط عاجل،أمس، «استشهاد الزميل المصور في التلفزيون العربي السوري حيدر الصمودي برصاص مجموعة ارهابية مسلحة امام منزله في حي كفرسوسة بدمشق».

من جهتها، قالت وكالة سانا ان المجموعة اطلقت النار على الصمودي مساء الجمعة «خلال توجهه الى عمله في المركز الاخباري للتلفزيون العربي السوري»، واضعة الامر في اطار «استهداف الكفاءات الوطنية».

بطريرك الروم الأرثوذكس: المسيحيون باقون في سوريا
أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي تمسك المسيحيين بالبقاء في سوريا، داعيا الى نبذ العنف واللجوء الى الحوار.

وقال البطريرك، في مؤتمر صحفي عقده أمس في دمشق، «نحن المسيحيين موجودون في هذه البلاد وباقون، ونحن نؤمن ان وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية».

واضاف في مؤتمره الصحفي الاول في العاصمة السورية منذ انتخابه مطلع الاسبوع، خلفا لاغناطيوس الرابع هزيم «كنا دوما مع ابناء بلدنا ووطننا، ندرك معنى المواطنة والوطن في مواجهة دوما الآتين من خارج البلاد، حتى ولو كانوا مسيحيين في بعض الاحيان».

وذكر البطريرك الجديد بالقول الالهي (لا تخافوا لا تخافوا، ابشركم بفرح عظيم). وتابع «نحن نعيش على هذا الرجاء مهما كانت الظروف قاسية والشدائد والصعوبات، وهذا الرجاء باق فينا، وهذا هو ايماننا بالنسبة ايضا لبلدنا الحبيب سوريا». اضاف «ما يجري علينا يجري على الآخرين، وما يجري على الآخرين يجري علينا، نحن مع الجميع مسيحيين ومسلمين متكاتفين متحملين مواجهين للصعوبات».

المجلس الوطني للأمم المتحدة: الصراع ليس «طائفيا»
رد المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، على اعتبار الأمم المتحدة «ان النزاع السوري بات طائفيا»، مشيرا الى أن ما يجري في سوريا هو صراع بين نظام «سفاح» واناس يطالبون بالحرية والمساواة، وذلك بحسب بيان صادر عنه.

وقال بيان المجلس «الثورة السورية ليست طائفية ولا دموية، لم ولن تقسم المجتمع السوري حسب الانتماء الديني أو القومي (..) الانقسام الوحيد والمؤقت الذي يشهده المجتمع السوري هو الانقسام بين نظام سفاح وظالم محاط بطبقة طفيلية، ومجتمع من طالبي الحرية والمساواة».

مقاتلون يتوعدون بلدتين مسيحيتين ما لم تطردا القوات النظامية
هدد مقاتلون معارضون في ريف حماة، حيث يشنون منذ أيام هجمات ضد حواجز القوات النظامية، باقتحام بلدتين يقطنهما مسيحيون في حال عدم انسحاب هذه القوات منهما.

وفي شريط فيديو بثه المرصد السوري لحقوق الإنسان، توجه قائد معارض، عرف عن نفسه باسم «قائد لواء الأنصار رشيد أبو الفداء»، لسكان بلدتي محردة والسقيلبية، بالقول: «نوجه إليكم هذا الانذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الأسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا وأهلنا».

وأضاف: «وإلا فإننا سوف نوجه بواسلنا فورا باقتحام أوكار العصابات الأسدية وشبيحته»، وذلك في الشريط الذي بثه المرصد على موقع «يوتيوب».